رغم أن مانشستر سيتي لم يتعرض حتى الآن لضغوط أو ورطات حقيقية إذ أن قائمة لاعبي الفريق تخلو من الإصابات تماما، فإن المدير الفني روبرتو مانشيني يبدو غير ناجح في التعامل مع فترة أعياد الميلاد التي تتسم بضغط جدول المباريات. مانشيني أهدر نقطتين ثمينتين بعد تعادله مع وست بروميتش بعد ان تعامل مع متغيرات المباراة بشكل غلب عليه التحفظ الدفاعي غير المبرر. تغييرات مانشيني كانت عجيبة إذ قام بإخراج سمير نصري لاعب الوسط ذي النزعة الهجومية وادخل غاريث باري لاعب المحور، ثم قام بإحلال آدم جونسن مكان أغويرو ليلعب ببالوتيلي لوحده في الهجوم. المشكلة الأكبر التي سيعاني منها الفريق حسب وجهة نظري، تكمن في اعتماد مانشيني على بعض مفاتيح اللعب الذين يصعب استبدالهم نظرا لاستراتيجية مانشيني التي تفتقر إلى المرونة. وهؤلاء اللاعبون هم ديفيد سيلفا ويايا توري في الوسط، وكومباني في الدفاع. على العكس من ذلك يبدو مانشستر يونايتد في أقوى حالاته رغم كم الإصابات الهائل الذي يعاني منه الفريق، مما دفع بالسير ألكس فيرجسن في المباراة الأخيرة، إلى اللعب بكاريك في قلب الدفاع وفالنسيا في الظهير الأيمن، بينما لعب روني في شوط المباراة الثاني في مركز المحور وإيفرا في مركز قلب الدفاع. أما نتيجة ذلك فقد كانت انتصارا مدويا حققه الفريق على ويغان بخمسة أهداف نظيفة، سجل منها رأس الحربة الاحتياطي برباتوف الذي يمثل الخيار الرابع لفيرجسن بعد كل من روني وويلبك وتشيتشريتو، ثلاثية جميلة أضافها إلى الهدف الرائع الذي كان قد سجله قبل أيام أمام فولهام. كل ما يحدث خلال هذا الموسم يؤكد على أن هناك عوامل أكثر أهمية من الانفاق السخي ومن توفر كم النجوم الهائل لأي فريق. عامل التاريخ وشخصية الفانلة وإرادة الانتصار، لا يمكن شراؤها بالمال لأنها تُصنع على مدار فترة طويلة جدا، وهذا ما يجعلنا نقول عن الفرق العريقة أنها جياد أصيلة لا تكشف عن معادنها إلا في نهاية المشوار. تعقيدات كرة القدم لا يحلها المال. كرة القدم لعبة تعتمد على عوامل كثيرة، وتحقيق الانتصارات يتطلب توفر عناصر دقيقة وغير مرئية في الغالب.