(1) كتبت مرة : كان « المثقف « هو الذي يُشكل الرأي العام لدى « الشارع « .. صار « الشارع « هو الذي يشكل الرأي العام لدى « المثقف « ! طبعاً سنختلف كثيراً على : من هو « المثقف « ؟ وما هو « الشارع « .. ومن الذي يُحركه ؟ .. وسندخل في لعبة المثقف / النجم وكيف أنه - أحياناً - يناقض مايراه صواباً ليجامل أخطاء الشارع / الجمهور ، وبعيداً عن الجدل : أظن - وليس كل الظن اثما - أن الرأي العام ، والمثقف ، والشارع .. جميعهم يصنعهم « السياسي « ويحركهم عبر أدواته ! ليس بالضرورة أن يكون هذا « السياسي « الذي يمتلك زمام السلطة .. لعله « سياسي « آخر : يمتلك المنبر والمايكرفون ويحلم بالوصول - والحصول على - سلطة مختلفة . (2) العرب : ثقافياً ، وطوال قرون ، يتعاملون مع « الرأي العام « الشعبي على أنهم : دهماء ، عامة ، غوغاء ... الثقافة العربية لا تحترم « الجماهير « !.. في العقود الأخيرة ادّعت - بعض الأحزاب - في ادبياتها أنها تحترمهم .. والحقيقة أنها تستغلهم ! (3) السياسي الناجح : هو الذي يستطيع أن يصنع العدو المناسب .. أكثر من صناعة الصديق غير المناسب !! العدو المناسب .. له فوائد عدة ، منها : إرباك « الرأي العام « وإشغاله .. وقمعه أحياناً باسم هذا العدو . (4) ( الشارع العربي ينتفض ) .. ( الشارع يتحرك ) ... و « الشارع « كلمة هلامية - لا تستطيع أن تقبض على أطرافها - مثلها مثل « الجماهير « و « الرأي العام « ! من هو « الشارع « ؟.. هو أنت وأنا وهو .. و» نحن « يا من نشكل هذا الشارع العربي يتم « تشكيلنا « بمهارة ويُصنع « رأينا العام « عبر أجهزة وأناس متخصصين لا نعرفهم .. في العادة يحركهم السياسي ! قبل عقدين كان عدوك الأول : إسرائيل . الآن اصبحت من عصافير السلام والحوار ! قبل عقدين كنت تتحدث عن « الجهاد « . الآن تتحدث عن « الارهاب « . قبل عقدين كنت تنتفض غضباً لتدخل أمريكا والغرب في العراق الآن تنتفض غضباً : لماذا لا يتدخل الغرب في سوريا .. ولا تنسَ أن تشكرهم لتدخلهم في ليبيا ! لا أقرر .. لست مع هذا ، ولا ضد ذاك .. ولكنني أريدك أن تُصاب بالشك ، وترى ما يحدث حولك . (5) أنا ، وأنت ، وهو : أوعية مرنة ! كل فترة يتم تشكيلنا بشكل مختلف ، وكل يوم يُصب فينا كم هائل من المعلومات والبيانات والأفكار التي لا نعرف نواياها ومصادرها على وجه الدقة ، ليتم توجيهنا - دون أن نشعر - للجهة المناسبة ! أنا ، وأنت ، وهو : أجزاء من لوحة كبيرة .. يرسمها : السياسي ، ويلونها : الإعلام . (6) في الزمن الإلكتروني : حمل « الشارع العربي « الجوال في جيبه ، وصار لديه حساب في « تويتر « و « الفيس بوك « وظن - وبعض الظن اثم - أن بإمكانه صناعة « الرأي العام « كما يجب وكما يريد .. ولكنه لا يعلم من الذي يدير هذه المواقع ، وإلى أي جهة توجهه ؟.. ولمن تعود « الحسابات « الأخرى المؤثرة ؟! ومن الذي يقف وراء منتداه المفضل ، ومن أي عاصمة يحدثه زميله في المنتدى ؟! وسيصاب بالصدمة لو عرف الجهات التي تدعم المجلة الإلكترونية التي اصبحت مصدره الوحيد - والمفضل - لكافة ما يحدث حوله ! صديقي .. لكي تصل إلى اليقين : عليك أن تشك أكثر ! واخرج من اللوحة الكبيرة .. لعلك تراها بشكل جيّد . ---------------- قبل الطبع : قال لي : أنت هنا تحاول أن تشكل « الرأي العام « قلت : أنا هنا أحاول أن أتحرر منه !