لقن مانشستر سيتي جاره وغريمه التقليدي في المدينة “مانشستر يونايتد” درساً لن ينساه بستة أهداف لهدف في ختام مباريات الجولة التاسعة من البريميرليج على ملعب أولد ترافورد، في الديربي رقم 160 بين الفريقين. افتتح مانشستر سيتي التسجيل في الدقيقة 22 بواسطة ماريو بالوتيلي الذي احترق منزله يوم أمس بعد تمريرة جميلة من جيمس ميلنر والذي صنع لبالوتيلي الهدف الثاني كذلك مطلع الشوط الثاني بعد تعرض إيفانز للطرد في الدقيقة 47، وأضاف أجويرو الهدف الثالث في الدقيقة 69 رغم تغييرات فيرجسون حين نزل تشيشاريتو وفيل جونز بدلاً من ناني وأندرسون، وواصل السيتي سطوته بإحراز المزيد من الأهداف بواسطة دجيكو ودافيد سيلفا ليجعلها سداسية تاريخية، وتمكن اليونايتد من إحراز هدف الشرف الذي وقع عليه الأسكتلندي دارين فليتشر بعد تمريرة تشيشاريتو قبل أن يسجل السيتي 3 أهداف متتالية. ولم يتأثر وسط مانشستر سيتي منذ بداية المباراة لغياب اثنين من أهم أعمدته “نايجل دي يونج وسمير نصري” بداعي الإصابة الطفيفة التي تعرضا لها في مباراة فياريال بدوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، واستعان مانشيني بثنائي الوسط “يحيى توريه وجاريث باري” وأمامهما الثلاثي “بالوتيلي، سيلفا وجيمس ميلنر” وجميعهم أدى ما عليه وتمكنوا من مساعدة الفريق على الفوز بهذه النتيجة العريضة. وبدأ فيرجسون بتشكيل هجومي مُغاير تماماً للذي بدأ به أمام ليفربول الأسبوع الماضي حيث غلب عليه الطابع الدفاعي، وقام بصبغ معظم خطوط الفريق بالصبغة الهجومية البحتة لحاجته لتحقيق الفوز لاستعادة صادرة المسابقة، فدفع بواين روني جوار داني ويلباك في الهجوم وخلفهما الثنائي السريع “أشلي يونج ولويس ناني” وفي منطقة الوسط الدفاعي لاعب واحد فقط هو “فليتشر” وأمامه بقليل صانع الألعاب “أندرسون” ليدفع الثمن غالياً فيما بعد. وأراح فيرجسون للمرة الأولى منذ فترة المدافع القادم من بلاكبيرن روفرز “فيل جونز” وفاجأ الجميع بإشراك ريو فرديناند جوار إيفانز رغم قوله أن ريو يحتاج للراحة البدنية والذهنية، فبدا وكأن خط دفاع اليونايتد يُعاني الأمرين كلما شنت أي هجمة عليه من اليمين أو اليسار. وتشابهت انطلاقة هذا الديربي لحد كبير مع ذلك الذي أُقيم بين الفريقين على ملعب ويمبلي الموسم الماضي لحساب نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، إذ سيطر اليونايتد على مُجريات اللقاء وتمكن السيتي من امتصاص حماسه على أكمل ما يكون ليصفعه بالهدف الأول بواسطة يحيى توريه في الدقيقة 52، لكن هذه المرة تقدم السيتي جاء مُبكراً حيث وضعوا زيارتهم الأولى في الدقيقة 22. ومَر المُهر الإسباني الصغير “دافيد سيلفا” بمرونة وليونة في منطقة عمق دفاع مانشستر يونايتد ثم مرر كرة سحرية على الطرف الأيسر لجيمس ميلنر والذي أرسل عرضية أرضية لماريو بالوتيلي المنتظر على حافة منطقة الجزاء، ودون أن يتسلمها الإيطالي سددها بباطن قدمه اليمنى بدقة كبيرة على يسار الحارس دي خيا الذي أرتمى عليها لكن دون جدوى. حاول مانشستر يونايتد تعديل النتيجة بتنويع لعبه على الأطراف وفي العمق لكن ناني وواين روني كانا خارج نطاق الخدمة لتفوق خط الدفاع السماوي بقيادة كومباني وميكا ريتشاردز وجايل كليشيه على العكس دفاع مانشستر يونايتد خاصةً جهة إيفانز وإيفرا كانت مفتوحة على مصراعيها أمام هجمات السيتي من الفينة للأخرى. ولاحت الفرصة الحقيقية الأولى لمانشستر يونايتد في الدقيقة 34 بواسطة لاعب الوسط البرازيلي “أندرسون” حين سدد كرة قوية بوجه القدم ذهبت على يمين جو هارت الذي احتضنها بسهولة. وانتهى الشوط الأول بتقدم