الأزمة في سوريا التى خلفت حتى الآن عشرات القتلى والجرحى يرى كثير من الناس ضرورة الاستمرار في حلها داخل «البيت العربي» والنأي بها عن التدويل لمخاطره الجمة لذا تنادى العرب لإيجاد خريطة طريق تحل بها هذه المشكلة وتوقف نزيف الدم والعنف ضد المدنيين هناك وتحميهم من القمع الوحشي الذي تمارسه السلطات الأمنية، فكان بروتوكول المراقبين الذي بموجبه وصلت طلائع بعثتهم إلى دمشق وستصل أطقمهم اليوم. وللأسف تزامن مع وصول المراقبين ارتفاع عدد القتلى وشن الجيش السوري لحملات واسعة طالت عددًا من الأحياء بمدن شتى وسالت الدماء .. لذا كيف يمكن مقايسة هذه التصرفات مع الأهداف الأساسية لفريق المراقبة والمعني أولا بإيقاف كافة الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين .وهل توفر تصرفات القوات السورية البنية الآمنة لعمل المراقبين؟ أم أن النظام سوف يمنهج رفضه لوجودهم بالتسويف واختلاق الأعذار حين يريدون التوجه إلى بؤرة مشتعلة. ومن ثمة تنبت أسئلة على شاكلة من يضمن سلامتهم؟ وهل ستوفي دمشق بمتطلبات تواجدهم الميداني من دون أن تتسبب في مضايقات أو تعرقل أداءهم لأعمالهم؟ لقد نبهت الجامعة في البروتوكول إلى هذه المتطلبات وتبقى الكرة الآن في ملعب النظام السوري الذي يجب أن يدرك أن عملية المراقبة ليست هدفًا لذاتها لكنها وسيلة لحفظ دماء السوريين وعدم تعرضهم لآلة قمع النظام مع تمتعهم بحرية التعبير والممارسة دون تخويف أو قتل. بالنسبة للنظام السوري.. القناعة تقول إن زمن المماطلة قد ولى لذا على دمشق الاحتكام لصوت العقل وكبح جماح «الشبيحة ومداهمات الجيش»والقصف العشوائي للأحياء والاستماع لصوت الشعب إذا أراد النظام حلا للأزمة المتفجرة فهل يرعوي؟ وهل يستمع لأصوات مواطنيه؟.