واصلت العناصر المسلحة التابعة للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، مواجهة محاولات قوات المجلس الانتقالي الليبي التقدم نحو معاقلها الأخيرة في عدة مناطق بليبيا أمس الجمعة، رغم استمرار الضغط العسكري عليها، بينما قال مسؤولون في المجلس: إن الحكومة المرتقبة لن تُعلن قبل «استكمال التحرير» في حين كان السيناتور الأمريكي جون ماكين، يحذر من بروز نظام راديكالي في البلاد، يشبه الحكم الإيراني. وقال رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل: إن بلاده نجحت في فك تجميد 16 مليار دولار من الأموال العائدة لطرابلس، والتي كان المجتمع الدولي قد جمدها خلال الأشهر الماضية. وأضاف جبريل: إن المجلس الانتقالي لم يتسلم الأموال بالكامل بعد، لكن ما وصله منها ساعد على معالجة الضائقة المالية التي كان يمر بها، كاشفاً عن وجود خطط لدفع مخصصات شهرية لعائلات قتلى الثورة الليبية، وكذلك شراء 750 ألف رأس من الغنم للتضحية بها في عيد الأضحى المقبل. وحول جهود تشكيل حكومة ليبية جديدة قال جبريل: إن مثل هذه الخطوة لن تتم قبل «تحرير البلاد بشكل كامل،» في إشارة إلى المناطق التي ماتزال تخضع لسيطرة قوات تابعة للقذافي، وخاصة في مناطق بني وليد وسرت. من جانبه، قال السيناتور الأمريكي جون ماكين، الذي كان في زيارة إلى طرابلس، إن الشعب الليبي كان «مصدر إلهام» للعالم خلال الفترة الماضية، ولكنه شدد على وجود «الكثير من العمل» الذي يجب القيام به، مشيراً إلى تحديات «توحيد الأمة والسير قدما». ولم يخف ماكين وجود قلق من احتمال وصول «حكومة متشددة» إلى السلطة في ليبيا، ولكنه تعهد بأن تقوم واشنطن بمساعدة طرابلس على تنفيذ انتخابات حرة ونزيهة. وقال السيناتور الأمريكي الذي يعتبر من أبرز قادة الحزب الجمهوري: «ستكون الولاياتالمتحدة على استعداد للتعاون مع أي حكومة يختارها الشعب الليبي، ومن الواضح أن علاقتنا ستتأثر بهوية الحكومة المقبلة، وأنا لا يمكنني الإدعاء بأنني خبير في الشأن الليبي، ولكنني أعلم أن معظم الشعب الليبي غير راغب في نظام إسلامي على غرار ما هو موجود في إيران.» وقال ماكين: إن الليبيين الذين تحدث إليهم أعربوا له عن رغبتهم في أن يصار إلى القبض على القذافي حياً كي تتمكن السلطات من محاكمته. وأضاف ماكين: «ما من شك أن هذا الرجل (القذافي) مكروه من شعب ليبيا، وأعتقد أنهم يتمنون رؤيته وهو يساق أمام العدالة أكثر من رغبتهم برؤيته ميتاً» على حد تعبيره. من جهة اخرى، نفى موقع قناة الليبية الموالية للعقيد معمر القذافي اعتقال الناطق باسم النظام المخلوع على يد قوات المجلس الانتقالي. وقال الموقع الذي يستمر في نشر اخبار متعلقة بالقذافي ونظامه بالرغم من توقف القناة نفسها عن البث منذ سقوط طرابلس الشهر الماضي «لم يتم القبض على موسى ابراهيم وهذه الاشاعة الكاذبة ما هي الا خطة لجذب الانظار عن تحركات ثوار الناتو وهزيمتهم امام قوة ابطال سرت». وكان قادة ميدانيون للنظام الليبي الجديد اعلنوا الخميس ان موسى ابراهيم اعتقل الخميس خارج سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المطارد. وقال مصطفى بن دردف من كتيبة الزنتان بالمجلس الانتقالي الليبي «اتصل بنا مقاتلو مصراتة وابلغونا بأن موسى ابراهيم اعتقل». وقال قائد آخر يدعى محمد المريمي : إن «مقاتلين من مصراتة اعتقلوا موسى ابراهيم اثناء قيادته سيارة خارج سرت». وقال انه وردت تقارير ان ابراهيم كان متخفيا في ملابس امرأة، ولكن ليس بامكانه تأكيد ذلك على الفور. وقد ظل ابراهيم وجها اعلاميا للنظام الليبي حتى دخول مقاتلي المجلس الانتقالي طرابلس في 23 اغسطس. ورغم هربه من العاصمة الى جانب الدكتاتور المخلوع، واصل ابراهيم اصدار البيانات من مكان غير معروف عبر تلفزيون الرأي الذي يبث من سوريا، وان كانت وتيرة بياناته تراجعت. وكان ابراهيم قد ناشد الجمعة الليبيين العزم في مواجهة من وصفهم بالعملاء والخونة حيث شجب ما وصفه بإبادة يرتكبها حلف الاطلسي مع عملائه الليبيين منتقدا المجتمع الدولي لعدم التحرك.