1- من الفرعون مينا موحد القطرين إلى ولدي سيادة الرئيس مرسيس الأول، اعذرني لأني قلت ولدي وإن كنت لست متأكداً من نسبك لي، فلا أدري هل أنت من قبائل العرب التي حافظت على تفردها ولم تختلط بأحفاد الفراعين، أم اختلط نسبك بفلاحي مصر من أحفادي المنتشرين في مملكتَي الشمال والجنوب، التي صارت مملكة واحدة موحدة لا تقبل الفصام، عظيمة بسبب حزمي وإصراري على توحيد وادي مصر العظيم منذ خمسة آلاف سنة، ذلك الوادي الذي يشبه جسداً تربطه شبكة من العروق والأوردة والشرايين من فروع النهر وترعه ومصارفه، وإياك يا ولدي مرسيس أن تنسى أن القلب في الجنوب، ومصدر الحياة يأتي من الجنوب، وأن مخزون القيم في الجنوب، والكهرباء تأتيكم من الجنوب. ولدي مرسيس الأول، لاحظت على مدى الأربعين سنة الأخيرة أن أبناء الشمال استأثروا بكل شيء في مصر، ثروةً وسلطةً واقتصاداً وصحافةً وإعلاماً وحكماً وإدارة وجيشاً وشرطةً، بل إن الجنوب تم حرمانه من أن يتولى إدارة شؤون نفسه بنفسه، حيث إن غالب المحافظين في محافظات الجنوب، ومديري الأمن، ومأموري أقسام الشرطة، ورؤساء الجامعات يأتون من الشمال، وللأسف يكثر فيهم الجهل بتقاليد الجنوب، وعاداته وثقافته وقيمه، بل مما يزيد الأمر سوءاً أنهم يتعاملون بنوع من التعالي والتكبر على أبناء الجنوب؛ وفي المقابل فإن أبناء الجنوب يحتقرونهم في قرارة أنفسهم لأنهم يرونهم أضعف أخلاقاً، وأوهى قيماً، وأنهم أصحاب مصالح عبيد لمن غلب، تنتهي خدمة معظمهم بقضايا فساد ورشوة واستغلال نفوذ فيتم استبداله بآخر من أهل الشمال، وكأن الجنوب خال من الكفاءات أو هكذا يريد البعض أن يصوره ليبقى موضوعاً للمسلسلات والأفلام. وهذا الحال يا سيادة الرئيس مرسيس الأول، يقود إلى تدمير ما بنيته، وإلى تفكيك الوطن، فإياك أن تغتر بما يصوره لك الانتهازيون الباحثون عن مناصب من أن الصعيد يخلو من الكفاءات الوطنية المخلصة، وإياك أن ينعكس كره جماعتك لجمال عبدالناصر على الصعيد، وإياك أن تهمش الصعيد في تفكيرك لأن الإخوان المسلمين أقل انتشاراً فيه، وتذكر أن المحافظات التي اختارتك للأسف معظمها في الصعيد الأعلى، وأرجو ألا يخدعك صبر وصمت أهل الجنوب، فإنهم أصحاب نخوة ورجولة وعنف في الدفاع عما يعتقدون أنه يمس كرامتهم أو ينال من كبريائهم. فاحرص يا سيادة الرئيس مرسيس الأول على أن يكون جهازك الحكومي متوازناً بين أبناء الشمال والجنوب وأن يكون جهازك الإداري كذلك. وقد تجد صعوبة كبيرة في البداية لأن التهميش الذي عانى منه الجنوب جعل أبناءه غير بارزين على سطح بحيرة السياسة العفنة في مصر التي لا يطفو على سطحها إلا الغثاء، فلن تراهم لأنهم ليسوا من قيادات الأحزاب أو كبار الإداريين، أو حتى كبار قيادات الجيش والشرطة لأن من سبقك مبارك وسابقه السادات كانا يتعمدان إقصاءهم. لذلك، عليك أن تبدأ الطريق من أوله، وأن تركز في سياسات التنمية على النهوض بالجنوب الذي يشتمل على أفقر المحافظات في مصر، وأكثرها أمية