كثرت الاشارات والتنبيهات والآهات والشكايات وجميع الولولات! عن انتشار وتفاقم وازدياد نسبة العنوسة وتقابلها نسبة العزوبة!, لكننا اذا نظرنا وتأملنا عن اسباب العنوسة فإننا نجدها اسبابا مختلفة ومتعددة صادرة من عدة جوانب احيانا من جانب ولي امر المرأة واحيانا من جانب المرأة نفسها واحيانا من المجتمع الذي تسبب بتكثير العنوسة ثم الخوف من تزايدها رغم كونه-أي المجتمع- هو من شرّع اعرافا وعادات ما انزل الله بها من سلطان حالت دون ارتباط كثير من الرجال والنساء ببعضهم ارتباطا شرعيا, ومن ذلك تكليف الرجل بما لا يطيقه تحت ذريعة (انه شر لا بد منه!! والواجب واجب -وليس بواجب ولامندوب!!) فكثير من الفتيات يرغبن في الزواج والستر فإذا ما تقدم رجل لطلب الزواج وضعت امامه على الفور العراقيل والمطبات الاصطناعية المفتعلة -افعل كذا وافعل كذا واياك وعدم فعل كذا....إلخ- مما يجعل الكثير الكثير من الشباب يتراجع عن الإقدام على الزواج حتى حين! إذا كان الشاب له دخل شهري ثابت ومنزل مؤثث وقادر على تحمل مسؤولية العلاقة الزوجية وجاهز لدفع مهر العروس على قدر استطاعته,يعني استوفى الشروط الشرعية وطلب من اهل العروس واهله قدوم زوجته الى مسكنه مباشرة ,نُظِر اليه نظرة تعجب واستفهام وقال اهل الزوجة تسوقها كالنعجة!!! رغم ان النعجة تساق الى الحظائر والزرائب والزوجة تصطحب الى منزل مؤثث مهيأ لسكن البشر ,حتى المجنون يفرّق بين الحظيرة ومنزل البشر فما بال العقلاء؟؟ إذا كان اثاث منزل فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد البشر زوجة امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنهما مكونا من 1- جلد كبش 2- وسادة حشوها ليف . بعيدا عن ريش النعام 3- سرير من جريد النخل 4- سقاء 5- جرتان 6- اواني خزف . وغير ذلك مما لا قيمة له في نظر الناس . فما بال نساء اليوم تملأ بيتها بألوان الاثاث والاجهزة والكماليات ثم لايعجبها ما في البيت أو يتقدم لها شاب لطلب الزواج فتبادر أو يبادر ذووها بافتعال العراقيل تحت ذرائع واهية لا تقدم منفعة شرعية ولا تؤخر!! ثم اذا عزف الشباب عن الزواج خرجت لنا تحذيرات و استطلاعات تزايد العنوسة وهي في الاصل من عند انفسنا, فإذا كانت الاعراف والتقاليد المرهقة المقيتة لا تزال تسيطر على امور الزواج فأبشري يا عنوسة بطول سلامة!! عبد الرحيم ابراهيم هوساوي - مكة المكرمة