- ينقبض قلبي كلما رأيت الرئيس المصري السابق حسني مبارك محمولا على نقالة المستشفى وقد أتوا به من سرير المستشفى إلى كرسي المحاكمة وهو في هذا السن ويعاني من أقسى الأمراض. كم نتطلع أن يبتعد من جعلوا همهم من بعض شعب مصر محاكمة رئيسهم السابق.. كم نتطلع - كمحبين لمصر -.. أن يبتعدوا عن روح الانتقام، وأن يلتفتوا إلى حاضر ومستقبل وطنهم مصر وحسبهم أنهم انتصرت ثورتهم وقد نصح لهم الرئيس مانديلا عندما طلب منهم أن ينأوا عن روح التشفي وحكى لهم عن معاناته من الظلم وبقائه بالسجن سنين طوالا إلا أنه نسي ذلك وانشغل ببناء بلده. *** - الرئيس حسني مبارك عندما نقارنه بالأسد أو القذافي أو بشار الأسد نجد أن ما حصل منه أو تم في عهده لا يقارن إطلاقا بأعمال وظلم هؤلاء القادة الحكام سواء قبل الثورة أو معها الرئيس مبارك عمل واجتهد وأخطأ وأصاب مثل غيره كما أنه أساء له من حوله لكنه حقق لمصر منجزات كبرى سواء حضاريا واقتصادياً وفضلاً عن الأهم الأمن والسلام الذي نعمت به مصر طوال عهده.. وفي أيام الثورة لم تصدر منه أقوال أو جرائم مثلما صدرت من غيره ففي خطاباته لم ينل من شعب مصر بكلمة سوء وقد استجاب لعدد من المطالب المهمة فعدل بالدستور، وعين نائب رئيس، وهو لم يأمر بجرائم القتل كما فعل غيره وقد قال ذلك وأعلنه أعضاء المجلس العسكري وما حصل من حوادث قتل لا تقارن بما حصل في ثورات البلدان الأخرى من آلاف القتلى على يد قوات الجيش. *** لقد رحل الرجل بهدوء وختم أيام حكمه بكلمة مؤثرة عندما قال سأبقى في مصر وأموت فيها ولو كان يعرف أنه مجرم وسيناله مثل هذا الهوان لهرب كغيره، لذا كان الأليق: احترام تاريخه فقد كان أحد أبطال حرب أكتوبر، وحافظ على السلام وصنع علاقات جيدة مع كافة الدول ولم يضع ثروات بلاده في حروب وخلافات. *** إننا من واقع محبتنا لمصر وأهلها نتطلع إلى أن يتوجه الشعب المصري إلى المستقبل وإلى استتباب أمن وطنهم ومواطنيهم دون أن ينشغلوا بالماضي، ويجدر بهم أن يتركوا أمر رئيسهم السابق للمحكمة، وبخاصة أنه لم يعرف عن أهل مصر الانتقام..، بل كان الأجمل لو أعطيت له الحصانة كما تمت للرئيس اليمني مع الفارق بينهما، وحسْب الثوار نجاح ثورتهم. إن الأغلبية الساحقة من شعب مصر تهمهم - الآن - أمور وملفات الأمن والاقتصاد والصحة والتعليم والسياحة فذلك ما يتطلعون إليه وتتوق إليه أجيالهم، وهو ما ننتظره وتنتظره «مصر الكنانة». إن الخشية أن الانشغال بالماضي والانصراف إلى التشفي من بعض أبناء مصر يحوّل ربيع انتصارهم خريفا من الخوف، وتدهور الاقتصاد، وتوقف مسيرة التنمية والخاسر هنا هو مصر الكنانة وأهلها الأخيار. حفظ الله وطني وحفظ مصر. [email protected] فاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi