طغت أخبار محاولة اغتيال سفير المملكة في واشنطن «عادل الجبير» من قِبَل حكومة إيران في اليومين السابقين، طغت على كل الأخبار الساخنة التي ظلت سائدة منذ أمد طويل، ضمن استهلالات مختلف وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، وذلك لما تضمنته من خِسّة، وانتهاك للقوانين الدولية، والأخلاقية أيضًا.. وهذا السلوك، رغم دناءته، وبشاعته، فإنه لم يكن مثار استغراب لدى المراقبين لسياسة إيران، والمدركين رعايتها للإرهاب، فالملف الإيراني مليء بمثل هذه الأعمال الإجرامية التي جرى تنفيذها في أكثر أجزاء القارات، وهي سياسة متّبعة يحرص عليها النظام الإيراني، وينفذها تجاه البلدان التي تقف حجر عثرة أمام مطامحهم، وتوسعاتهم، وأمام إيقاف المد الشيعي المتطرّف الذي ترعاه وتموله، بغية الاستحواذ، والسير تحت فلكها. إن السيناريو الذي تم رسمه لتنفيذ الاغتيال، لا يختلف كثيرًا عن السيناريوهات التي تم بواسطتها تنفيذ عمليات الاغتيالات والتفجيرات في أكثر من بقعة في العالم، وتم تسجيل بعضها بأمر (القاعدة)، الأمر الذي يؤكد بأن الإيرانيين كانوا هم الفاعلون الحقيقيون لهذه الأعمال الإجرامية، وأنهم خلف الترويج بضلوع (القاعدة) في تلك الجرائم، وعليه فإنه لا يُستبعد بأن تكون إيران هي مَن كان خلف تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك. و(اللواحق) تؤكد (السوابق).. ألم يثبت بأن إيران هي مَن تقف خلف «الحوثيين» في اليمن، حيث تمدهم بالسلاح والمال؟ وهي التي تقف حائلاً أمام وحدة الفلسطينيين من خلال دعمها وتأثيرها على حركة «حماس»؟ علاوة على احتضانها لعناصر الإرهاب من رجال القاعدة، كما فعلت ب (سليمان أبوغيث)، وغيره من عشرات الفارين من أفغانستان، وتوظيفهم لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، وكذلك تغلغلها في كل من لبنان، والسودان، والصومال، وتجنيدها لرجال (مافيا المخدرات) في المكسيك؟!. وهذا الاستهداف للمملكة، لم يكن الأول، وبالطبع لن يكون الأخير.. حيث كانت إيران خلف معظم التفجيرات التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء، وإن كان قد غاب عن الذاكرة بعض من ممارساتها العدائية، فإنّه لن يغيب عنا تذكُّر محاولة تفجير الحرم المكي قبل عدة سنوات، والتي تم إحباطها من قِبل «عيوننا الساهرة» قبل أن يتجاوز المنفذون، وأدوات التنفيذ حدود المطار، بقي أن نقول بأن هذا التمادي، لابد له من وقفة حازمة، و(قطع يد)، قبل أن يستفحل هذا «النظام السرطاني» في الجسد العربي، ويشتت لُحمته، ويؤثر على وحدته. وتبقى هذه البلاد -وكذلك حكامها- منصورة بإذن الله، ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله، ولعلّ ما آل إليه مصير القذافي، الذي خطط لاغتيال الملك عبدالله -يحفظه الله- عبرة لأولئك، حيث توارى (ملك الملوك) عن الأنظار، فهل نشهد مصيرًا مماثلاً لحكم (الملالي)؟ «إن الله على كل شيء قدير».