وحاجة وأقلها خدمات ومزايا، لأن الوزراء من أبناء الشمال عادة ما يحرصون على أن تستفيد مناطقهم قبل أن تستفيد مصر، فهم أصحاب ثقافة فردية لقربهم من أوروبا. لذلك، يرون أنهم أكثر حداثة وتنويراً من أهل الجنوب، فيدفعهم ذلك إلى الاستئثار بموارد الدولة لمزيد من المنافع لأهل الشمال، حيث الجامعات والمصانع والتجارة الرائجة والبنية التحتية القوية والتعليم الأكثر حداثة. دمت لمصر حارساً أميناً. 2 - من الرئيس نيلسون مانديلا سيادة الرئيس محمد مرسي، كم كنت أتمنى أن أكون حاضراً في حفل تنصيبك رئيساً لجمهورية مصر العربية، أعظم دولة أفريقية في تاريخنا الحديث، خصوصاً أن انتخابك رئيساً لمصر كان عرساً ديموقراطياً بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، انتصرت فيه إرادة الشعب محمية ومحفوظة بإرادة وقوة وعزيمة الجيش، فكنت أنت يا سيادة الرئيس الثمرة الديموقراطية لهذه الحالة النادرة في التاريخ الأفريقي الحديث والمعاصر، حيث جرت العادة في القارة الأفريقية أن تنقلب الجيوش على الديموقراطية ولا تحرسها أو تحميها، وتسرق إرادة الشعوب وثوراتها ولا تحافظ عليها وتنميها، فلم تشهد القارة الأفريقية جيشاً يحمي الديموقراطية والانتخابات ولا ينتهز الفرصة ويستأثر بالحكم لنفسه إلا جيش مصر العظيم. فقد قدمت مصر العظيمة - التي لم تزل تعلّم العالم - نموذجاً جديداً؛ قام في الجيش بحماية الثورة وإجبار قائده الأعلى على النزول عند رغبة الشعب، كذلك قام الجيش بحراسة العملية الديموقراطية إلى النهاية؛ على رغم أنها جاءت بخصومه التاريخيين، وتعالى الجيش على الاستئثار بالسلطة لنفسه على رغم أنها في يده في حين حاول الاستئثار بها من كان طريدها. واهتمامي وشغفي بمصر - سيادة الرئيس - يعود للستينات، وما أدراك ما الستينات، حين كانت مصر الملهمة لشعوب القارة الأفريقية، وكانت باعثة لحلم التحرر والاستقلال، حاملة لهموم الإنسان الأفريقي وطموحاته في حياة كريمة شعارها: عيش، حرية، عدالة اجتماعية. فأنا - ياسيادة الرئيس - كنت تلميذاً في المدرسة الناصرية في الستينات، وما أدراك ما الستينات، فهي أنصع صفحة في تاريخنا؛ صنعتها مصر بكفاحها، ورؤية قيادتها وشجاعتها، بل ولم تبخل علينا بمواردها وقدرات أبنائها. كما تعلم يا سيادة الرئيس أننا نحن السود في جنوب أفريقيا قد عانينا من نظام الفصل العنصري الذي مارسته الأقلية البيضاء ما لم يقاسيه أي شعب على ظهر الأرض، فقد عوملنا لعقود طويلة أقل من معاملة الحيوانات، فتم حرماننا من كل شيء، وعوقبنا على كل شيء، عشنا في وطننا أغراباً محتقرين من أغراب مستعمرين، عُوقبنا وعُذبنا وسُجنا، أنا شخصياً أمضيت في السجون أكثر من أي سياسي في مصر، ورفاقي في حركة التحرر عانوا مثلما عانيت وأكثر؛ بحيث لم يكن يخطر على بال أحد أننا لن نقتص ممن انتهك حقوقنا، واستلب إرادتنا، وأهدر مواردنا، ونهب خيراتنا، وحرمنا من أبسط حقوق البشر. ولكن ما إن انتصرت إرادة