المقاصف المدرسية والحديث عنها بات يشكل هاجسا لأولياء أمور الطلاب والطالبات فهم يريدون ان يعرفوا ماذا يأكل أبناؤهم في هذه المقاصف المدرسية التي يرتسم حولها الكثير من التساؤلات حول نظافتها ومعايير الجودة وصلاحية المواد التي تقدم ونظافة وصحة العاملين في هذه المقاصف. وليس غريبا ان نجد حرص الكثير من الآباء والأمهات ان يأخذ ابناءهم معهم الى المدرسة سندويشات تعدها الأم بمعرفتها وهذا ما جعل الاقبال على المقاصف المدرسية ضعيفا. ولتسليط الضوء على هذه القضية التي تلامسنا جميعا «الرياض» زارت عددا من المدارس التقت فيها المشرفين على المقاصف الذين تحدثوا بكل صراحة ووضوح. أهمية التغذية السليمة في المدرسة الفيصلية بأبها التقينا علي موسى سداح المشرف على المقصف المدرسي فتحدث قائلا: تعتبر التغذية في مرحلة المدرسة من الأمور المهمة لبناء جيل سليم قوي خال من الأمراض صحيح في نموه لأن للتغذية السليمة دور في نمو الجسم والعقل لذا يجب على المنزل والمدرسة الاهتمام بالتغذية المدرسية حيث ان الاهتمام بها امر مطلوب لسلامة وصحة الطلاب حيث ثبت من الدراسات الميدانية ان هناك طلاباً وطالبات يعانون من بعض العناصر الأساسية للصحة وزيادة في أوزان بعضهم وانتشار السمنة بينهم. وأضاف : لقد استبشرنا خيرا في تبني وزارة التربية والتعليم برنامج الحليب والتمور للطلاب والطالبات وهي خطوة مهمة في تقديم العناصر الأساسية مثل الفيتامينات والسكريات الطبيعية ويمكن الاستعانة بالشركات ذات العلاقة لتوفيرها وتكون متوفرة بشكل يناسب الطالب من ناحية القيمة الغذائية. أطعمة فقيرة غذائياً وذكر السداح بان المقاصف المدرسية منتشر بها حاليا مواد لا يوجد بها قيمة غذائية مثل الحلويات بأنواعها والعصائر التي قد تكون مخزنا للمضافات الكيميائية والألوان والصبغات والمثبات والمحليات. لذا فان مراقبة ما يباع في المقاصف المدرسية يجب ان يكون ذا قيمة غذائية عالية وسليمة وخاليا من المضافات وليس له اي تأثير صحي على الطلاب مثل العصائر الطبيعية والمشروبات الساخنة والحليب ومشتقاته والتمور وبعض الفواكه وتكون محضرة بشكل جذاب وتعبئة مناسبة وكلها ولله الحمد متوفرة في بلادنا. أيضا يجب التحكم في ما يدخل ويباع في المقاصف لأن بعضها ذات سعرات عالية والدهون مثل بعض المعجنات والفطائر وياحبذا لو تم التنسيق بين الوزارة وادارات التعليم والادارات المسؤولة عن التغذية المدرسية في التنسيق مع الجهات التي تقدم هذه الخدمة مثل الشركات الكبرى المؤهلة لتقديم الوجبات بشكل علمي ودقيق ومتوازن لرفع المستوى التغذوي والصحي للطلاب والطالبات وهذا التعاون سوف يساهم في توفير جو تغذوي مناسب للطلاب والطالبات ويساهم في تقليل المشاكل الصحية ويزيد التحصيل العلمي للطلاب للاستفادة منهم في خدمة الوطن. عمالة غير مؤهلة ومن معاناة المقاصف المدرسية في بعض المدارس العمالة غير المؤهلة لتقديم الوجبات حيث ان بعضهم قد لا يتوفر لديه الشهادة الصحية وبالتالي قد ينقل بعض الامراض المعدية للطلاب وهذا خطر عليهم ومن