كانت العروس استيقظت في منتصف الليل لتجد نفسها بين أربعة جدران مع رجل... حملقت بعينيها لتسأل بذهول من هذا؟ ماذا يفعل هنا؟ واسترجعت بذاكرتها جزءاً من شريط حياتها... عقد زواج، مهر وشبكة، أغانٍ واحتفال، فستان ابيض، شهر عسل... كانت العروس، تنهدت بعدها، كأن الندم بدأ على ملامح وجهها وهي تلف خصلات شعرها على إصبعها. «الزواج شر لابد منه»، ألفت أذاننا سماع هذه العبارة، التي اشك في صدقيتها، فهي تثير في النفس الفزع والهلع وتجعلنا ننظر للأمور بتشاؤم، كل يوم نحتفل بزواج ونبكي ثلاث حالات طلاق، فيبرر أهل الزوج ذلك بأن الفتاة لم تعجبه، أو حدث سوء تفاهم، «عفواً» أقصد انعدام تفاهم بينهما، ويبرر أهل الزوجة ذلك بأنها رأت فيه شيئاً يتنافى مع الخلق والدين، ليس من السهل أن توجد كيان اسرة في المجتمع، الزواج مسؤولية والتزام واحترام لمبادئ وأساسيات واشتراك في صنع القرارات. قابلت يوماً فتاة أجنبية قالت لي: الزواج أشبه بالفاكهة في سوق الخضار لا تحكم عليها قبل أن تقطعها وتتذوقها. ولأننا في الشرق الأوسط ولسنا في الهند، فالمرأة هناك تخطب الرجل وتشعل ناراً وتكويه بأحد الأغصان، فإن احتمل كان كفواً لتحمل مسؤولية الزواج، وإن لم يحتمل فعار عليه. المتعارف عليه هنا أن الرجل هو من يخطب المرأة، وأحياناً تكون «طفلة قاصرة»، وهو من يذهب ويختار، لذلك تنصح المرأة دائماً بقولهم كوني لزوجك، تعجبت كثيراً، حينما ارسل لي احدهم 99 نصيحة بذلك، ابتداءً من الاهتمام بالشكل والحديث والاستقبال والتوديع و... و... كأن المرأة شمعة معطرة تضيء للرجل وتنشر عطرها في المكان، وهذا يذكرني بالاسكيمو، فالرجل عند الخطبة يشم رائحة المرأة، فإن أعجبته عاد لخطبتها، وإن لم تعجه تُلغى الخطبة. لم اقرأ يوماً عبارة كن لزوجتك، فمادام هو من يختار، ويقطع أليس من العدل أن يُوصَى بالحرص في اختيار السكين، فلا تكون حادة فيؤذيها وأن يقطعها بعناية فلا يؤلمها؟ يتبادر إلى ذهن الرجل دائماً أن المرأة تحتاج فقط إلى الحنان! وما تزوجت إلا لذلك، وهذا على العكس تماماً، فالمرأة ما تزوجت الا لتشعر بالاستقرار النفسي والمعنوي والمادي في بيت تكون هي ملكة عرشه. فكن لها كما تحب، تكن لك كما تريد... حتى لا تستيقظ فزعاً في إحدى الليالي؟ فاطمة العبدالله - الخفجي [email protected] مقاصفنا المدرسية بمناسبة عودة الطلاب لمدارسهم بعد انتهاء إجازة نصف العام الدراسي، نتناول موضوعاً مهماً لطلابنا وهو المقاصف المدرسية، فخلال الأعوام الماضية أصدرت وزارة التربية والتعليم الكثير من القرارات التي تحذر من دخول المشروبات والاطعمة وعموم المأكولات غير الصحية عبر «المقاصف المدرسية» المنتشرة داخل مدارسنا بمراحلها كافة، ولكن بكل اسف لم تمتثل إدارات التعليم والمدارس بتلك القرارات، مهمشة بذلك المصلحة العامة، والمتطلع الى مقاصفنا المدرسية في المدارس، خصوصاً المرحلة الابتدائية، يجد ما يندى له الجبين، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إذ تباع للأبرياء من الطلبة والطالبات مختلف انواع الاغذية الضارة من الحلويات والممنوعات الغذائية التي تفتقد لأبسط مقومات الغذاء المفيد لتلك المرحلة المهمة من عمر الانسان، ومن هنا نلاحظ تناقضاً عجيباً جداً بحيث يتلقى الطالب داخل الفصل من المعلم والمنهج كل معلومة تدلي بمقومات الغذاء السليم وتناوله والابتعاد عن الاغذية غير النافعة وما الى ذلك من تلك النصائح الضرورية لجسم الانسان، ولكن مع خروج الطالب نفسه الى «مقصف المدرسة» اثناء الفسحة يلاحظ سريعاً مدى ازدواجية اخطاء التعلم لبيئته المحيطة، ما ينتج عن ذلك عدم تعزيز مفهوم التعلم من جانب وأيضاً الضرر الصحي الناتج من تلك المخالفة التربوية والصحية معاً، وعندما نتمعن في تلك المخالفات الواضحة والمؤسفة نجد اهمية وضع رقابة صارمة من الوزارة لعموم مدارسنا للتخلص من تلك السموم داخل الميدان التربوي. عبدالله مكني - الباحة [email protected] وحيدة أنا ورق الأشجار كثير، كل غصن منها يحمل عائلة كاملة من الأوراق، إنهم متقاربون، حتى في خريفهم الأصفر، فإنهم يتساقطون في وقت واحد تقريباً، ذلك لأنهم يتقاسمون الحياة فلا يموتون إلا باتفاق... السماء صافية فوق جبال زرقاء جميلة... جاءت الغيوم الكثيرة، وبالاتفاق والاندفاع سيطروا على السماء البيضاء الصافية، ولكن على رغم قوتهم وانتصارهم على صفاء السماء الا أن عملهم واحد... فقد بكوا مع بعضهم البعض وذهبوا الى هناك، حيث البكاء الآخر. حنان عبدالرحمن البوسعد - الرياض [email protected]