انتعشت مطابخ ومطاعم المندي ومحلات بيع اللحوم بالتجزئة في عدد من أحياء جدة خلال اليومين الماضيين، وشهدت إقبالًا كبيرًا وازدحامًا بالمواطنين والمقيمين الراغبين في ذبح أضحيتهم، على الرغم من عشوائية تلك المواقع وارتفاع الأسعار، ووصولها إلى 150 ريالًا لذبح الأضحية الواحدة. ومارس بعض أصحاب تلك المحلات الذبح وسط غياب تام للرقابة، وفي مواقع غير صحية وبطرق وأساليب بدائية افتقدت لأهم وأبسط شروط الذبح الصحي السليم، مما دفع بعض الزبائن إلى الهروب بأضحيتهم إلى مواقع أخرى. وفي جولة ل «المدينة» رصدت مطابخ المندي توقف نشاط البيع وتحولت تلك المطابخ إلى ممارسة الذبح وبأسعار تتراوح بين 120 إلى 150 ريالًا بارقام تسلسلية يضطر معها الشخص البقاء والانتظار لساعات طويلة. في حين تفرغ اصحاب محلات بيع اللحوم للذبح داخل محلاتهم الصغيرة، وامامها على قارعة الطريق وبأسعار لا تقل عن 150 ريالًا للرأس الواحد بشرط عدم غسل الكرشة او سلخ الرأس وذلك لمصادرتها من الزبون ومن ثم بيعها لحسابهم. وفي الشوارع انتشر العديد من العمالة الوافدة يحملون السكاكين والسواطير، لممارسة الذبح شريطة أن يحدد صاحب الأضحية الموقع اما بجوار منزله، او في العراء وبأسعار لا تقل عن 150 ريالًا للأضحية. وفي المقابل سلم غالبية الزبائن لتلك الشروط وفضلوا الذبح اما هنا او هناك وسط انتقادات حادة لغياب البلديات ودورها الرقابي خاصة في مواقع بيع اللحوم الذين يجهلون الذبح ويمارسونه بطرق مخالفة للانظمة ساهمت في انتشار الروائح والحشرات وسط الاحياء. وابدى المواطن محمد النمري استغرابه الشديد من غياب الرقابة ودور الامانات وعدم متابعتها لتلك الممارسات التي تنفذ وسط الاحياء وعلى قارعة الطرق، وقال: لاول مرة اجد الجرأة لدى اصحاب محلات بيع اللحوم ومطابخ المندي ليمارسوا الذبح على قارعة الطريق في الشوارع وداخل محلاتهم التي لا تتجاوز مساحتها الاربعة امتار وسط الاحياء وامام المارة وبأسعار خيالية، في ظل غياب الرقابة. تقطيع بالمنشار وانتقد المواطن خالد البكيري الذبح بتلك الطرق البدائية، وقال: إنها مخالفة وغير صحية إذ من غير المعقول أن تذبح في الشارع اكثر من 20 او 30 رأسا وتضعها فوق بعضها البعض لتسلخ وتقطع فيما بعد بالمنشار الكهربائي من خلال اناس لم يسبق لهم أن مارسوا مهنة الذبح. وقال: تنقلت من موقع إلى اخر بأضحيتي وفي كل موقع اجد الذبح فيه غير صحي وغير مطابق، وفي نهاية الامر قررت الذهاب إلى احد مطابخ المندي والحمد لله وجدت الذبح اكثر تنظيما من اصحاب محلات بيع اللحوم. اما المواطن علي الزهراني فقد انتقد من جهته امانة مدينة جدة وحملها مسؤولية الذبح العشوائي في بعض الاماكن، وقال: اذا كانت أسعار الاضاحي شهدت ارتفاعا كبيرا، تحمله الجميع لعدم وجود خيارات اخرى امامه فان مسؤولية الذبح وبتلك الاساليب البدائية التي شهدها الجميع اول وثاني ايام العيد.