اتهمت وزارة العدل الأمريكية، يوم الثلاثاء، رجلين شاركا في مؤامرة تدبرها الحكومة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، بالمتفجرات. وأعد المدعون الأمريكيون التابعون للمباحث الفيدرالية، في منهاتن (نيويورك) عريضة اتهام بالشروع في عمل إجرامي ضد الإيراني منصور اربابسيار (56 عاما) المعتقل في جنوبنيويورك، ويحمل جوازاً أمريكياً إلى جانب جوازه الإيراني، والإيراني غلام شاكوري الذي يعمل في صفوف فيلق القدسالإيراني ويعتقد أنه يعيش في طهران. ووجهت العريضة التهمة إلى الإيرانيين بأنهما «شاركا في مؤامرة لاغتيال مسئول أجنبي ومحاولة ارتكاب أعمال إرهاب دولي» وفيلق القدس فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني، شكل عام 1981 بعيد ثورة الخميني. وتم تأهيل الفيلق ودعمه تمويلاً ولوجستياً عام 1990 ليكون ذراعاً عسكرياً لتصدير الثورة الإيرانية إلى العالم العربي وتنفيذ الأهداف الإيرانية بشتى الأساليب، الفكرية والإعلامية والعسكرية والإجرامية، بما في ذلك تدبير الاغتيالات وتجنيد العملاء أو إدارة الصراع بأنواعه مع الدول العربية. ومن مهام هذا الفيلق أيضاً بث العملاء في صفوف المواطنين في العالم العربي والإشراف على برامج التشييع، وتجنيد العرب الشيعة وغير الشيعة. وأخبر العميل السري في المكسيك، وفقا لما يبدو أنه نص تسجيل «أنهم يريدون الرجل (السفير) أن يسقط (يقتل) حتى وإن ذهب مائة معه.. اللعنة عليهم». وحينما نبه العميل المفترض إلى أنه يمكن أن يموت نحو 150 شخصاً، اجاب المتهم «هذا ليس بالامر الخطير». ويقود فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي قام بدور بارز في زعزعة الاستقرار في العراق وبث الفرقة الطائفية والاشراف على ميلشيات التطهير العرقي والطائفي ضد العرب في العراق. واعتقل منصور اربابسيار، ومقر سكنه مدينة اوستن في ولاية تكساس، في 29 سبتمبر الماضي في مطار جون كندي الدولي في نيويورك. واعترف اربابسيار في التحقيق بتنفيذه الجرائم التي أوردتها عريضة الاتهام، وروى للمحققين كيفية تم تجنيده والمشاركين معه في التنفيذ. وقال انه جند ومول من قبل مسئولين كبار في فيلق القدسالإيراني. وقال الأدعاء ان شاكوري مسئول في فيلق القدس لم يتم القبض عليه، ولا يعتقدون أنه في أراضي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقالت أنباء أن الأمريكيين يعتقدون أن شاكوري موجود في الأراضي الايرانية، ويقود سيناريو المؤامرة من هناك. وقال المدعي العام الأمريكي اريك هولدر ان «عريضة الاتهام الإجرامي، تبين مؤامرة دموية تدار بفصائل تابعة للحكومة الإيرانية تهدف إلى اغتيال سفير أجنبي في الأراضي الأمريكية، بمتفجرات». وأضاف هولدر في مؤتمر صحفي ان المتهمين كانوا، يعملون أيضاً، على تفجير السفارة السعودية في واشنطن. وقال هولدر ان الوثائق التي تملكها الحكومة الأمريكية تدين بصورة لا تقبل الشك حكومة إيران وتحملها المسؤولية كاملة عن هذا «المخطط الإرهابي الخطير» الذي لا يراعي الأعراف الدبلوماسية. وبلغت عريضة الاتهام 21 صفحة قدمت إلى المحكمة الفيدرالية في مانهاتن في نيويورك. وبدأ اربابسيار يخطط لتنفيذ المؤامرة مع شاكوري وعملاء آخرين يتخذون من إيران مقر إقامة، في ربيع الماضي لاغتيال السفير عادل الجبير. ووافق اربابسيار ليسافر إلى المكسيك في يوليو ليقابل عضواً مفترضاً في عصابة إجرامية وتهريب مخدرات، مليون ونصف المليون دولار لتنفيذ الاغتيال. ولم يدرك اربابسيار أن الرجل الذي قبض المال هو عميل سري لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية مثل دور عضو عصابة. وهو في الواقع عضو سابق في عصابة أدين بهجوم متعلق بتهريب مخدرات ووافق على التعاون مع المحققين في مقابل الإعفاء من العقاب. 100 ألف دفعة مقدم وفي التهم أن اربابسيار يسر تحويل مبلغ 100 ألف دولار إلى العصابة، في حساب بمصرف أمريكي، كمقدم لاثبات حسن النية للعصابة. وتقول الحكومة الأمريكية ان اربابسيار ناقش خطة تفجير مطعم في واشنطن يرتاده السفير الجبير. ولم يكن يهم المتهم عما إذا كان التفجير سيتسبب ايضاً بسقوط ضحايا آخرين، وبأعداد كثيرة. وأخبر العميل السري في المكسيك، وفقا لما يبدو أنه نص تسجيل «أنهم يريدون الرجل (السفير) أن يسقط (يقتل) حتى وإن ذهب مائة معه.. اللعنة عليهم». وحينما نبه العميل المفترض إلى أنه يمكن أن يموت نحو 150 شخصاً، اجاب المتهم «هذا ليس بالامر الخطير». مخطط مخيف ومن المفترض أن يمثل اربابسيار أمام قاض فيدرالي الثلاثاء (بتوقيت الولاياتالمتحدةالأمريكية). وكان قد اعتقل في يوم 28 سبتمبر حينما منع من دخول المكسيك ووضع في طائرة أعادته إلى نيويورك، حيث صعد عملاء فيدراليون واستلموه بمجرد خروجه من باب الطائرة. ووصفت وزارة العدل الأمريكية المخطط بأنه مخيف وقالت في بيان «الطبيعة المخيفة لما حاولت الحكومة الايرانية القيام به تحمل ما يدعو الى القلق (...) سنجري اتصالات مع حلفائنا ومع دول في كل مكان في العالم لابلاغهم بما تم احباطه». الرئيس أوباما يتضامن مع الجبير اعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما اجرى اتصالا هاتفيا بالسفير الجبير للاعراب عن «تضامنه» معه. وجاء في بيان للبيت الابيض ان الرئيس اشار خلال هذا الاتصال الهاتفي الى «ان الولاياتالمتحدة تعتبر ان هذه المؤامرة تشكل انتهاكا فاضحا للقوانين الاميركية والدولية واكرر التزامنا لتحمل مسؤولياتنا تجاه حفظ امن الدبلوماسيين العاملين في بلدنا». وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أعلنت أمس ان بلادها تريد التشاور مع حلفائها للبحث عن وسائل «لزيادة عزلة ايران» بعد احباط هذه المؤامرة المفترضة. وقالت كلينتون ان الادارة الاميركية تريد «توجيه رسالة قوية ان هذا النوع من الاعمال يجب ان يتوقف»، متحدثة عن «مجالات اخرى يمكن ان نتعاون فيها في شكل اوثق من اجل توجيه رسالة قوية الى ايران وزيادة عزلتها في الاسرة الدولية». وقد يتضمن الرد الاميركي فرض عقوبات جديدة على ايران، بحسب وسائل الاعلام الأمريكية.