لقبت بسيدة المسرح العربي بعد مسيرة 56 عاماً قدمت خلالها أكثر من 170 مسرحية ، (ثقافة اليوم) تلتقي بالفنانة القديرة "سميحة أيوب" التي تقوم ببطولة مسلسل "الخيول تنام واقفة" والذي تعرضه قناة أبوظبي الأولى لنستكشف بعضاً من الجوانب في مسيرتها الفنية سواء في الدراما أو السينما أو المسرح. فكان لنا هذا الحوار: ماذا عن الشخصية التي تقدمينها في مسلسل "الخيول تنام واقفة"؟ أجسد شخصية أم منصور- رياض الخولي- وجابر – أحمد راتب - وهي سيدة قوية تنحاز لمنصور المظلوم الذي سرق شقيقه الأكبر "جابر" نصيبه في الميراث وتزوج حبيبته، وهي امرأة قوية تمثل الأم المصرية التي تقف ضد جبروت ابنها، وعندما يتزوج منصور من "إيمان"- نيرمين الفقي- وتعرف أنها كانت مدمنة تعاملها بجفاء في بداية زواجها من ابنها ثم تساعده على احتوائها وإصلاحها. * وما الذي جذبك لتقديمك شخصية الأم القوية رغم تقديمك لها في أعمال درامية سابقة؟ - أرى أن الشخصية في هذا العمل مختلفة عما قدمت من قبل، فقد قدمت بالفعل دور الأم القوية في أعمال درامية سابقة ولكن هنا الشخصية تعيش حالة صراع بين أبنائها الطيب المظلوم والشرير الذي استولى على الثروة وهي تحب الابنين، بالإضافة إلى أن المسلسل اجتماعي بالدرجة الأولى وفيه أكثر من خط رومانسي وإنساني. * هل ابتعدت عن خشبة المسرح نهائياً؟ - لم أبتعد، ولكن أين النص المسرحي الذي يجعلني أتحمس من أجله وأحارب لتقديمه؟ للأسف كل النصوص التي تقدم إليّ أرفضها لأنها لا تليق بالمسرح، بل لتقدم في ملاه ليلية مع راقصة لا ممثلة مسرح عاشت بين جدرانه ووسط عمالقة من الفنانين، مثل زكي طليمات ويوسف وهبي وعبدالمنعم إبراهيم وفؤاد الجزايرلي، ووسط كتّاب كبار مثل نعمان عاشور وسعد الدين وهبة والفريد فرج وسواهم. عندما أتذكر الماضي أشعر بفخر كبير بالمسيرة التي خضتها، فالمسرحيات التي قدمتها جديرة بالاحترام، مثل: "سكة السلامة" أمام فؤاد الجزايرلي و"السبنسة" و "الوزير العاشق" أمام عبدالله غيث، و "دماء على أستار الكعبة" و"تمر حنة"؛ وكلها أعمال تناقش قضايا المجتمع ومشكلاته، خلافاً لما يقدم اليوم من أعمال لا تصلح أن يطلق عليها اسم مسرحيات. من هنا، اتجهت إلى الأعمال الدرامية التلفزيونية التي أصبحت تناقش موضوعات تهم الناس. * شهرتك المسرحية لم تضاهها شهرة سينمائية، لماذا؟ - أنا عاشقة للمسرح من أخمص قدمي حتى آخر شعرة في رأسي، وأعتبر نفسي فنانة مسرحية بالدرجة الأولى، ورغم مشاركتي في بطولة أكثر من 50 فيلماً سينمائياً، إلا أنني ظللت أشعر بغربه شديدة بيني وبين السينما، فكنت أعمل فيها وأنا أشعر أنني أقيم في بيت غير بيتي، ولهذا حينما اتخذت قراري بترك السينما اتخذت القرار بسهولة ولم أضعف ولم أتراجع، بينما الأمر مستحيل مع المسرح، فأشعر وأنا أقف على خشبته بأنني ملكة متوجة على العرش، فالمسرح هو بيتي الأول والأساسي. * هل كنت مجبرة على الاختيار؟ - لو كنت واصلت في السينما لما أصبحت سيدة المسرح العربي، والمسرح يحتاج إلى تفرغ عكس السينما، إضافة إلى أن السينما الحالية لم تعد تتناسب مع تاريخي الفني الطويل، ولا أستطيع أن أضع اسمي في عمل سينمائي لا أعرف نتيجته وقد يسيء لتاريخي. * لديك أعمال تليفزيونية مميزة، أيها أقرب إلى قلبك؟ - أحب جداً مسلسلات "نور القمر" ، و"أميرة من عابدين" ، و"حرث الأرض" ، والمسلسل الكوميدي "زكية هانم" ،و "الضوء الشارد" ،والعديد من المسلسلات الدينية والتاريخية وفي مقدمتها مسلسل "سيف اليقين" ، وكذلك "سيف الدولة الهمداني"، وينبع حبي للأعمال الدينية والتاريخية من عشقي للغة العربية، والتي أشعر بحزن شديد عليها بسبب الظلم الشديد الذي تتعرض له في الأعوام الأخيرة.