الضروري تعيين معلم في كل مدرسة او مشرف صحي يكون مسؤولا عن متابعة العمالة والأغذية الموجودة بالمقصف وابعاد كل ما يضر صحة الطلاب وتوفير الاغذية المفيدة لهم. المقاصف تحولت إلى تجارة ربحية وأكد أحد أولياء امور الطلاب على أهمية المقاصف المدرسية في ميزان الصحة وقال عبدالله سعيد العضاضي بان موضوع المقاصف المدرسية من الأهمية بمكان لأنه يتعلق مباشرة بصحة ابنائنا الطلاب.. واضاف ليس من السهل اهمال هذا الجانب الذي له أهمية صحية كبيرة وتأثير مباشر على أبنائنا الطلبة وبناتنا الطالبات وكوني ولي أمر فمن واجبي ان اتحدث عن هذا الموضوع الهام الذي يشكل هاجسا لجميع أولياء الامور حيث يظهر للعيان ان هذه المقاصف تعاني من عدم العناية بنظافتها وكذلك كلفتها الباهظة التي ترهق كاهل الطالب وذويه وخصوصا عندما يكون دخل الاسرة متواضعا فالقائمون على المقاصف يهمهم بالدرجة الأولى مصلحتهم والربح السريع فهم يبحثون عن العمالة الرخيصة لتشغيلهم في المقاصف وهنا يرتسم اكثر من علامة استفهام حول تحضير الوجبات التي تقدمها عمالة رخيصة.. حيث يتم تحضير حوالي 200 - 300 سندويش للطلاب ولا يعرف مدى صلاحية وجودة هذه المواد الغذائية التي تقدم فالبعض منهم يتفق مع بوفيهات من خارج المدرسة مما يجعلنا نتساءل عن مدى صلاحيتها ونظافتها وهل هي مطابقة لمواصفات الصحة الغذائية السليمة. وأضاف بان العمالة الموجودة في المقاصف المدرسية لها مخاطرها وسلبياتها العديدة فأكاد أجزم بأنهم ربما سمموا أفكار أبنائنا الصغار واستغلوهم وقد يصل بهم الامر إلى أن يروجوا أشياء ضارة صحيا داخل فناء المدرسة بعيدا عن رقابة ادارة المدرسة اللاهية والتي ترضى بالفتات ومن تلك الاشياء التي أود الاشارة إليها وهي صلاحية المشروبات والمأكولات التي قد يكون تاريخها منتهياً. وقال انني اقترح تشغيل المقاصف المدرسة بايد وطنية شابة سعودية تعمل في المقاصف حيث ان هناك الكثير من الشباب الراغبين في العمل في هذا المجال. واختتم حديثه بالقول: ان من المفترض ان تكون المقاصف في موقع تدخله الشمس ليكون صحيا وفي مكان نظيف وان تعرض وجباتها باسعار رمزية وان تكون الأصناف متنوعة وطازجة حتى يستمتع الطالب بالفسحة وأن تكون المقاصف تماثل البوفيهات خارج المدرسة من حيث النظافة والجودة والراحة والخدمة وانني اتساءل لماذا يكون هناك دور للبلدية في الاشراف من قبل صحة البيئة على المقاصف المدرسية وذلك بالتعاون مع الصحة المدرسية. نشاط لاصفي ويرى احمد علي صغير بان المقصف المدرسي يعتبر ركنا مهما في المجتمع المدرسي فهو يمثل أحد الأنشطة اللاصفية فبالاضافة الى كونه مصدر غذاء للطالب فهو مركز لتعليم الطلاب والطالبات فنون البيع والشراء والتعامل مع الآخرين والنظام بعيدا عن رقابة الفصل وصمته. واضاف قائلا: انني أشجع أولياء الامور ان يعطوا ابناءهم «السندويش والعصير» كوجبة للفسحة تعدها الأم ليضمن لابنه الأكل النظيف والصحي الذي قد لا يجده في المقصف المدرسي. وأتمنى أن تكون المقاصف المدرسية في المكان المرجو منه تربويا