الشعب، وسقط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حتى اقتدينا برسولكم الكريم محمد بن عبدالله الذي تعامل مع أعدائه بغاية ما يتخيله العقل من التسامح، فلم يقتص ممن قتل أحب الناس إليه، ولم ينتقم ممن أكل كبد عمه الحبيب إلى قلبه حمزة بن عبد المطلب، بل على العكس تماماً سامحهم وكرمهم وقال لهم «اذهبوا فأنتم الطلقاء» بل زاد وقال من دخل دار أبو سفيان (ما يعني دار هند التي أكلت كبد عمه) فهو آمن، والكل كان آمناً سواء من دخل بيته أو من بقي في ميدان الكعبة. لذلك، ياسيادة الرئيس لم نسع للانتقام، أو تطبيق العدالة القانونية العمياء، لأننا كنا نعلم أن ذلك سيفتح علينا باب جهنم، لأننا أدركنا أن مجرد فتح الباب للانتقام والتشفي سيدخلنا في نفق من السلوك الغرائزي الحيواني الذي يولد ردود أفعال مضادة لا نهاية لها. وانظر يا سيادة الرئيس إلى ما حدث في العراق، فقد دخل نفق الانتقام والتشفي ولم يخرج منه، ولا أظن أنه سيخرج منه قريباً، وأصبحنا نصلي من أجل العراق وندعو الخالق الأعظم أن يشفي العراقيين من التشفي. ما قمنا به يا سيادة الرئيس أننا شكلنا لجنة برئاسة القس المحترم دوزمان توتو، وسميناها لجنة «الحقيقة والمصالحة» وكانت فكرة هذه اللجنة أن يتم تطبيق العقاب الأخلاقي والاجتماعي، بدلاً من العقاب القضائي والقانوني الجاف، أرجو ياسيادة الرئيس أن تتجاوزوا مرحلة الانتقام والتشفي وأن تتبنوا صيغة تناسبكم وتستفيد من تجربتنا لتجاوز مشكلة محاسبة النظام السابق. دعواتي لكم بالنجاح والتوفيق في خدمة مصر وأفريقيا. 3 - من سيف الدين قطز حزنت كثيراً عندما رأيتك تقف بجانب إسماعيل هنية ممسكاً يده بكلتا يديك؛ كأنك شاب متحمس يأخذ صورة مع لاعب كرة أو نجم سينما أو مغنٍّ. أدرك أنك طيب القلب، لديك حماسة صادقة لحركة حماس، وحب مخلص لشعب فلسطين، وتعلق بقضية فلسطين، ولكنك تذكرت كونك الدكتور محمد مرسي الإخواني، ونسيت أنك رئيس مصر. وفي المناسبة اسمح لي يا سيادة الرئيس أن أوضح لك أنني على رغم كوني مملوكاً تعود جذوره إلى أمم أخرى غير العرب، وأرض أخرى غير مصر، إلا أنني نشأت في مصر وتغذيت على خيرها، ولم يجرِ في دمي إلا ماؤها. لذلك، تعلقت بها أكثر مما يصور لك عقلك، ويحيط به فكرك، وأفنيت عمري في أرض فلسطين، قاتلت العدو فيها وهزمته، وفارقت الحياة على تخومها، وأنا عائد إلى القاهرة. لذلك، فإنني أدرك بعمق ما هي مصر وما هي فلسطين. سيادة الرئيس، فلسطين قطعة من مصر، أو إن شئت فقل مقاطعة مصرية بالمعنى الاستراتيجي، وأرض من مصر وفيها معانٍ ودلالات ومتطلبات الأمن القومي، هكذا علمني تاريخ أحمس، وعمرو بن العاص، وصلاح الدين، وهكذا علمتنا وستعلمك كتابات جمال حمدان وحامد ربيع. فلسطين - يا سيادة الرئيس - مثل محافظة مصرية لا يمكن أن يكون فيها نظام سياسي معاد لمصر، أو خارج عن إرادتها، وإلا أصبح أمن مصر القومي مهدداً، وأصبحت القاهرة في خطر، فخط الدفاع الأول يقع في جبال طوروس، وخط الدفاع