كشفت جلسات محاكمات المتهمين في قضايا الارهاب الذين يمثلون عدة خلايا إرهابية مختلفة، والتي تدور وقائعها حاليا داخل المحكمة الجزائية المتخصصة عن تفاصيل جديدة ل"لضربات الاستباقيه" العديدة التي سبق أن أعلنت وزارة الداخلية عن إحباطها. وجاءت لوائح الدعوى ضد كثير من المدعى عليهم في تلك القضايا مليئة بالكثير من خفايا تلك المخططات الخطيرة التي اجهضتها اجهزة الامن وعددها يفوق ال 212 ضربة استباقية نفذتها الأجهزة الأمنية بالمملكة ضد عمليات إرهابية استهدفت امن البلاد حيث سبق أن أكدسمو ولي العهد وزيرالداخلية في مناسبة سابقة عن إفشال عدد كبير من العمليات الارهابية وقال:"إنه لو نجح منها 10% لكنا في كارثة؛ لأنها مخطط خطير". نوعية العمليات المحبطة جنبت البلاد «كارثة» وعكست حجم الجهدالأمني الذي تم طوال السنوات الماضية وبعد مضي نحو 8 أشهر على أول حضورل"الرياض"وباقي وسائل الاعلام الاخرى لجلسات محاكمات المتهمين في قضاياالارهاب والتي كانت بدايتها في 13جمادى الآخر العام الماضي ، بدأ عدد من جلسات المحاكمة في الفترة الأخيرة تأخذ منحى آخر حيث وقفت"الرياض"خلال متابعتها وتغطيتها لها على تهم تتحدث عن "الشروع والتخطيط والاستعداد والاتفاق" لتنفيذ عملية ارهابية او مخطط اغتيال او تفجير بعد ان شهدت جلسات سابقة توجيه تهم لعدد من المتهمين في خلايا اخرى "بالقتل وتنفيذ عمليات تفجير" وغيرها والذين لايزال القضاء ينظر في ملفات المتهمين فيها في دلالة على ان تلك المخططات التي أشارت إليها لوائح الدعوى لهيئة التحقيق والادعاء العام هي التي كانت الاجهزة الامنية المختصة قد احبطت تنفيذها واجهضتها في مهدها قبل وقوعها. وجاءت هذه اللوائح المرفوعة ضد عدد كبير من المتهمين في قضايا الارهاب والتي ينظرالقضاء فيهم حالياً مليئة بالكثير من التفاصيل "للمخططات"الاجرامية التي حالت قدرة وخبرة أجهزة الأمن دون تنفيذها وجنبت البلاد شرها إذ يشير خبير أمني ل"الرياض"تعليقاً على الضربات الاستباقية التي نفذتها القوات الأمنية خلال حربهاعلى الإرهاب إلى أن نجاح هذه الضربات كان نتيجة التراكم المعرفي والخبرات التي تجلت لرجال الأمن جراء معالجتهم للعمليات الإرهابية وأضحت كل معالجة أمنية يحتذى به على الصعيد الأمني، وفي ذلك قال مارتن سيني كبير المحللين في وكالة «بوبي أي» في مناسبة سابقة ما نصه: (عندما فجر إرهابيون قنبلتين خارج مركزين أمنيين في السعودية.. نجحت القوى الأمنية هناك في قتل ثلاثة من القادة الكبار للمجموعات المتطرفة في المملكة واعتقال آخرين وذلك في غضون ساعات قليلة، أما عندما نجح مقاتلون في العراق بقتل 30 جندياً حكومياً في هجمات متتالية فلم يتعرضوا لأي مضايقات جدية كما أن هناك مخاوف من حدوث مجارز متتالية ولاحقة ويمكن القول إن السعوديين قد نجحوا في هز صورة القاعدة التي لا تقهر أكثر مما فعل الأمريكيون منذ هجمات 11 سبتمبر وبعد مضي 22 شهراً من العمليات العسكرية في العراق وأكثر من ثلاث سنوات من القتال في أفغانستان). الإدعاء يكشف سيناريو الهجمات الانتحارية على المطارات والمواقع الحيوية والمخططين لضرب القوات الأمريكية