اعتبر خبراء ومحللون سياسيون ان قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا فتح الباب علي مصراعيه للتفكير الغربي في ضرب سوريا بجدية وان كان التدخل الأجنبي لن يكون على غرار ما حدث في ليبيا وانما ستكون هناك مساعٍ لتفكيك الجيش السوري والقيام بعمليات محدودة لتقويض القدرات العسكرية لسوريا والرهان على إحداث انقسام في الجيش يكون لصالح الشعب على حساب النظام السياسي. واضافوا ان «الناتو» يضع في اعتباره أن «النموذج الليبي» قد لا ينجح في سوريا بسبب غياب الإجماع الدولي والدعم الإقليمي المطلوب».ومخاوف اندلاع حرب واسعة في المنطقة بسبب القدرات العسكرية السورية ومخاوف ان تستغل سوريا الحرب ضدها لاشعال حرب في المنطقة ضد إسرائيل. ويرى الدكتور حازم منصور، أستاذ السياسة الدولية في جامعة القاهرة ان ضرب سوريا لن يكون على غرار ما حدث في ليبيا بل سيكون الأمر مختلفا وان كانت الجامعة العربية اعطت مشروعية للتدخل الأجنبي في سوريا بعد تخليها عن مبادرتها السلمية والتي أعطت فرصة للنظام وللمعارضة على حد سواء، ومن ثم فان قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة يفتح افاقا جديدة ويطرح الاحتمالات المختلفة التي من بينها التدخل العسكري ويرى انه رغم خطورة التدخل العسكري لأسباب عدة منها التحام الجيش السوري مع النظام وقوة سوريا العسكرية واقامة علاقة تحالفية مع ايران وحزب الله بالإضافة الي مخاوف ضرب اسرائيل وليس من السهل استبعاد كل هذه الاسباب حين يكون هناك قرار بضرب سوريا، الامر الذي يضع المجتمع الدولي في ورطة بين مخاوف توجيه ضربة لسوريا او تعرض المعارضة لمزيد من الإقصاء والمواجهة ومن ثم يزيد عدد الضحايا من ابناء الشعب السوري ويرجح الدكتور منصور ان تكون هناك محاولات لإضعاف النظام السوري بالعمل علي تقليص قدراته العسكرية من خلال توجيه ضربات ذات اهداف محددة لتقليل القدرات العسكرية والمسعى الآخر محاولة إحداث انقسام في الجيش لينضم الي الشعب ومن ثم احداث ضغط على النظام السوري لإسقاطه. ويؤكد ان الوضع في سوريا يضع الجميع في مازق سواء النظام السوري او القوي الإقليمية او القوي الدولية على حد سواء ومخاطر توجيه ضربة لسوريا بوضعها الراهن اشد بكثير ولابد ان تكون هناك حسابات مدروسة ولكن ليس على حساب الشعب السوري. وقالت السفيرة جيلان علام، مساعد وزير الخارجية المصري سابقا، إن الموقف في سوريا يختلف عن ليبيا.وشككت في إمكانية التدخل الأجنبي بسوريا، وقالت إن «الوضع شديد التعقيد، خاصة وان ما يسمى بالجوار السوري دقيق وحساس ومشتعل، والاقتراب منه يمكن أن يؤدي إلى احتمالات نشوب حروب محدودة في تلك المرحلة التي يمر بها الوطن العربي من ثورات.» وقالت ان قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سويا وضع الجميع في مأزق حيث فتح الباب لإمكانية التدخل الدولي في ليبيا ونفض الأيدي العربية منه ولان الوضع في سوريا يختلف عنه في العراق او اوفغانستان اوليبيا فانه ليس من السهل القضاء على النظام السوري نظرا للتحالفات التي يقيمها النظام مع حزب الله وايران ومع القوي المناوئة لإسرائيل ومخاوف اندلاع حرب في المنطقة وان تطال هذه الحرب دولا اخرى، الا في حال حدوث تحول داخلي يقوض سلطة الحكم ويزيد من تفكك الجيش السوري لصالح الشعب. وقال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري المصري أن «وضع سوريا يختلف عن ليبيا، لأسباب تتعلق بوجود مخاوف عربية من تحول سوريا إلى عراق جديد في حال التدخل الدولي، فضلا عن الصعوبات التي سببها هذا التدخل في ليبيا، الأمر الذي يوضح أن الصورة ليست بسيطة وشديدة التعقيد.» وقال ان اصرار المعارضة على قلب النظام واتساع حجمها هو الذي سيحسم الامور في النهاية فلا نتوقع ان يظل الجيش السوري مساندا للنظام واحداث خلل حقيقي في الجيش هو الرهان الاول الآن وليس توجيه ضربة عسكرية حيث ان الوضع السوري مختلف تماما وإمكانية أن تقوم سورية بتحويل وجهة الصراع إلى حرب مع إسرائيل في حال استشعرت خطر تدخل أطلسي ما يعطي النظام في دمشق تأييدا شعبيا كبيرا في العالمين العربي والإسلامي، وحتمية الاصطدام بالرفض الروسي والصيني في مجلس الأمن نظرا لاختلاف الحالة السورية جذريا في أهميتها لروسيا عن ليبيا.