أدّى المصريون أمس الأحد صلاة عيد الأضحى بصورة مختلفة عن الأعوام السابقة، حيث غلب عليها الطابع السياسي وفي كل الساحات التي أقيمت بها الصلاة العيد، وأدّى المصلون الصلاة وسط «غابات» من إعلانات المرشحين لمجلس الشعب وتم توزيع ملايين المنشورات الدعائية للمرشحين ومنشورات ضد الوثيقة الدستورية التى طرحها نائب رئيس الوزراء المصري الدكتور علي السلمي، وكانت مصدر انتقادات من جميع القوى السياسية، كما كانت الدعوة للمشاركة في العملية الانتخابية محورًا مشتركًا في خطب الأئمة في جميع الساحات، وفي ساحة ميدان التحرير خطب خطبة العيد خطيب الثورة المصرية مظهر شاهين، وسط التهليل والتكبير والأعلام المصرية والعربية والأطفال الذين حضروا مع ذوويهم، والعديد من الباعة الجائلين، وبحضور العشرات من أبناء الجالية السورية واليمنية. وردد المصلون خلف الإمام «شاهين» قسم الثورة، وهو «نقسم بالله العظيم أن نحافظ على ثورتنا، ومطالبها، ونعيش من أجلها، وتهون أرواحنا في سبيلها، مؤكدًا أن جميع مَن كانوا بالميدان أثناء الثورة كانوا مشاريع شهداء في أي وقت من أجل نيل الحرية. على الجانب الآخر ردد العشرات من الحضور الهتافات المنددة بحكم المجلس العسكري من حركة «لا للمحاكمات العسكرية»، كما قاطعوا خطبة شاهين أكثر من مرة، مرددين العديد من الهتافات، وقاموا بتوزيع المئات من المنشورات التي طُبع عليها «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين». وفي ساحة مسجد مصطفى محمود بضاحية المهندسين أدّى أكثر من ربع مليون مصري الصلاة، وعقب الصلاة تسلم المصلون مئات النشرات الدعائية للمرشحين والأحزاب، وكان حضور انصار جماعة الإخوان هو الأبرز في الدعاية لمرشحي حزب الحرية والعدالة. وأدّى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف صلاة العيد بمسجد القوات المسلحة بضاحية مصر الجديدة. وألقى مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة خطبة العيد للرسميين، وتم قطع خدمة الهواتف النقالة داخل المسجد، وحتى انتهاء الصلاة، وقال المفتي في خطبته إن الحاكم إذا اجتهد فأخطأ فله أجر، وإذا أصاب فله أجران، وطالب المصلين بالدعاء لمصر. ووصلت اللافتات إلى الأزهر الشريف، وظهرت بعض بعض اللافتات داخل الحرم الأزهر مثل: «احترام رموز الأزهر الشريف وعلمائه»، «علماء الأزهر يؤيدون عالمهم.. ورياحين علمك تفوح فى أجواء الكفر»، «لابد من الحفاظ على الأزهر الشريف منهجًا ورموزًا وتاريخًا وتأثيرًا». واشنطن بوست: الإخوان «يستميلون» الناخبين باللحوم والخضراوات المخفضة المدينة - واشنطن بوست وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عيد الأضحى، والذي يتم فيه ذبح الأضاحى وإطعام الفقراء، بالفرصة الذهبية للإخوان المسلمين للقيام بدعاية انتخابية، وقالت إنه للمرة الأولى، تتمكن قوة إسلامية فى مصر من تنظيم حملة علنًا تحت راية حزب جديد، باستخدام شبكات أعمالها الخيرية الممتدة منذ فترة طويلة لكسب ميزة عن المرشحين الليبراليين والعلمانيين قبل الانتخابات البرلمانية المقرر أن تبدأ فى غضون أسبوعين. وقالت إنه فى جميع أنحاء مصر، تبيع آلة سياسية وخيرية اللحوم والخضراوات بأسعار مخفضة للعائلات التي لا تستطيع تحمل الطقوس التقليدية لعيد الأضحى. وأوضحت «واشنطن بوست» أن ما يفعله الإخوان المسلمون يأتي في خانة «شراء الأصوات» لكن تقول الجماعة إن الخدمات الاجتماعية تعتبر بمثابة قناتها التاريخية للشعب. وفي حي فقير في شرق القاهرة تجمعت يوم الجمعة عائلات خارج مسجد الحي بعد أن أعلن متطوعون من حزب الحرية والعدالة عن أسعار مخفضة على البطاطس والليمون والفاصوليا الخضراء وغيرها من الخضراوات. ورصدت «واشنطن بوست» هذا الحي وقالت إن مياه الصرف الصحي راكضة في شوارعه المليئة بالحفر، وأكوام القمامة عالية، مضيفة «كثير من الأسر في الحي يتقاسمون غرفة واحدة تكون بمثابة غرفة للمطبخ وللنوم وللمعيشة».