حين مرّت المملكة لأول مرة في تاريخها بحوادث التفجيرات الإرهابية التي طالت بعض المنشآت في عدد من المدن وذلك في عام 2003م ظن البعض أن هكذا تفجيرات قد لا تستطيع القوى الأمنية السعودية إيقافها.. خاصة والتجارب المحيطة بالمملكة سواء في العراق أو اليمن أو لبنان تؤكد «ظنية» هذا البعض. كما أن بعض المتصيدين في المياه العكرة ممن يعيشون خارج المملكة ومن هم على عداء وكره للمملكة بغير سبب، سوى مكانة المملكة وما أنعم الله عليها من خيرات وقيادة حازمة عادلة، هؤلاء تفننوا أشكالاً وألواناً في تصريحاتهم وتحليلاتهم التي كانت تتفق على سوداوية الصورة للمجتمع السعودي سواءً من الناحية الأمنية أو انعكاساتها على جوانب اقتصادية وتعليمية أو حياتية أخرى. لكن وفي زمن يسير استطاعت القوى الأمنية السعودية تأكيد الثابت في التاريخ السعودي وهو أن هذه البلاد محمية برعاية الله سبحانه وتعالى ثم بعزم قادتها وبحزم رجال أمنها.. فالضربات الاستباقية الأمنية ضد البؤر الإرهابية أحبطت المخططات الإجرامية للقتل والتدمير التي كان يهدف إليها الإرهابيون، كما حمت الأرواح والأموال وأبعدت المخاطر عن المجتمع ورسخت استقراره. وهكذا أفعال لم تكن خبط لزق أو عشوائية أداء بل نتاج تخطيط دقيق ومتابعة مستمرة وعمل دؤوب لتوفير كافة الإمكانيات المادية والبشرية ولرفع كفاءة الأجهزة الأمنية وتمكينها من أداء مهامها بحرفية عالية وقدرة رفيعة تتناسب مع الهدف العام الذي تسعى إليه قيادة هذا الوطن المقدس ألا وهو أمان واستقرار طالما كانا مضرب مثل بين الدول والشعوب. إسكات «الإرهاب» وتجفيف ينابيعه فوق هذه التربة الطاهرة ليس بالعمل السهل ولكنه وبحمد الله ومنّه أن يسر للمملكة قيادة تسهر على استتباب أمن واستقرار الوطن وتخطي الصعاب في عزيمة وحزم يجعله دائماً وأبداًَ وطن الأمن والأمان... وليس للخائبين والخائنين سوى الذل والخسران.