ارتفعت أسعار ذبائح الأضاحي في جدة بشكل غير طبيعي، إذ وصل سعر الذبيحة إلى 2000 ريال للتيس الواحد، في حين وصل الخروف إلى 1700 ريال، في ظل غياب الرقابة وظهور ما يسمى بالسوق السوداء التي حذر مواطنون من تفشيها وتكرارها سنوياً عند غياب الرقابة والأمن. وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من ارتفاع أسعار الخراف والتيوس، في ظل عدم التنظيم وعدم وجود رقابة من أمانة محافظة جدة، عدا دوريات أمنية حضرت مساء أمس في محاولة لإنهاء تجمع لسيارات نقل المواشي في حي مشروع الأمير فواز بجنوب جدة، عندما أغلق الشارع بسبب ازدحام السيارات. ورفض أحد مالكي المواشي تخفيض أسعار مواشيه عن 1900 ريال للرأس الواحدة، مشيراً إلى أنه قام بتربيتها منذ نحو تسعة أشهر عندما اشترى الرأس الواحدة ب 550 ريالاً، وأحضر البرسيم والشعير لها، ما كلفه أيضاً مبالغ مالية طائلة. وفضّل عدد من المواطنين عدم الشراء الآن، على أمل أن تنخفض الأسعار خلال اليومين المقبلين. وفي حين اكتظت سيارات المواشي بجوانب الطرق، تزايد أعداد المخالفين لأنظمة الإقامة حاملين سواطيرهم وسكاكينهم في أيديهم بحثاً عن زبون يذهبون معه. "سبق" التقت سودانياً غير مقيم يبلغ من العمر "18 عاماً" ويحمل في يده ساطوراً و 3 سكاكين، يحملها تارة ويضعها في الأرض تارة أخرى، نظراً لجسمه النحيل. وقال: إنه تعلم الجزارة منذ ثلاث سنوات من أبيه الذي كان يرافقه في مثل تلك الأماكن، وتعلم منه حتى أتقن هذه الصنعة. وأضاف أنه لا يخشى سيارات الأمن، مشيراً إلى أنه يجوب تلك المنطقة ومعه أكثر من 30 سودانياً ممن لا يحملون إقامات نظامية. وأضاف أنهم يبدأون في أول أيام عيد الأضحى بالانتشار في شوارع مدينة جدة، خاصة بالقرب من الأماكن التي يتم فيها بيع الأضاحي، لاستقبال أصحاب الأضاحي وذبحها مقابل مبالغ مالية تصل في أول يوم إلى 150 ريالاً. وقال: إن العيد موسم لعدد كبير من العمالة السائبة لجني الأرباح الطائلة من ذبح وسلخ الأضاحي، حيث يتراوح سعر ذبح الخروف من 100 ريال إلى 150 ريالاً. وقال أحد المواطنين: إن هناك الكثير من العمالة التي تمارس الذبح بطرق غير صحية ومخالفة، فهناك عمالة تستغل الطلب المتزايد على السلخ وتتجول في الأحياء والشوارع مبدية استعدادها للسلخ، ويتباهون بدور الجزار الماهر. وطالب المواطنون أمانة محافظة جدة بزيادة كوادر العاملين في جميع المسالخ، من أطباء ومساعدين بيطريين ومشرفين وجزارين وعمال نظافة، استعداداً لاستقبال قاصدي المسالخ، وتقديم خدمات مُثلى لهم، والتيسير عليهم بدلاً من الشوارع والجبال والأماكن السيئة. وحددت المسالخ أسعارها التي تبدأ من 100 ريال في اليوم الأول من العيد، وتنخفض الى 80 رياًلا في اليوم الثاني، حتى تصل إلى 50 أو 30 ريالاً في اليوم الثالث. وتكون أولوية الذبح لمن بادر بالحجز مبكراً. ووضع العديد من المحلات إعلانات لمن يرغب في حجز ذبح أضاحيهم في أول أيام العيد، وحددت في الإعلان بداية الحجز بوقت مبكر. وعرضت بعض خدماتها بشتى الطرق والوسائل المبتكرة لجذب المزيد من الزبائن لأن هذه الأيام فرصة كبيرة لهم لتحقيق أكبر ربح مادي.