اصبح مصير النظام السوري في مهب الريح بعد قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا، مما يزيد من قوة المعارضة وانقسام الجيش واتاحة الفرصة للتدخل الخارجي حماية للشعب السوري، واذا كانت الحسابات اكثر دقة لاتخاذ أي خطوة عسكرية من قبل الناتو فان حسابات الواقع الداخلي السوري ستكون اكثر صرامة وستمهد لمرحلة تحول ستفرض على الجميع الا يظل النظام السوري قائما علي جثث شعبه وعلى رقاب ابنائه، ومهما كان جبروت النظام وجوانب قوته فانه لن يكون اقوى من ارادة الشعب الذي يحكمه. «المدينة» تطرح في هذا الملف مفارقات المرحلة المقبلة و الرهان الاساسي فيها على ارادة الشعب الذي تجرأ النظام على استباحة دمائه. ولئن كانت سوريا تمثل نموذجا مختلفا عن العراق او افغانستان او ليبيا فان ملابسات الاحداث وتطورها وتغيراتها ستفرض حلا مناسبا في تقدير الخبراء ليس بالضرورة ان يكون علي نفس المقاسات السابقة في ليبيا او العراق ولكن سيكون له مقاس خاص يخلص الشعب السوري من نظامه المستبد.