أوصت دراسة أمنية بضرورة جدولة خروج الحجاج وتحديد المسارات، وتوازن إشغال أدوار منشأة الجمرات، وإدارة الحشود البشرية، باعتبار أنها العناصر المؤثرة على سلامة الحجاج أثناء رمي الجمرات. وذكرت الدراسة الأمنية التي حملت عنوان «الحد من تدفق الحجاج القادمين من أنفاق المعيصم وتنظيم الحجاج المتجهين للحرم بعد رمي الجمرات» وقدمها المقدم عمر بن عبدالعزيز العدواني من قيادة إدارة وتنظيم المشاة في الأمن العام، والتي ألقيت في الورشة التعريفية السادسة لجدولة رمي الجمرات التي عقدت بجدة مؤخرًا، ومناقشة الحلول العاجلة التي انتهجتها قيادة إدارة وتنظيم المشاة، ومنها الاستمرار بالتحكم في تدفق المشاة نحو جسر الجمرات باستخدام حواجز تنظيم التدفق، والأجهزة والإرشادات، واللجوء إلى فتح الطرق البلدية عند الحاجة، ومواصلة الحرص على منع الافتراش في منطقة الشعبيين من قبل الحجاج غير النظاميين، والمراقبة التلفزيونية لأماكن الاختناق والتنبؤ المبكر بها، والتنسيق من قبل وزارة الحج مع المطوفين لحث حجاجهم على عدم الاستعجال في اليوم الثاني عشر والمبيت إلى اليوم الثالث عشر، ومنع تدفق المشاة من الطرق الأخرى نحو طريق المعيصم، والاستمرار في تفتيت الكتل البشرية بعد انتهاء الرجم لمن يرغب التوجه للحرم، وتوجيهها إلى ثلاثة محاور عن طريق عناصر إدارة وتنظيم المشاة بهدف عدم وصول الكتل البشرية في وقت واحد إلى الحرم الشريف. ثم تعرضت الدراسة إلى الحلول المستقبلية المقترحة، ورأت ضرورة ربط منطقة الشعبيين بالدور الثالث من جسر الجمرات، وإنشاء طريق قطار المشاعر الشمالي، ودراسة إمكانية إنشاء طرق إضافية خاصة بالمشاة تهدف إلى تفتيت الكتل البشرية المتجهة للحرم عن طريق أكثر محور، ودراسة إنشاء عربات معلقة لخدمة الطريق. وبينت الدراسة أن المشكلة تقع في التدفق الهائل للحجاج القادمين عبر أنفاق طريق المعيصم باتجاه الحرم المكي الشريف وما تسببه تلك الأعداد الهائلة من ازدحام شديد، وتدافع إما في جسر الجمرات أو في الطرق المؤدية للحرم وإبراز دور الأمن العام ممثلاً في قيادة إدارة وتنظيم المشاة. كما أرجعت الدراسة أسباب المشكلة إلى كثرة مخيمات الحجاج المحيطة بهذا الطريق ومنها مخيمات حجاج جنوب شرق آسيا «الشعيب الغربي»، ومخيمات حجاج تركيا ودول أمريكا وأوروبا «الشعيب الشرقي»، ومخيمات حجاج عدد من الدول العربية وحجاج الداخل «بين الشعبيين»، وجزء كبير من المنطقة الواقعة شمال جسر الملك عبدالله.. كما بينت الدراسة ضخامة أعداد الحجاج في المخيمات السابق ذكرها، إذا بلغ تدفق الحجاج إلى جسر الجمرات أكثر من 39% من العدد الكلي لحجاج بيت الله الحرام، فيما تبلغ نسبة التدفق من طريق المشاة المظلل 23%، وبقية الطرق الطويلة المؤدية للجمرات 38%، بالإضافة إلى كثافة الراغبين في التوجه إلى الحرم الشريف يومي عيد الأضحى واليوم الثاني عشر بعد الرجم، ووجود مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي «المجازر» على امتداد هذا الطريق، وعدم توفر وسائل نقل حديثة ومبتكرة لنقل الحجاج من تلك المخيمات إلى جسر الجمرات مثل القطارات وعربات التلفريك، وجسور المشاة متعددة الطوابق.