الثاني في شمال فلسطين، وخط الدفاع الثالث أسوار القاهرة. لذلك، عليك أن تتعامل مع فلسطين بهذا المعنى، فالعمدة إسماعيل هنية هو أحد أبنائك ما كان عليك أن تتعامل معه بالكيفية التي تفاعلت بها. وقد لاحظت أيضاً أنك تقلد الشيخ إسماعيل هنية، تلبس الجلباب بعد أوقات العمل، وتخطب في المسجد، وتصلي بالناس تماماً مثل أبو العبد، ونسيت أن أبو العبد لا يوجد لديه ما يقوم به، أما أنت فرئيس مصر، عملك مستمر لا ينقطع لمدة الأربع والعشرين ساعة، وليس لديك دوام ينتهي، أو ساعات عمل تنقضي، إياك أن تتبع سنّة حسني مبارك السيئة الذي كان يرى نفسه موظفاً بدرجة رئيس جمهورية، رئيساً حتى الساعة الثانية ظهراً، وتبقى مصر بلا رئيس حتى الصباح التالي؟! رئيس مصر يا سيادة الرئيس لا يغادر مكتبه، وليس له بيت ومكتب، فبيته هو مكتبه وحياته لخدمة مصر، أما إذا أردت أن تكون لك حياة خاصة فاترك الرئاسة وتمتع بحياتك، وأنت تعلم أنني عشت ومت من أجل مصر وأمنها القومي الذي يمتد من منابع النيل إلى جبال طوروس حيث مات أحد أحفادي قنصوه الغوري دفاعاً عن استقلال مصر. وأمنها القومي. يا سيادة الرئيس، للجغرافيا أحكام، لا تلغيها الأيديولوجيا، أو العقيدة أو الدعوة أو الحركة، أحكام الجغرافيا من الحتميات، أرجو ألا تنسى ذلك، حتى لا تضيع منك مصالح وطنك، وتذكر دائماً أن من يجلس على كرسي الحكم في القاهرة لا يستطيع الاستقرار إلا إذا كان آمناً على الشام والسودان والبحر الأحمر من باب المندب، هل تذكر موقعة ديو البحرية 1509 التي هُزم فيها المماليك أمام البرتغاليين فطمع العثمانيون في مصر، كان أسطول مصر هناك في باب المندب وسقطت مصر هناك في أيدي العثمانيين. وفقك الله وسدد لطرق حماية أمن مصر القومي خطاك. 4 - من محمد علي باشا تقبل تحياتنا وتبريكاتنا ولدنا أيها الدكتور محمد مرسي لجلوسكم على كرسي الحكم في مصر المحروسة، في الحقيقة ولدنا الرئيس مرسي أنا غاضب جداً منك، ومن جماعتك «الإخوان المسلمين» ومن حزبك أيضا، ومن شراذم المثقفين الذين ينعقون ليل نهار بكلام سلبي عن العسكر والعسكريين والجيش. هؤلاء جميعاً متناقضون مع أنفسهم، لا يعرفون ماذا يريدون، ولا يفقهون ما يقولون، ويقولون الكلام وعكسه، فعندما يتحدثون عن الإسلام يمجدون القادة المجاهدين (أي العسكريين) ويرفعونهم إلى مقامات عالية، ويتحدثون عن أسد الله، وسيف الله، وجند الله، وموقعة كذا وغزوة كذا، ويعظمون الجهاد والمجاهدين، بل إن الجهاد شعار لجماعتكم الإخوانية، وغاية من غاياتها. وحينما تتناولون تاريخكم لا تجدون فيه إلا القادة الأبطال أمثال سيف الدولة والمعتصم وصلاح الدين وقطز وبيبرس، كل تاريخكم عسكر وعسكريون، وكل فخركم بالعسكر والجيوش. ولا نسمع من خطباء الجمعة على منابر مساجدكم، والوعاظ وأنت واحد منهم؛ حديثاً عن العلماء والمخترعين والمفكرين في تاريخ الإسلام، كل ما نسمعه منكم فخر بالأبطال والقادة العسكريين في تاريخكم، وكأن تاريخكم كان تاريخ جيوش لا شعوب. وعندما تعتزون بمكانة مصر الإسلامية وتكريمها من الرسول (صلى الله عليه وسلم) ترددون «كنانة الله في أرضه» و «فيها خير أجناد الأرض»، ما هي الكنانة يا سيادة الرئيس؟ ومن هم خير أجناد الارض؟ والحداثيون والعلمانيون منكم يفتخرون بي أنا محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، وباني الدولة المصرية ومؤسساتها ونهضتها، هل تعرفون من أنا؟ وماذا كان هدفي ومشروعي النهضوي؟ أنا رجل عسكري، أنا جندي، ومشروعي كان بناء جيش قوي. أنتم يا سيادة الرئيس، جيل متناقض واعذرني إن قلت إن في هذا الجيل منافقين كثيرين، ألا تعرفون موقع مصر ودورها؟ ألا تعرفون أنها دولة يمتزج فيها الجيش بالشعب امتزاجاً يصعب معه أن تحدد الحدود الفاصلة بين ما هو مدني وما هو عسكري، هل لاحظت يا سيادة الرئيس أن كثيرين ممن يهاجمون العسكر كان أبوهم أو أبوهن عسكرياً؟ ألا تدركون أن مصر حالة خاصة منذ الفراعنة إلى اليوم؛ للجيش فيها دور محوري وإيجابي، وعندما يضعف الجيش يسقط الحكم كما حدث مع الملك فاروق؟ عليكم – يا سيادة الرئيس - أن تضعوا الضوابط والقواعد التي تحدد دور الجيش وعلاقته بباقي مؤسسات الدولة بما يحقق مصالح مصر الاستراتيجية ورفاهية شعبها، عليكم أن تتخلصوا من هذه الرطانة السخيفة التي يرددها الكثير من البوم والغربان في وسائل الإعلام لمهاجمة العسكر، هل سمعت عن دولة لها مكانة ليس للعسكريين فيها دور محوري، كثير من قيادات أميركا، رؤساء ووزراء خارجية جاؤوا من الجيش ولم ينتقدهم أحد. يا سيادة الرئيس، للجيش دور تنموي، لماذا لا تستخدمونه لتحقيق نهضة مصر، اسمح لي – يا سيادة الرئيس - أن اقترح عليك مشروعاً يقوم على تجنيد كل من لم يبلغ الثلاثين عاماً، ولا يعمل في وظيفة دائمة، وأن يتم إعطاؤهم التدريب الانضباطي الأولي لمدة شهرين، ثم ينخرطوا في مشروعات تنموية في البنية التحتية مثل: الطرق والجسور والكباري، وفي الخدمات مثل: المواصلات والنظافة وإنتاج الخبز وغيرها، وفي استصلاح الأراضي والمصانع وغيرها، على أن يتم التعامل مع جميع هذه المشروعات على أنها شركات مساهمة يملك أسهمها الشباب الذين يشاركون فيها، وفور انتهاء المشروع يستطيع الشاب المجند أن يخدم فيه كوظيفة دائمة، أو أن يحتفظ بالأسهم التي يملكها ويذهب للعمل الذي يريد، أما الأراضي المستصلحة فتوزع على من شارك فيها طبقاً لنسبة مشاركتهم. بذلك، يستطيع الجيش أن يكون رافعة حقيقية للتنمية، وبالمناسبة هذا الدور قام به الجيش في كوريا الجنوبية في بداية الستينات من القرن الماضي. ملاحظة أخيرة: سيادة الرئيس، حاول أن تتفادَ الأخطاء التي وقعت أنا فيها، فقد وثقت في بريطانيا العظمى واعتبرتها حليفاً استراتيجياً، ثم غدرت بي ودمرت أسطولي وحطمت أحلامي بتقويض مشروعي، فإياك أن تثق بورثتها لأنهم أكثر صلافةً وغباءً وغدراً. حفظ الله مصر وحفظ جيشها البطل وشعبها العظيم ووقاكم الله غدر الأصدقاء. * استاذ العلوم الساسية - جامعة القاهرة