نزيف الدم في سوريا واستمرار حالة العنف واستخدام القوة المسلحة ضد المواطنين هناك تحتاج إلى وقفة من دمشق لأن المأزق كبير ولم تجدِ حتى الآن المعالجات الأمنية في فك احتقان الشارع لذا لا بد من وسائل أخرى ومعالجات تأخذ في حسبانها ما يطالب به السوريون. لقد جاءت مبادرة الجامعة العربية من أجل استباق دخول الشأن السوري مرحلة « التدويل « ووضعت خريطة الطريق لحل كل القضايا وكان الموعد المضروب للتنفيذ صبيحة عيد الأضحى ولكن التنفيذ لم يتم من قبل دمشق بدعاوى وحجج لم تكن مقبولة. ومع استمرار عدم تنفيذ الحل الذي صيغ داخل البيت العربي وفي مقر الجامعة بالقاهرة فإن سفك الدماء اليومي لا يبشر بخير ويفتح الباب واسعًا أمام التدخل الأجنبي وهو ما لا يريده أحد لذا من الأجدى لدمشق ألا تتلكأ في الاستجابة لبنود المبادرة العربية التي وافقت عليها بشكل كامل وأن تبتعد عن التسويف والمماطلة لأن كل يوم يمر يعني المزيد من الألم والمعاناة للشعب السوري، وأي حكم رشيد لا يسعى لجلب التعاسة والحزن للرعية. ونأمل اليوم أن تسعى الحكومة السورية إلى رأب الصدع وتلبية الرغبات المشروعة للمحتجين بدلا من أعمالها العسكرية فيهم ومحاصرة المدن ومداهمة الأحياء وإطلاق النار على المدنيين ويعنى هذا أن تستجيب إلى نداءات الوزاري العربي الذي يبحث عبر نصوص مبادرته إلى إيجاد حلول تخرج بسوريا من النفق المظلم وحتى لا يخرج الملف من البيت العربي فهل تصغى دمشق إلى صوت العقل والحكمة؟أم ستمضي قدمًا في الحل العسكري الذي لن يجلب إلا الدمار وإزهاق الأرواح ؟ والحل واضح أمام حكومة دمشق.. نفذوا نصوص المبادرة فقط.