لا أجد أية غضاضة في أن أعلن إيماني العميق بأن العالم كله يُدار بأسلوب المؤامرة ، وان المتآمرين هم من يحركون العالم كما يشاؤون . صحيح أن إرادة الشعوب لا يمكن هزيمتها ، لكن الإرادة بدون وعي هي إرادة عمياء يمكن توجيهها واستخدامها بما يتفق ومصالح المتآمرين . الآن تشهد منطقتنا طفرة على مستوى الوعي مما سمح للإرادة الشعبية باقتحام حيز الفعل ومما ساعدها على صناعة الحدث . لكن هل يعني هذا أن العالم كله قد تغير أم أن التغيير لم يتجاوز منطقتنا نحن ..؟ ثم هل يعني هذا أن نوع التغيير الذي حدث وما زال يحدث بين ظهرانينا ، كافٍ لكشف ألاعيب المتآمرين وقطع الطريق عليهم وعلى مؤامرتهم ؟ مرة أخرى لا أحس بالخجل وأنا أردد قناعتي التي قد تصل إلى درجة اليقين بأن العالم تتم إدارته بأسلوب المؤامرة . لا أخشى في ذلك لومة من يستخدمون أسوأ أدوات الإرهاب الفكري لقمع معارضيهم ، حيث يعمل هؤلاء على تحقير طرح من يختلف معهم ، متّهمينه بالإيمان بما يسمى ( نظرية المؤامرة ) . وكأن المؤامرة ليس لها وجود ولم تلعب الدور الأكبر في تغيير خرائط الدول وفي التحكم بمصائر الناس وبتضليل الرأي العام العالمي ! ماذا يسمى الذين يسخرون من ( نظرية المؤامرة ) زراعة دولة للصهاينة والإعداد لذلك منذ دخول الجنرال اللينبي للقدس عام 1917..؟ وماذا يسمي هؤلاء اتفاقية سايكس بيكو ومقرراتها التي قسمت الوطن العربي إلى دويلات كثيرة ثم اقتسمت تركة العثمانيين بالتساوي ؟ ماذا يسمي هؤلاء إجهاض حركات التحرر الوطني في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية على يد المخابرات المركزية الأميركية ..؟ وماذا يسمي هؤلاء عمليات الانقلاب التي طالت الكثير من الأنظمة الوطنية واستهدفت عددا كبيرا من المناضلين والرموز الوطنية والإنسانية ، وفي مقدمتهم المناضل العالمي تشي غيفارا ؟ ماذا يسمي هؤلاء غزو العراق وتقديم معلومات مغلوطة للأمم المتحدة بشأن امتلاك نظام صدام لأسلحة دمار شامل ؟ ماذا يسمي هؤلاء تمويل الطبقة المتوسطة الأميركية لتكلفة الحرب على العراق التي تجاوزت الترليون دولار ، تحت حجة وجود علاقة تحالف استراتيجي بين الديكتاتور البعثي وبين منظمة القاعدة؟! وأخيرا ماذا يسمي هؤلاء توليد الفايروسات في المعامل كفايروس إنفلونزا الخنازير ، لتسويق ما يقارب من مليار لقاح مضاد للفايروس ؟ نعم ..العالم كله يُدار بأسلوب المؤامرة .