سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سوق المواشي تدير ظهرها لفتح الاستيراد من الصومال .. الأسعار «نار وشرار» مواطنون اشتروا أضاحي العيد بالتقسيط .. وأنباء عن حدوث حالات نفوق بين الأغنام المستوردة
استبشر الناس خيرا، عندما فتحت وزارة الزراعة باب استيراد المواشي الحية من الصومال، حيث ستكون النتيجة الطبيعية أن تقل أسعار المواشي في السوق المحلية، لكن يبدو أن الرياح غالبا ما تأتي على عكس ما تشتهي السفن ودوما يكون الخاسر الوحيد هو المواطن الذي يتحمل غلاء الأسعار وضعف الرقابة على السوق وجشع التجار. فأسعار المواشي هذا العام لا تزال "نار وشرار" كما وصفها الكثير من المتعاملين في السوق، فهي أغلى من العام الماضي بنسبة 50 في المائة، وقد اتفق عدد من كبار تجار المواشي السعوديين على أن فتح وزارة الزراعة لباب استيراد المواشي من الصومال، لم يؤثر قطعا على خفض أسعارها في السوق المحلية، بل على العكس من ذلك فإن الأسعار لا تزال تشهد ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالأعوام السابقة، وقد تمسكت الأسعار بالارتفاع على الرغم من انقضاء عيد الأضحى المبارك. وكانت وزارة الزراعة قد أصدرت بياناً الشهر الماضي أعلنت خلاله موافقة مجلس الوزراء على فتح باب استيراد المواشي من الصومال على أن يتم الالتزام بجودة الواردات وخلوها من أي أمراض حيوانية وتطبيق الاشتراطات الصحية البيطرية الدولية الخاصة بتصدير الحيوانات الحية، والتأكد من وجود شهادة منشأ وشهادة صحية والكشف عليها في المحاجر الحيوانية الموجودة في المنافذ. وأرجع التجار أسباب عدم مساهمة فتح الاستيراد من الصومال على أسعار الأغنام في السوق المحلية إلى عدم رغبة المستهلك السعودي تناول لحوم المواشي الصومالية، مؤكدين أن الإقبال على المواشي الصومالية خلال عيد الأضحى لم يتجاوز ال 1 في المائة، وهو ما يقابله نقص في المعروض من المواشي النعيمي التي تحتل المقدمة في أنواع المواشي التي يرغبها المواطن ويقبل على شرائها إذ إن أسعارها لا تزال تتراوح بين ال 1000 و 1200 ريال للرأس. وأكد التجار بمجملهم على ارتفاع أسعار المواشي لهذا العام بنسبة 50 في المائة عما كانت عليه خلال أيام عيد الأضحى العام الماضي، وأن هذه الزيادة في الأسعار وصلت إلى 100 في المائة خلال أول أيام العيد حيث وصل متوسط سعر الخروف النعيمي 1300 ريال، في حين أنه لم يتجاوز ال 1000 ريال خلال عيد العام الماضي. واعترف التجار أنفسهم أن ارتفاع أسعار المواشي خاصة خلال فترة عيد الأضحى جعل الكثير من الأسر تقف حائرة ما بين تطبيق السنة النبوية وغياب القدرة الشرائية، في ظل هذه الأسعار المرتفعة التي كانت تزداد يوماً بعد يوم دون مراعاة لظروف الناس أو الخوف من الرقابة، مرجعين سبب ذلك إلى تحكم المستوردين والبيع على تجار السوق بأسعار مرتفعة. وهنا يقول سعود الحميد وهو تاجر مواش في سوق العزيزية في الرياض، أنه لم يجد مبررا لاستغلال الناس من قبل مستوردي الأغنام الكبار، فمن يلاحظ هذه الأسعار الخيالية يظن أن مرض جنون البقر قد عاد من جديد، لذلك زاد الطلب على الأغنام، متسائلا عن أسباب ارتفع الأسعار لهذا الحد؟ مطالبا بإيجاد تفسير وأضح لهذا الارتفاع الجنوني لأسعار الأغنام. وأوضح الحميد ان فتح استيراد المواشي من الصومال بالفعل لم يسهم في خفض الأسعار محليا، وهي نتيجة طبيعية لأن المستهلك المحلي لا يفضل الأغنام المستوردة، خصوصاً الصومالي منها لكنه يضطر إلى شراء المستورد "الاسترالي" و"السواكني" و"البربري" كونها أقل سعرا من الأنواع المحلية أو السورية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن سعر الخروف النعيمي قد بلغ سعر الجمل فسعر الجمل 1500 ريال، في حين أن سعر الخروف الجيد قد تجاوز ال 1500 ريال. ولفت عدد من باعة المواشي في الرياض النظر إلى أن بعض المواطنين قد حصلوا على أضحيتهم هذا العام بالتقسيط وذلك لأول مرة في سوق المواشي في الرياض، بفعل وطأة الغلاء. كما لفت بعض الباعة إلى أن هناك مواشي مستورده نفقت لديهم بعد شرائها من السوق بعدة أيام وذلك على غير العادة خلال السنوات الماضية، وقد ارجع البعض منهم حالات النفوق إلى الإجهاد خلال نقلها إلى المملكة عبر رحلة الاستيراد الطويلة أو ربما تكون حالات مرضية كان وراءها غش أو عدم إخضاع المستورد للفحص البيطري في منافذ الدخول.