في قطروالكويت ومبنى المباحث خلية الفتنة دخلت المراحل الأخيرة في استهداف شخصية شيعية وخلية التكفير رسمت مخطط تفجير معامل النفط هذا وقادت الاستراتيجية التي تتبعها الأجهزة الأمنية والمتمثلة في تطبيق النظرية التنموية لتحقيق الأمن إلى تكاتف منظومة العمل الأمني ما مكنها من تحقيق "ضربات استباقية" اتخذت طابع المواجهة الحاسمة مع العناصر الإرهابية دون هوادة لإفشال مخططات تلك الجماعات الإجرامية التي تسعى إلى تعكير صفو الأمن. وبالعودة إلى المحاكمات القائمة حالياً نستعرض هنا بعض من المخططات التي كانت على وشك التنفيذ والتي أحبطت بضربات استباقية ناجحة ودخل المتهمون فيها مؤخرا للمحكمة لمحاكمتهم بعدما أحيلوا للقضاء حيث جاء من بين الضربات الاستباقية الناجحة لأجهزة الامن مخطط استهداف القوات الامريكية في الكويت والذي شرعت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض في الثامن من شهر صفرالجاري في أولى جلسات محاكمة المتهمين فيها ضمن خلية إرهابية"تكفيرية"تابعة لتنظيم القاعدة مكونة من (11) شخصاً جميعهم سعوديون متهمون بتكفير الدولة والخروج المسلح على ولي الامر وإهدار مقدرات الدولة واستباحة الدماء المعصومة وقتل رجال الامن والمعاهدين ، واستهداف منشآت نفطية في المملكة ، بالإضافة إلى تخطيط عناصر هذه الخلية للقيام بعمليات انتحارية لتفجير معسكرات للقوات الامريكية بالكويت واستهداف ارتال القوات الامريكية هناك بهدف الإخلال بأمن دولة الكويت،كما اشارت لوائح الدعوى ضد عناصرالخلية الى سعيهم لتفجير المجمعات السكنية والشروع في عملية إرهابية تستهدف القوات الأمريكية بدولة الكويت الشقيقة جعلت من المملكة منطلقاً لها ، والتخطيط لاستهداف مواقع حيوية لشركة أرامكو السعودية. التحقيقات تكشف مخططات دخلت مراحل متقدمة لاغتيال علماء ورجال أمن وإعلاميين ومقيمين وتسميم شخصيات مهمة ومن بين تفاصيل المخططات الارهابية كذلك التي اجهضت والتي تنظرالمحكمة حالياً في ملفات المتهمين فيها مخططات خلية مكونة من 16 شخصاً بينهم 14 سعوديا، وباكستاني وافغاني قال الادعاء العام انها كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف ( أحد كبار رجال الدولة ) ومخازن الأسلحة في القوات البحرية وقوات الطوارئ الخاصة ومباني المباحث العامة واغتيال رجال الأمن ،بالاضافة الى التدرب على صنع القنابل اليدوية وعلى عمليات الاغتيال باستخدام "المواد السامة" والتفجير بالتشريك اضافة الى اتهام احدهم بالمشاركة في التخطيط للقيام بعمليات إرهابية في الرياضوجدةوالشرقية وتأييده لتخطيط الخلية لاستهداف مبنى المباحث العامة بالجبيل لتفجيره. مطار عرعر حيث كشفت التحقيقات عن مخطط لاستهدافه بهجوم انتحاري كما كشفت وقائع محاكمات متهمين في خلية اخرى مكونة من 41متهما منهم 38 متهماً سعودياً ومتهما قطريا ومتهما يمنيا ومتهما أفغانيا عن شروعهم لاستغلال أراضي المملكة في"التخطيط والتجهيز" لتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة ضد القوات الأمريكية في دولتي قطر والكويت، وتمويل القتال الدائر في العراق وأفغانستان، وللتجنيد لتنظيم