حذرت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس من أن «القمع القاسي» للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا قد يدفع البلاد إلى «حرب أهلية شاملة». وقالت أيضا في بيان: إن عدد القتلى في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي بدأت في مارس تجاوز 3000 بينهم ما لا يقل عن 187 طفلًا. ولقي ما لا يقل عن مائة شخص حتفهم في العشرة أيام الأخيرة فقط. وقالت بيلاي: «المسؤولية تقع على كل أعضاء المجتمع الدولي للقيام بتحرك للحماية بطريقة جماعية قبل أن يدفع القمع القاسي وعمليات القتل البلاد إلى حرب أهلية شاملة». إلى ذلك تظاهرمناهضو نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس في «جمعة أحرار الجيش» التي سبقتها مظاهرات ليلية تحدت مرة أخرى العمليات العسكرية التي تركزت في حمص وإدلب وأوقعت 36 قتيلًا بينهم 25 عسكريًّا، وفقًا لناشطين ومنظمات حقوقية سورية. وكانت مواقع سورية معارضة بينها موقع الهيئة العامة «للثورة السورية» قد دعت إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة دعمًا للعسكريين الذين انشقوا حتى الآن عن الجيش والذين تجاوز عددهم عشرة آلاف وفق تقديرات أحد الضباط السوريين المنشقين. وتأتي جمعة أحرار الجيش بينما تتواتر الاشتباكات بين القوات السورية والمنشقين، وقد جرى أحدثها أمس الأول في محافظة إدلب. وسبقت «جمعة أحرار الجيش» مظاهرات ليلية شملت محافظات من جنوبي سوريا إلى شماليها مرورًا بوسطها. وبث ناشطون صورًا لمظاهرة قالوا إنها جرت صباح امس في حي القدم بدمشق طالبت من وصفتهم بأحرار الجيش بالانضمام إلى الجيش السوري الحر الذي شكله ضباط منشقون، وخاض ضد القوات النظامية ومليشيات الشبيحة مواجهات متفرقة كان أعنفها في مدينة الرستن بمحافظة حمص. وجرت أيضًا مظاهرة في حي المزرعة بدمشق ردد المشاركون فيها هتافات داعمة لمدينة حمص التي تتعرض منذ أيام لعملية عسكرية وأمنية واسعة. وبث ناشطون صورًا لمظاهرات أخرى جرت الليلة قبل الماضية في بصرى الحرير والجيزة بدرعا، وفي حي الحميدية بحماة، وفي خان شيخون وجرجناز بإدلب. وبث ناشطون صورًا تظهر مشاركة بضعة آلاف في تشييع قتلى سقطوا في بلدة بنش بإدلب أيضًا خلال عملية عسكرية وأمنية. وسُجلت الليلة قبل الماضية مظاهرات أخرى في دير الزور، وفي حي الفرقان بحلب تؤيد المجلس الوطني الذي تشكل مؤخرًا في إسطنبول وشملت المظاهرات الليلية أيضًا أحياء بحمص منها دير بعلبة التي تعرضت في وقت سابق للقصف وسقط فيها قتلى وجرحى.