قبل سنتين تقريباً أطلق شباب سعوديون حملة للحد من ظاهرة ارتفاع المهور، وتكاليف الزواج، الحملة التي أطلق عليها «خلوها تعنس»، وتهدف إلى مخاطبة الأسر والعائلات، وتطالبهم بضرورة تخفيض المهور، كما تدعو أولياء الأمور بالكف عن التلاعب بمصير بناتهم، وعضلهن من الزواج؛ طمعا في المال، وكأنها سلعة تجارية. أخذت الصحف تشرق وتغرب حول هذا الموضوع، ولكن لماذا لم ننشئ نحن نقطة اجتماعية للبحث عن العوانس والعزاب؟!! لا نريد ردات فعل، إذا تكلم شخص ما عن العنوسة والعزوبة تكلمنا، وإذا صمت الآخرون صمتنا، في خطوة من التهاون والتغافل عن موضوعاتنا الاجتماعية الحساسة. أذكر أنني قرأت أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جعل حصناً للعزاب خارج المدينة، وفي الدين الإسلامي والعرف السائد هناك الحديث عن موضوع العزاب وسكناهم، وأنهم من الأفضل إبعادهم عن مناطق المتزوجين؛ وكل هذا يدلنا على وجود خطورة. فأكثر الجرائم هو يرتكبها، ومن يريد الإثباتات فليذهب إلى مراكز الشرطة في جميع أنحاء العالم، تجد عدد جرائم هذا الفحل تزداد وتتنوع .. ولكن لماذا لا نتساءل .. هل الأعزب بالذات هو المجرم أم أن العزوبة هي المجرم الحقيقي؟ بلا شك بأن العزوبة دافع إلى العديد من الجرائم، نحن مسلمون صحيح ولكن لسنا معصومين عن المعصية إلا بفعل أسبابها الشرعية، الزواج، وغضب البصر، والستر، والبعد عن الأسواق وأماكن الحرام .. كلها موانع حقيقية إن توفرت منعت بتوفيق الله وإلا أصبح الشاب الأعزب خطرا حقيقيا على المجتمعات عموماً. ولماذا ندفن رؤوسنا في التراب؟ لنسأل أنفسنا؛ آلاف الشباب من عزابنا يذهبون إلى الدول القريبة المجاورة بحجة السياحة والطبيعة، وأنا جلست مع بعضهم وخصوصاً العزاب .. ووالله لا سياحة ولا طبيعة بل محرمات - إلا من عصمه الله -. فهل يدرك هذا الشاب الأعزب خطورة العزوبة على نفسه ودينه؟ وهل يعي الأهل والمجتمع نسب الجرائم التي تلحقها العزوبة بالمجتمع من شذوذ. اليوم أصبحت قضايا اللقطاء وجبة إعلامية تتناقلها الصحف الإلكترونية بين شهر وآخر، وأصبحت قضايا الخطف والاغتصاب ليست نادرة بل موجودة. ويظل المجتمع مسؤولا عن إعداد نقاط تفتيش في المجتمع للقضاء على العزوبة والعنوسة؛ فالدين يسر، ولو كان الزواج عسيراً لما حثنا الدين الإسلامي عليه، فالرفق الرفق، واللين اللين، والشدة في الزواج لن تخلق إلا العسر، والتعنت في تزويج الفتيات لم يخلق إلا المشاكل والمعضلات. فعودوا إلى سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ولا تضلوا فتهلكوا ويهلك المجتمع معكم. عبد العزيز جايز الفقيري - تبوك