في الدرجة الأولى وصحيا وكما أتمنى أن يكون في متناول الجميع من الناحية السعرية اي ان يكون بمبلغ رمزي بمقدور كل طالب. وجبات منزلية بدورها أكدت صالحة الشهراني والتي هي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية بأنها لا تسمح لأطفالها بشراء أي شيء من مقصف المدرسة وقالت بأنها تقوم باعداد السندويشات لأطفالها وتعطيهم بالاضافة إليها العصيرات فهي بذلك تكون مطمئنة لما يأكله اطفالها في المدرسة. وأضافت للاسف فان المقاصف المدرسية حالتها سيئة وبحاجة لتسليط الأضواء عليها اعلاميا ومناقشتها تربويا وليكون عليها رقابة صارمة من قبل مشرفي التغذية.حتى نضمن لأطفالنا صحة سليمة. ويقول علي بن حسن العكاسي تربوي وولي امر: هذا الموضوع الذي تناقشونه اليوم تحت عنوان مقاصفنا المدرسية.. فالحديث حوله ذو شجون، يبدأ من بوابة اهدار المال في جيوب «الطيور المهاجرة» وقطع صريح لمسائل السعودة وعدم استثمار ابنائنا في هذا الميدان المدرسي الرابح. ولأن هذه البوابة هي أولى الجراح فإننا وبكل تأكيد سنظل نمارس الصراخ في التالي: اولا: عدم تحري النظافة داخل مقاصفنا المدرسية. ثانيا: عدم وجود الجهة الرقابية من لدن الوحدة الصحية وبلديات المدن من حيث جودة المطروح من الأغذية والوجبات داخل المقاصف.. خصوصا وهي تعج بالمشروبات الغازية والحلويات ذات الصبغة وانواع المأكولات المتردية وأنواع البطاطس غير المجدية في التركيبة الغذائية. وعليه فاننا سنزداد تعبا حينما نشهد انتهاء الحالة الانتاجية لهذه الاصناف والتي تبقى بلا رقابة بكل اسف. ثالثا: التلاعب بالأسعار والبقاء على الأرخص ثمنا والأوفر ربحية وبلا رقابة. رابعا: هجوم المؤسسات المتسترة الشرس بالاستثمار في مقاصفنا المدرسية وخصوصا في مدارس البنات. وخامسا: انعدام آلية الصرف للأرباح التي تأخذها المدارس من هذا المستثمر أو ذاك.. تعزيز الصحة من خلال المقاصف وللصحة المدرسية رأي في المقاصف المدرسية نتعرف عليه من خلال الدكتور منصور علي المباركي مدير الصحة المدرسية بمنطقة عسير الذي أكد أن الصحة المدرسية تسعى لأن تجعل الصحة تنبثق من المدرسة وان يحمل كل منسوبيها مفهوم الصحة مشيرا الى أن الطالب يشكل الركن الاساسي في عملية التربية والتعليم والصحة وتحدث المباركي عن اهمية الغذاء الصحي المتكامل للطلاب والطالبات مشيرا الى أهمية دور المدارس في توعية الطلاب وتحسين وضع مقاصفها فلا تباع فيها المشروبات الغازية والحلويات والوجبات السريعة «الهمبرغر» والفش فاش وان وجود العمالة في المقاصف المدرسية ومتابعة الشهادة الصحية والمراقبة الدائمة لأدوات الطهي ومدة صلاحية المواد الغذائية وأكد على أهمية الحليب والموز والعصائر الطبيعية لهي من أهم المواد التي يجب ان تحرص على تقديمها المقاصف وكذلك توعية الطلاب بفائدتها.. واختتم حديثه بالاشارة الى أهمية الغذاء المتكامل وتناوله بالنسبة للناشئة مهم جدا في خلوهم من الأمراض والضعف الجسدي وعدم التركيز وتسوس الأسنان وفقر الدم كل ذلك يرجع لسوء التغذية في المنزل والمدرسة.