رفض الزعيم الديني مقتدى الصدر ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة، فيما أكدت كتلته البرلمانية أن «اجتماع التحالف الوطني اليوم هو للبحث في القضايا العامة وليس لإقناعنا بالتراجع عن مشروع سحب الثقة» من رئيس الوزراء، ورفضت «حركة الوفاق» التي يتزعمها اياد علاوي والمنضوية في «القائمة العراقية» اتهام المالكي الموقعين على سحب الثقة ب «المتآمرين». الصدر وفي معرض رده على سؤال لأحد أتباعه عن تصريح النائب عن «دولة القانون» عزت الشابندر، بأن سحب الثقة من المالكي شخصي ويستهدف منع ترشيحه لولاية ثالثة، قال: «نعم نحن لا نريد أن يرشح المالكي مرة ثالثة، لأننا لا نريده أن يكون نصف صدام» (نسبة الى الرئيس الراحل صدام حسين)». واضاف انه «سعى لخدمة العراق»، ودعا المالكي إلى أن «يحفظ هيبته»، مشيراً الى «أننا نريد منه أن يعطي الفرصة لبناء العراق كما أراد هو ذلك». ودعا الى أن «لا تكون الديموقراطية فرصة للتسلط مستقبلاً». وعن دعوة الشابندر «تيار الصدر» الى التزام قرار «التحالف الوطني» او مغادرته، تساءل الصدر: «هل دعوتنا لتفتيت وحدة التحالف الشيعي؟ فهل هم أيضا ضد الشيعة؟». بدوره أكد النائب عن «كتلة الاحرار» التي تمثل «تيار الصدر» في البرلمان، عدي عواد، ل «الحياة»، أن «اجتماع التحالف الوطني غداً (اليوم) هو للبحث في القضايا العامة وليس لإقناع كتلة الأحرار بالتراجع عن مشروع سحب الثقة». وقال: «ما زلنا جزءاً من التحالف الوطني، وتلقينا دعوة لحضور الاجتماع». واضاف ان «التيار الصدري ما زال متمسكاً بسحب الثقة من المالكي، وليس هناك أي تغيير في موقفه». وأكد عواد أنه «لم يتم اختيار من يستجوب المالكي حتى الآن، وهناك لجنة مشكلة من 6 نواب وسيتم البحث في هذا الموضوع بين الكتل خلال اليومين المقبلين». وسخر عواد من الاتهامات التي توجه الى الكتل والنواب الموقعين على سحب الثقة بأنهم «مرتبطون بأجندات إقليمية»، مبدياً استغرابه ل «مثل هذه الاتهامات، لا سيما ان الكتل التي تريد سحب الثقة تعمل وفقاً للدستور وتطبق قواعد الديموقراطية». وكان المالكي قال في مقابلة تلفزيونية الجمعة الماضي: «لو كنت ديكتاتوراً كان بإمكاني تصفية المتآمرين الذين جمعوا التواقيع لإقالتي مرة واحدة وإنهاء الازمة». إلى ذلك، اعتبرت «حركة الوفاق» ان «المالكي يهرب من الاختلاف إلى تضليل الرأي العام وتجييش مؤسسات الدولة لمواجهة شركائه». وقال الناطق باسم الحركة هادي الظالمي في بيان، إن «المالكي اعتاد من خلال موقعه على الاغتراف من ثقافة بائسة لا تنتمي إلى قيم الديموقراطية في مواجهة المختلفين معه، على حد سواء في السياستين الداخلية والخارجية»، مبيناً انه «بهذا الأسلوب يمارس الفشل في تقبل الاختلاف بالهروب إلى سيل من المقاربات الانفعالية التحريضية». وأشار الى أن «تلك المقاربات تهدف إلى تضليل الرأي العام وتجييش الدولة وإمكاناتها في اصطفافات لمواجهة شركاء يأبى إلا أن يضعهم في خانة الأعداء والمتآمرين من دون الالتفات إلى حجم معاناة مواطنيه»، لافتاً الى انه «في حال سلمنا بنظرية المؤامرة التي تسكن مخيلة المالكي، فإن الفرد هو من يمكن أن يتآمر على الجماعة، وليس العكس». ودعا الظالمي المالكي إلى «تفسير تآمر ثلاثة أرباع القوى السياسية الوطنية وزعاماتها التاريخية وأكثر من هذه النسبة من العراقيين على شخصه»، معتبراً أن «إحلال هذا المنهج بديلاً من المصالحة والشراكة والتعاون وترسيخ الأمن الذي باتت تداعياته تحصد أرواح الأبرياء بشكل يومي لم يعد مقبولاً، وان زمن الوصاية على الدولة العراقية قد ولى». وأوضح البيان ان «حركة الوفاق الوطني تبارك عزيمة التغيير والإصلاح التي تقودها قوى تكتل أربيل والنجف الوطنية في إطارها الدستوري وتتطلع أيضاً إلى تحقيق المزيد من الإجماع السياسي والشعبي لتكريس الإرادة الشعبية والمصلحة الوطنية»، مطالباً «الجميع مؤسسات وأفراد احترام الدستور، وإعلاء النهج الديموقراطي في التعاطي مع أي خطوة في اتجاه التغيير». وكانت القائمة «العراقية» هددت اول من امس بمقاضاة المالكي لوصفه المطالبين بسحب الثقة منه ب «المتآمرين».