القاعدة بالعراق، ولتحديد وتهيئة معبر حدودي لتمرير المجندين والمقاتلين والأسلحة والأموال بين المملكة والعراق،وهذه أيضاً ضمن المخططات التي تمكنت الأجهزة الامنية المختصة بكفاءتها العالية من احباطها. معامل أرامكو كانت هدفاً للعناصرالإرهابية لولا إفشال مخططاتها كما حملت لوائح الدعوى ضد عناصر خلية ارهابية أخرى كذلك تفاصيل جديدة لمخططات أخرى سبق اجهاضها قبل وقوعها لخلية مكونة من 17 شخصا (16 سعوديا وشخص يمني) سعوا لامتلاك أسلحة كيميائية يعتقد أنها من نوع "أسلحة دمار شامل"يصل مداها التدميري ل3 كيلو مترات حيث تشير ملفات الدعوى ضد هؤلاء أن شخصاً أخبرهم عن وجود شخصية في اليمن لديها هذه المواد الكيميائية الخطيرة والتي تقول عناصر الخلية إنها من هذاالنوع وقد اهتمت الخلية بذلك كثيراًَ وأرسلت إلى شخص يدعى (أبو وليد)ينتمي لتنظيم القاعدة في سوريا لبحث إمكانية شراء هذه الأسلحة وإرسالها لأبي مصعب الزرقاوي في العراق. ترسانه أسلحة ضبطتها الأجهزة الأمنية بمخبأ إحدى الخلايا قبل استخدامها ضدالأبرياء وأعلنت ولأول مرة في الرياض ذي القعدة الماضي عن مخططات خطيرة الأهداف والنوايا كانت أجهزة الأمن قد أجهضتها مسبقاً وقبضت على عناصرها ال(17) حيث خططت هذه الخلية بإيعاز من (أبو وليد)المتواجد في سوريا لاغتيال شخصية اجتماعية معروفة تنتمي للمذهب الشيعي في المملكة بهدف إثارة الشيعة في المملكة والدفع بهم للقيام بعمليات انتقامية مما يشتت جهود رجال الأمن-وفق تخطيط واعتقاد عناصر هذه الخلية-عن ملاحقتهم وكذلك لخلق "فتنة" داخل المملكة وجبهة جديدة للأجهزة الأمنية حتى يستطيعوا بعدها التحرك بسهولة وتنفيذ مخططاتهم الارهابية داخل المملكة كما يريدون. وتشير المعلومات حول هذا المخطط"الخبيث"أن مخطط الاغتيال كان في "مراحله الاخيرة" وقد تولى العملية المتهم ال14 في الخلية وتم تبريرها بأن هذه الشخصية الشيعية السعودية تدعم المليشيات الشيعية في العراق ضد أهل السنة – بزعمهم- وأنه على علاقة بحزب الله اللبناني وقد قام هذاالمتهم بجمع معلومات دقيقة عن هذه الشخصية وتحركاتها كما قام بالاتصال بمكتبه وجمع بعض المعلومات بحجة وجود زوار يريدون مقابلته،ثم قام هذاالشخص برسم مخطط الاغتيال وتحميله على C.Dوارساله مع مخطط عملية اخرى لابو وليد في سوريا. نتائج إحدى الضربات الأمنية الاستباقية ضد أوكارالإرهاب كما تضمنت لوائح الدعوى مخططا آخر كانت عناصر الخلية بصدد القيام به قبل أن تتمكن القوات الامنية من العناصرالتي تقف خلفه وقد رسم المتهمون السيناريو الاخير له قبل تنفيذه يتمثل في اغتيال مدير شركة داخل المملكة تعمل في مجال البيوت الجاهزة زعماً منهم أن هذه الشركة كانت ترسل هذه البيوت "الجاهزة"للجنود الامريكان في العراق، وبالفعل جمعت عناصر الخلية المعلومات عن هذه الشخصية وكانت الخطة في اغتياله عن طريق اعتراض سيارته تحت احد الجسور واطلاق النار عليه. ووفقاً لملفات التحقيق والدعوى التي تنظر المحكمة فيها فقد خططت هذه الخلية كذلك لتنفيذ هجوم ارهابي على معامل النفط في بقيق"بقيق بلانت"إلا أن القبض على عناصر هذه الخلية أحبط كل مخططاتهم