دعت الحكومة السورية إلى عقد قمة عربية طارئة، بعد يوم من تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية، بسبب حملتها القاسية لسحق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية. وفيما مصدر مسئول، إن الحكومة السورية لا تزال ترى في المبادرة العربية، إطارا مناسبا لمعالجة الأزمة السورية بعيدا عن أي تدخل خارجي، وأضاف المصدر، إن المبادرة العربية شابها نواقص وثغرات، وافتقرت للآليات العملية التي يجب الاتفاق عليها بين الحكومة السورية واللجنة العربية لتنفيذها، وقال، نظرا لأن تداعيات الأزمة السورية يمكن أن تمس الأمن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك، فإن القيادة السورية تقترح الدعوة العاجلة لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الأزمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي. وأشار إلى أن دمشق، ترحب بقدوم اللجنة الوزارية العربية إلى سوريا قبل السادس عشر من الشهر الجاري، واصطحاب من تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين من دول اللجنة ومن وسائل إعلام عربية للاطلاع المباشر على ما يجري على الأرض. واقترحت سوريا، مطالبة الأمانة العامة للجامعة العربية وفي مقدمتها الأمين العام للجامعة، بالتحرك السريع لوضع المقترحات السابقة موضع التنفيذ. وتأتي الاقتراحات السورية بعد أن أعلنت الجامعة العربية، أنها علقت عضوية سوريا، ودعت إلى فرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد، في أعقاب اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، السبت. ويعد قرار الجامعة، ليس فقط عقابا لنظام الأسد على عدم تجاوبه مع توجهات الجامعة، فقط، وإنما دعم واضح للمعارضة السورية، من خلال فتح المجالات لأكثر من احتمال خلال الأيام المقبلة ضد النظام السوري. وهذا ما دفع الكاتب تسفي بارئيل في صحيفة "هاآرتس" العبرية لتناول هذا الموضوع والذي يجد فيه أنه فتح المجال بشكل واسع لتدخل عسكري في سوريا، على غرار ما حدث في ليبيا، فقد شكل هذا القرار مقدمة واضحة لفرض حصار سياسي واقتصادي على نظام الأسد، وبنفس الوقت فتح المجال للدول الغربية لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد. ويضيف، إن هذا القرار ليس هو الأول في جامعة الدول العربية، فقد سبق وعلقت عضوية مصر لمدة عشر سنوات بعد توقيعها على اتفاقية السلام مع إسرائيل، كذلك الأمر حدث مع ليبيا والتي أفسحت المجال للاعتراف بالمجلس الوطني الليبي، ممثلا للشعب الليبي، والذي سمح بعد ذلك بدخول حلف الناتو والاشتراك الفعلي العسكري في الأحداث داخل ليبيا، وهذا الأمر قد ينسحب على سوريا، خصوصا أن جامعة الدول العربية في طريقها للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، الذي تشكل في تركيا كممثل للشعب السوري. ومع ذلك، فإن الاحتمالات في هذا التدخل العسكري ضد سوريا قد لا يشبه ما حدث في ليبيا، خصوصا إذا ما فتحت إيران جبهة عسكرية لمساندة سوريا، وكذلك حال نفذ حزب الله اللبناني التهديدات التي أطلقها حسن نصر الله، وفتح جبهة ضد إسرائيل، بحيث تدخل المنطقة في حرب واسعة تختلف تماما عما حدث في ليبيا.