السيتي بهدف بالوتيلي رغم محاولات أشلي يونج اللاعب الوحيد الذي حاول طيلة أحداث هذا الشوط. تعرض مانشستر يونايتد لصفعة قوية مع انطلاقة الشوط الثاني حين أقصى الحكم الدولي الإنجليزي “مارك كلاتينبرج” المدافع الأيرلندي الشمالي “جونثان إيفانز” الذي لعب بدلاً من فيل جونز. وأظهرت الإعادة التلفزية تَعمد إيفانز جذب ماريو بالوتيلي من الذراع والقميص وهو في طريقه للانفراد بالحارس دافيد دي خيا في الدقيقة 47 لتشهر في وجهه البطاقة الحمراء المباشرة. أثر طرد إيفانز بالسلب على المردود الدفاعي والهجومي لليونايتد، ولم يتحرك المدير الفني “سير أليكس فيرجسون” بتغير تكتيكي لتأمين مناطقه الدفاعية المتأثرة في ظل النقص العددي، ليتلاعب السيتي بوسط ودفاع اليونايتد ويتمكن من تسجيل الهدف الثاني بعد عمل جماعي رائع ذكرنا بطريقة لعب برشلونة والمنتخب الإسباني. فقد تبادل ميكا ريتشاردز الكرة مع دافيد سيلفا وجيمس ميلنر في منطقة وسط اليونايتد دون عناء مع إيفرا وأندرسون وفليتشر، ليتخلصوا منهم ببضع تمريرات أرضية سريعة ليصل سيلفا داخل منطقة الجزاء ثم يجذب تجاهه أكثر من لاعب ليفتح المساحة للقادم من الخلف “ملينر” الذي مرر عرضية من على الرواق الأيمن ذهبت على القائم البعيد لبالوتيلي الذي حولها داخل المرمى مباشرةً في الدقيقة 60 وظل فيل جونز وتشيشاريتو على الدكة بغرابة دون أن يدفع بهما فيرجسون حتى الدقيقة 65، وخرج ناني وأندرسون من الوسط لتسوء أحوال الفريق أكثر وأكثر وتستقبل شباكه الهدف الثالث في الدقيقة 69 بنفس طريقة الهدف الثاني، لكن هذه المرة مرر بالوتيلي كرة بعقب القدم للمنطلق على الجهة اليمنى “ميكا ريتشاردز” والذي أرسل عرضية رائعة من جهة إيفرا الضعيفة لتذهب للهارب من رقابة فيل جونز وفرديناند (سيرخيو أجويرو) الذي وضع الكرة من بين قدمي زميله السابق في أتلتيكو مدريد ليعلن عن أكبر مفاجآت الموسم على ملعب أولد ترافورد الذي لم يشهد أية خسارة لمانشستر يونايتد منذ أبريل 2010 حين سقط الفريق أمام تشيلسي 1/2. ودفع مانشيني بالنجم البوسني “إيدين دجيكو” في الدقيقة 70 بدلاً من “بالوتيلي” لإضافة المزيد من الأهداف واستغلال الضعف الدفاعي الكبير لمانشستر يونايتد. وبعد دقيقة واحدة فقط من نزوله سدد كرة خطرة مّرت جوار القائم الأيسر لدي خيا، وعاد دجيكو ليهدد مرمى الشياطين في الدقيقة 77 حين صوب كرة قوية من الجهة اليمنى أبعدها دي خيا بقدمه بصعوبة!. واستطاع الأسكتلندي “دارين فليتشر” تسجيل هدف حفظ ماء الوجه لمانشستر يونايتد في الدقيقة 81 بعد تبادله للكرة مع خافيير هيرنانديز على حدود منطقة جزاء السيتي، وبدقة كبيرة سدد فليتشر كرة رائعة بباطن القدم اليمنى في المقص الأيسر لجو هارت، لستفق مدرجات مسرح الأحلام التي التزمت الصمت ليس من بعد الصدمات المتتالية بل منذ الدقيقة الأولى في المباراة!. وكاد كريس سمولينج يضيف الهدف الثاني لليونايتد في الدقيقة 85 برأسية قوية لكنها مرت فوق العارضة وبعد دقائق قليلة وضع إيدين دجيكو الهدف الرابع في الدقيقة 89 بعد عرضية لمسها باري برأسه لتذهب لليسكوت داخل منطقة الستة ياردات ويمرر عرضية ارتطمت بفخذ دجيكو وغيرت اتجاهها لتعانق الشباك. وبعد دقيقة واحدة فقط وضع دجيكو تمريرة رائعة لدافيد سيلفا على الجهة اليمنى لينفرد ويضع الكرة من بين قدمي دي خيا ليضيع الهدف الخامس. وعاد دجيكو ليسجل الهدف السادس في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من ضائع بطريقة رائعة بعد تمريرة من دافيد سيلفا لينتهي اللقاء بصافرة الحكم التي انقذت مانشستر يونايتد من المزيد من الأهداف في مفاجأة صارخة!. 3