الاجرامية رغم تدارسهم الدقيق لكيفية تنفيذ هذه العمليات . ضربة أمنية محكمة أسقطت أحد عناصر خلية ال85 واكتشف كذلك أن هذه الخلية المكونة من 17 شخصا كانت تجمع كميات هائلة من الاسلحة والقنابل والمتفجرات والرشاشات والذخائر بأنواعها استعداداً لتنفيذ عملياتهم وقد انبثقت من هذه الخلية خلية مختصة في تهريب الاسلحة من اليمن الى المملكة، وقد تولى اشخاص منهم نقل هذه الاسلحة بعد تهريبها للمنطقة الشرقية،وجاء من ضمن مخططاتهم التي احبطت محاولة اقتحام مستودعات اسلحة في المملكة بغرض الحصول على المزيد من الاسلحة غير التي تحصلوا عليها من اليمن،كما عملت المجموعة كذلك على انشاء ميدان تدريب على القتال لاعداد المجندين لهذه العمليات وتدرب عدد منهم كذلك على فنون القتال في افغانستان قبل ان يتولوا تدريب الآخرين على ذلك. كما كشفت وقائع المحاكمات مزيدا من تفاصيل الضربات الاستباقيه التي احبطت مخططات عديدة لخلايا الارهاب والاجرام في المملكة حيث كشفت جلسات محاكمة 7عناصر جديدة متهمة بالارهاب ينتمون لخلية ارهابية عن مخطط تم احباطه لضرب مطار عرعر واغتيال مقيمين بالمنطقة الشرقية حيث تشير المعلومات إلى قيام هذه الخلية بالترصد لمقيم يعمل بشركة بالدمام والاتفاق على اغتياله بإطلاق النار عليه برشاش أثناء قيادته سيارته حيث تم تكليف (المتهم الثاني) بتنفيذ هذه العملية التي فشلت في آخر لحظة في حين تم التخطيط لتنفيذ هجوم "انتحاري" في مطار عرعر ظناً من عناصر الخلية أنه كان يستخدم من قبل الجنود الامريكان لضرب العراق على مايبدو وتم عرض المخطط على أحد الأشخاص في افغانستان عن طريق الإنترنت وتم الطلب منه بإمدادهم بأشخاص وأسلحة لتنفيذ العملية، كما تشير المعلومات الى علاقة المتهم الثالث بأحد أخطر قياديي القاعدة الهالك خالد الحاج. أحد أعمال الخلايا الإرهابية التي تجري حالياً محاكمتهم ومن الضربات الاستباقية التي احبطت وتتم محاكمة المتهمين فيها حاليا مخططات كانت وزارة الداخلية قداشارت الى انها وصلت لمراحل متقدمة لتنفيذ اغتيالات بحق رجال أمن ومسؤولين وإعلاميين ومستأمنين ، وغيرها الكثير مما مثل المدعى عليهم فيها امام القضاء خلال الفترة الماضية او في طور ذلك قريبا وكلها تكشف حجم الجهد والعمل الامني الذي تم خلال السنوات الماضية والذي جنب البلاد شرور تلك المخططات ومن يقف خلفها وافشلت القدرات الامنية العالية بدورها مايحاك ضدالوطن وامنه ومواطنيه من شر،إضافة الى مخطط كانت خلية اخرى قد رسمت سيناريو تنفيذه وخططت له يسعى لاستهداف قواعد عسكرية مهمة في الخرج وخميس مشيط وغيرها من مخططات خطيرة كانت ستؤدي لنتائج وخيمة فيما لو حدثت لاقدر الله. ويترقب ذوو ضحايا تلك العمليات الارهابية التي نفذت والتي خلفت مئات القتلى من الابرياء من مواطنين ومقيمين ورجال امن اضافة الى المستهدفين في العمليات التي احبطت قبل تنفيذها من المواطنين ماستسفر عنه محاكمات المتهمين في تلك العمليات الى جانب التطلع لقرب مثول بقية المتهمين فيها للقضاء ليقول كلمته في واحدة من أهم القضايا التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية.