من داخل الميدان التربوي نتحدث دومًا عن مجالات التربية والنصح والإرشاد والتوجيه المفيد للمتلقي، وهذه طبيعة العمل التربوي أيًا كان، ومن خلال بعض المواد المعتمدة رسميًا في صلب الخطة الدراسية للتعليم العام كمادة العلوم والصحة أو غيرها من أنشطة المدرسة كانت منهجية أو غير منهجية أقول من خلال تلك المواد: نُلقِّن الطلبة حول الغذاء السليم وفوائده وكيفية تجنب المواد الغذائية غير النافعة خاصة في مثل سنهم، وهكذا الحال للملصقات الموجودة داخل أروقة المدرسة والنصائح خلال الطابور الصباحي وبعض من كلمات مدير المدرسة والمرشد الطلابي، وما يتخلل ذلك من زيارات لأطباء الوحدة الصحية المدرسية للمدارس، ومع ذلك نجد المضحك المبكي في بعض مقاصفنا المدرسية من أغذية خطيرة جدًا على صحة ذلك الطالب، وما بها من الغث والسمين، تلك المقاصف التي تحتوي كل مواد ضارة بصحة الطلاب من ألوان اصطناعية وكيماوية ومواد حافظة وألوان أخرى غير مصرح بها أصلا خارج المدرسة، فما بالنا بداخل ذلك الميدان التربوي الذي يستنكر مثل تلك الأغذية؟! وعليه أوجّه السؤال التالي للسادة المسؤولين بإدارات التعليم هل حرية الاختيار مجالها مفتوح أمام مدير المدرسة والمشرف على المقصف المدرسي دون وضع آلية وأدوات رقابة صارمة من الجهات التربوية المسؤولة أم أن الرقابة قليلة أو تكاد تكون معدومة على المقصف المدرسي؟ كما أنني أتساءل: أين تفعيل النصح والتوجيه، وكيف نسمح لأنفسنا بالتلقين، ومن ثم نُخالف عنصر التفعيل ونحن داخل ميدان تربوي رحب من المفترض تفعيل كل آلياته ومحاوره، بالمناسبة لقد وجّه لي أحد الطلبة في إحدى المدارس سؤالًا حول صورة كبيرة تحتوي الغذاء السليم للطالب والغذاء غير المفيد، تلك الصورة التي لم تكن تبتعد عن المقصف المدرسي سوى بضعة أمتار، بينما تشمل بضاعة المقصف نفسه كل ما هب ودب من المأكولات الضارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فكانت إجابتي أن ذلك من الأخطاء الشائعة في مدارسنا التي يجب سرعة معالجتها، فهل من رقيب؟! عبدالله مكني - الباحة