الواقعية والميللودراما لدى حسن الإمام بينما صلاح أبو سيف كان واقعيًا يستوحي قصصه من واقع الحارة المصرية والبسطاء وحسن الإمام زاد عليه بأن صوّر الملامح الإنسانية ومعاناة أبطاله مع الفقر والحاجة كما أنه تناول قصص الفنانات الراقصات في أوائل القرن الماضي مثل بديعة مصابني وشفيقة القبطية ودلال المصرية وكان ينتصر للمرأة فأُطلق عليه مخرج الراقصات وعوالم شارع محمد علي كما أطلقت عليه الصحافة مخرج الروائع؛ وذلك لأن أفلامه تجتذب الجمهور العريض من المشاهدين بما تحويه من التركيبة الناجحة التي تتمثّل في قصة إنسانية ولوحات استعراضية ونهاية مرضية للجمهور في أغلب الأحيان. فقد دخل إلى الفن من باب واسع في ذلك الزمن ألا وهو مسرح رمسيس الذي يملكه عميد المسرح العربي يوسف وهبي فقد أمتلك موهبة الكتابة وإجادته اللغات الإنجليزية والفرنسية؛ مما أتاح له فرصة ترجمة النصوص الأجنبية وتحويلها إلى مسرحيات فقد استعان به يوسف وهبي في كتابة وترجمة النصوص المسرحية وأيضًا المنولوجات التي تُعرض بين الفصول وكان مثله الأعلى في ذلك الممثل الفرنسي الاستعراضي موريس شوفالية فقد عمل مساعد مخرج ليوسف وهبي وكاتب نصوص في مسرح رمسيس وذلك لما يتمتع به من ثقافة واسعة وأيضًا تذّوق للموسيقى ساعده في ضبط إيقاع أعماله الفنية فقد كتب للمسرح والسينما وعمل في أستوديو مصر كاتب سيناريو ومساعد مخرج فكان كبار المخرجين يستعينون به مثل هنري بركات ومن أوائل أعماله فيلم «ملائكة جهنم» بطولة فاتن حمامة وأخرج وكتب وأنتج أكثر من تسعين فيلمًا هي حصيلة مسيرته الفنية التي أخرج خلالها أعمالًا لكتّاب كبار مثل قصص لنجيب محفوظ منها: «ثرثرة فوق النيل» و»بين القصرين» و»قصر الشوًق» وأيضًا أخرج أفلامًا استعراضية مثل: «خلّي بالك من زوزو» و»أميرة حبي أنا» بطولة سعاد حسني وقد حطمت هذه الأفلام الرقم القياسي في عدد أسابيع العرض بدُور السينما في ذلك الوقت أكثر من 54 أسبوعًا؛ مما يبرهن على خبرة وحس فني عالٍ يجعل أعمال حسن الإمام الاستعراضية تنجح بجدارة وتحقق أرباحًا ومع ذلك قد يؤخذ على حسن الإمام أنه يغرق في الميللودراما لاستدرار دموع المشاهدين مثل أفلام: «لا تظلموا النساء» و»ظلموني الناس» كما أنه أخرج فيلم «الخرساء» بطولة وإنتاج سميرة أحمد في دور خرساء تتعرّض للاعتداء وقد خرج هذا الفيلم بعدة جوائز منها جائزة التمثيل، حيث إن حسن الإمام استطاع أن يدير العمل الفني وأخرج من الفنانة سميرة أحمد أفضل الأداء الذي استحقت عليه جائزة التمثيل الأولى حيث إنها لم تنطق بكلمة حوار واحدة واعتمدت لغة الصم البكم في أدائها وقد أقنعت الجمهور ولم يحظ مخرج الروائع حسن الإمام بالتكريم الذي يستحقه.