عزا مراقبون ارتفاع اسعار المواشي إلى زيادة الإقبال على شراء الأضاحي وكذلك قلة التوريد وقلة المعروض في الاسواق، من بعض الدول المجاورة، مشيرين إلى أن غالبية المواطنين يفضلون المواشي المحلية حيث انها تتمتع بصحة جيدة، بالاضافة إلى التركيز على نوعيات محددة من الاغنام. واشار عاملون الى ان هناك توقعات ان يستمر ارتفاع الأسعار لعدم وجود آلية لتحديد أسعار الماشية من قبل وزارة التجارة، كما ان ارتفاع اسعار البرسيم والرودس ساعدت في الارتفاع وصاحبت موجة ارتفاع أسعار المواشي ردود فعل متباينة بالنسبة لمرتادي السوق، حيث ربط البعض ارتفاع الأسعار إلى استغلال فئة من التجار السوق لتحقيق ربح أكبر في موسم الأعياد والبعض الآخر ربطه بزيادة الطلب وقلة العرض، وفي الوقت الذي قدم فيه المربون مبررات زيادة اسعار المواشي، اكد مستهلكون أن الاضحية للكثيرين تعني الكثير، لافتين إلى ان اللجوء إلى المستورد يكون بحذر إذ ان المواطن لا يعتاد عليها، وربما تكون تجربة «فاشلة» حسب وصفهم في حال عدم قبولها من حيث الطعم، والشكل. ويقول احمد صالح: هناك ارتفاع ملحوظ في اسعار الاغنام، والسوق غير مستقرة، مشيرا إلى ان اللجوء إلى شراء الاغنام المستوردة، كونها الاقل سعرا يتم عادة تحت شروط وحذر، إذا ان طريقة التسمين غير معروفة، على عكس الاغنام البلدي التي يعلم الكثيرون الطريقة التي تتغذى عليها، وكذلك ضمان خلوها من الامراض التي لا يعلم بها غير المستهلك الخبير في هذا الجانب. أما عبدالله «رب اسرة» فيقول: مهما كانت الاسعار، فإن قرار الشراء يتجه عادة إلى الاغنام البلدي، مؤكدا ان المستوردة منها تجربة محفوفة بالمخاطر، لاسيما لمن يشتريها للمرة الاولى، فمن الممكن ان يختلف مذاقها، وهو ما يجعل شراءها مغامرة. ويقول عبدالله احمد «مستهلك» إنه قرر الاستعاضة عن الأضحية البلدي بالمستورد في العيد. ويتابع بأن السعر هذا العام مرتفع، على الرغم من عدم وجود اختلاف في الاحجام، او الاوزان، مشيرا إلى ان المواطنين اعتادوا على شراء المواشي المحلية، التي اصبحت ماركة مسجلة لهم فلا يمكن للبعض منهم أن يضحي الا بتلك الانواع او غيرها من البلدي. ويقول ماجد الزهراني «تاجر ماشية»: ان الكثير من المستهلكين لا يستعيضون عن المواشي المحلية وذلك خلال موسم عيد الاضحى حيث يفضل الكثير تلك الانواع لجودتها وحجمها الكبير. ويقول سعد علي «بائع» أن الطلب على الأغنام الحرية يأتي في المرتبة الأولى، ثم تتبعها التيوس اما الطلب على القعدان فهو نادر جدا وخصوصا وان الابل لابد ان تكون اكملت خمس سنوات من عمرها وبالرغم من وجود بعض انواع المواشي المستوردة الا ان المستهلكين يفضلون الحري عن غيره كما ان هناك اقبالا ضعيفا على المستورد خلال موسم الاضحى، وذلك بسبب تخوف المستهلكين من تفشي الامراض بين المواشي المستوردة وكذلك ان المجتمع اعتاد على البلدي في الاضحية وفي المناسبات الاخرى اكثر بمعنى ان المواشي غير المذيلة غير مرغوب فيها وكثير من التجار يسعى الى الابتعاد عن تلك المواشي خوفا من الخسائر التي تلحق به. وأكد سعد ان اسباب ارتفاع الاسعار ليس من الباعة بل هناك اسباب عديدة جعلت الاسعار ترتفع حيث ان المستورد ايضا ارتفعت اسعاره حيث يباع السواكني من 1000 إلى 1300 ريال للراس الواحد وهذه اسعار لم نسمع عنها من قبل كما أن الأسعار في كل الأسواق والمناطق ارتفعت بشكل كبير جدا وكذلك البرسيم الذي وصل سعره الى 26 ريالا للربطة الكبيرة وكذلك انقطاعه عن السوق بين فترة واخرى. ويقول حسن الزهراني «تاجر مواشي»: الكثير يتهموننا برفع الاسعار وهذا غير صحيح فالاسعار في جميع انحاء المملكة اصبحت مرتفعة والدليل ان المستورد اصبح مرتفعا ولكن مع هذا الارتفاع الا ان المستهلكين مازالوا يقبلون على انواع المواشي المحلية لخلوها من الامراض وكذلك تسمينها وحجمها الكبير والكل يريد ان يقدم في اضحيته ذبيحة خالية من العيوب.