يعيش أهالي القنفذة في المحافظة والقرى التابعة لها خلال أيام عيد الأضحى المبارك أجواء اجتماعية مختلفة عن غيرها من بقية أيام السنة، حيث يحرصون خلالها على إحياء تراث الاحتفالات في الماضي، من خلال تعزيز أواصر المحبة والتآلف بين الأقارب والجيران، كما تتواصل الاجتماعات والزيارات في أيام العيد الثلاثة، ففي اليوم الأول يحرص الأهالي على ذبح الأضحية، وتقديم الهدية من خلالها للأقارب والأصدقاء. فيقول حسن الرفيدي إن مظاهر العيد تبدأ بليلته، حيث يتبادل الناس التهاني عبر الاتصالات أو المقابلات في المساجد والأسواق وداخل الحي، وفي الماضي كان الناس يجتمعون في منازل كبار السن، وأصحاب الرأي والمشورة الذين يحرصون على لم الشمل، وزيادة أواصر الألفة والمحبة بين الجميع. وتحدث الحسين الجعفري قائلاً إن مظاهر عيد الأضحى في القنفذة تعيد إلينا ذكريات الماضي، وتجمعنا بحاضرنا الذي نعيشه، حيث يجتمع الناس في مصلى العيد، والاستماع للخطبة، ومن ثم التوجه للمنازل لنحر الأضحية، وكانت هناك عادات بالنسبة للحاج، حيث يتم التجمع في منازل الحجاج من قبل الأقارب والأصدقاء. موسى الزبيدي يقول: في صباح العيد يخرج الناس إلى المصلى في القرى مشيًا على الأقدام في مظاهر إيمانية يرددون خلالها التكبيرات، وغالبًا ما تكون مصليات العيد في القرى في الأودية، أو في أماكن صحراوية بعيدة عن العمران. ويضيف لافي السعدي إنه بعد أداء صلاة العيد وسماع الخطبة يتبادل الناس التهاني في مصلى العيد، ومن ثم يتذكرون من كان معهم في العام الماضي، بعد ذلك يتوجهون إلى المنازل جماعات استعدادًا لنحر الأضحية. ويشاركه الرأي الدكتور عبدالمجيد الخيري الذي يؤكد أن أواصر المحبة والألفة تتجلى في عادات الناس بالقنفذة وقراها، فيحيون عادات الآباء والأجداد بالاجتماعات المتواصلة، والزيارات المتبادلة، والتهاني بمناسبة العيد السعيد، وزيارة المنازل التي قأم أهلها بأداء فريضة الحج للاجتماع عند أبنائهم. ويقول يوسف العجلاني: كان أيضًا للمرضى والمسنين نصيب كبير في مظاهر العيد في القنفذة، حيث تتم زيارتهم في منازلهم للسلام عليهم، والجلوس معهم، ولايزال الناس على هذه العادة الى يومنا هذا، وكان في الماضي يجتمعون في منزل الحاج وخاصة في يوم عرفة، وتؤدى بعض العادات والتقاليد وترديد بعض العبارات والأهازيج. وذكر محمد بامهدي رئيس المجلس البلدي بالقنفذة بعض مظاهر العيد في القنفذة قائلاً إن أهمها الحفاظ على الموروث الشعبي، حيث تقام احتفالات العيد للأهالي من خلال إحياء التراث الشعبي من المزمار والعرضة الجنوبية والعزاوي وغيرها من الألعاب الشعبية المختلفة.