* يظل الجيش المصري هو الجيش الرائع الذي قدم ويُقدِّم للعالم وللشعوب أنموذجًا فريدًا في فن التعامل الراقي والإدارة العسكرية المثالية المطعمة بإنسانية الرجال وقيمة القوة التي تعرف أن مهمتها هي الدفاع عن الأرض والمواطنين، وهي المهمة الأولى، وأن قوتها هي ليست لإذلال الشعب ولا لقتلهم، وكلكم شاهد كيف يتصرف الجيش المصري مع الثورة وأبناء مصر الغاضبين بأسلوب حضاري تبرز فيه الحكمة والشجاعة، هؤلاء هم جنود مصر الذين قدموا لبلدهم انتصارات عظيمة يحفظها التاريخ وتعرفها الشعوب، جيش مصر الأبي الذي وقف مع الشعب الثائر ليحميه ويحمي ثورته، وبكل هدوء كان يدير الأزمة بذهنية يقظة تعرف جيدًا أن لا شيء أهم من الأرض، وفي ذهنه قيمة الإنسان الذي بدونه لا قيمة لشيء، ومن حق الشعب المصري أن يفتخر بجيشه ويحبه ويغني له (الشعب والجيش يد واحدة).. فما أجمل جيش مصر الذي قدم ولا يزال يُقدِّم للعالم أروع وأنبل التصرفات، والتي كلها كتبت له تاريخًا جميلًا يشبه التاريخ الأول، ويختلف عنه في صورة جميلة تليق بالقرن والزمن، هكذا هي الفروسية وهكذا هي تصرفات الفرسان المملوئين بالقوة والثقة والحماس، والمحقونين بالهمة والإباء.. لهؤلاء الأشاوس أقول: دمتم لمصر ومن خطاب رئيس المجلس العسكري الحاكم المشير محمد حسين طنطاوي والاحتفالية بأكتوبر المجيد وتاريخ جيش مصر العظيم كانت فكرة هذا المقال، وكيف لا وأنا عربي أعرف جيدًا قيمة العروبة بمصر الكنانة ومصر الشهامة...!!! * وعلى عكسه تبدو تصرفات الجيش السوري مع أبناء سوريا العزل، وكأنهم لا يعلمون أن قوة الجيش لا تعني قتل المواطنين الذين وبكل أسف وجدوا منهم ألمًا وعذابًا وتعبًا وموتًا مختلفًا أسقط من الأذهان مكانتهم التي كانت ذات يوم تضيف نقاط قوة للأمة العربية، لكنها انتهت للأبد بعد مشاهدة تلك الممارسات البعيدة عن إنسانية الجيش، بعد استخدامه للقوة في قهر الرجال ليثبت جبنه، كما يقول بيت الشعر (أسد عليَّ وفي الحروب نعامة) كانت حقيقة هذا الجيش الذي يتباهى بقوته وعظمته أمام المواطن، الذي لا يملك سوى لسانه، وكم هي مآسينا اليوم مع أطفالنا الذين يسألون وفي أولهم (عبدالله) الذي يقول بابا هل الجندي لقتل الناس أم لحمايتهم فأقف أمامه وجلا، وأضطر أنقله للجيش المصري ليرى تصرفاته مبررًا أن أولئك الذين يقتلون المواطنين وحوش يلبسون بزة العسكر الذين يفترض فيهم أنهم بشر مجندون لخدمة الإنسانية، ولأن للحديث بداية ونهاية أجدني أقول: إن على الشعب المصري أن يضع مصر في العيون، كما أن عليهم الهدوء لكي يتفرغ المجلس العسكري لإنهاء كل ما يهم الثورة، ويحقق الخير لمصر، أما أن تكون الحكاية كلها إضرابات واضطرابات لن تقدم للاقتصاد المصري سوى مزيد من الخسائر والديون، فهذا لا يخدم مصر، وأثق جدًا في حب كل المصريين لمصر، وهي الحقيقة التي حتمًا ستدفعهم للتفكير الجاد في أمن مصر واستقرار مصر ورخاء مصر...!!! * (خاتمة الهمزة).. (الرجولة هي ثقافة النظرة وسط جهل العيون، وهي حضارة الكلمة وسط حضور الصمت، وهي الذراع التي تمتد لتحمي، والعقل الذي يفكر ليصون، والقلب الذي ينبض ليغفر).. هذه خاتمتي ودمتم.