* نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، وهويتنا الأصل الإسلام، والمرأة منذ فجر الإسلام مستشارة في قومها، ومستشارة خاصة في أسرتها، ذلك أن المرأة نصف المجتمع، وأن المرأة ذات دور تكاملي مع الرجل، ولأن الأسرة لا تتكون، ولا تكون إلاّ من هذين العنصرين الذي أوجد الله تعالى بينهما (المودة والرحمة)؛ ليعيش البيت أو الأسرة المسلمة في أمان، وهذه الفطرة في الخِلقة والتكوين للزوجين وللمرأة خاصة، حيث وهبها الله قدرة عجيبة لا يتفهمها إلاّ متأمل لخلق الله وجميل صنعه عز وجل في حمل أمانة رعاية أسرتها، فأوجد فيها منابع الحب والحنان والرقة، وأودع فيها الأمان والرأفة، حتى أن الرجل الكبير في قومه إن راعه أو هاله أمر هرع إلى حضنها الدافئ، وصدرها الحنون، ولأن الارتباط بينهما (وثيق)، ومصيرهما واحد، فإن جذوة الوجد وعمق صحوة الوجدان مبعث أصيل، ومصدر صادق قوي للوفاء والإخلاص، فتهب المرأة وتعطي رأيها بمنتهى الصدق والإخلاص، من هنا يعتمد الرجل كثيرًا على رأي المرأة، سواء كانت أمًّا، أو زوجة، أو أختًا.. فحيث يكون الحب الصادق تجد امرأة صادقة مخلصة، وما الحب إلاّ ضمير حي متيقظ حساس، وحيث أصدر الملك العزيز عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين قرار مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى، وأحقية ترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية، وفقًا للضوابط الشرعية، ومحكمة بضوابط الشرع الحنيف، فإنه قد لمس -أيده الله- كفاءة المرأة لعدة مهام، أهمها وأرقاها رسالة المرأة في بيتها، وحسن رعايتها لرعيتها، بالإضافة إلى المهن العلمية المتعددة.. هذه الثقة الكريمة بأن تكون عضوة في مجلس الشورى، وعضوة في المجلس البلدي لمدينتي تهب الرأي والمشورة، وتعمل على تطوير المنطقة، والرفع بالاحتياجات، والقضاء على السلبيات، والتنسيق مع أمناء البلديات فيما يلزم بهذا الخصوص، لهي مهمة جديرة بحس المرأة المرهف، ونقدها اللاذع، وذوقها الرفيع، ومهنيتها في كشف الأخطاء، والانقضاض على المخالفات، وذلك عمل للارتقاء، ومحبة في التطوير والتجديد.. القضاء على السلبيات، والأخذ بالأسرة والمجتمع إلى إيجابيات العمل الجاد والتفاني والإخلاص.. حيث لا وجود اليوم للمتخاذلين والمترددين في واقعنا المعاش.. والحكمة من هذا التعايش أمن نفسي، وأمان فكري حتى يستمر تشييد البناء على قوتين متوازنتين تقف صامدة قوية مواصلة لإعمار الأرض، وأداء الرسالة الموكلة للإنسان من سنة الله في خلقه. * إن التعايش بسلام وأمن اجتماعي هدف ومطلب الجميع، يوثق أركانه ويؤدي ثماره تطبيقنا العملي للكتاب والسنّة، هذا النهج العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم، والعمل بالثوابت والأصول، وتقيدنا بضوابط الشرع الحنيف، ولن نكون متشائمين، فالجدارة للأفضل ولمن قام بدوره خير قيام، وأدّى رسالته على الوجه المطلوب، وكان أمينًا قويًّا مخلصًا وفيًّا متفانيًا ومثابرًا، فالقوة والتمكين عمل بإخلاص لوجه الله تعالى، ففي ذلك صون الأمانة، والرضا بما يقسمه الله تعالى لك أيُّها الإنسان. * وبالأمس القريب كان يومنا الوطني، أعجبت بتدفق المواطنين، الفقير قبل الغني، والعزيز قبل الكريم.. احتفالاً واحتفاءً باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، مشاهد تبث فينا الحب والعطاء والمحبة والولاء والخير والانتماء، فمحبة هذا الوطن محبة فطرية بمشاعر ومبادئ أبية، وشيم وقيم عربية أصيلة، لا تمحوها المتغيرات، ولا تطفئ بريقها وابتهاجها الأخاذ، وكل ما كبرنا وتعلمنا.. كل ما حصلنا وتقدمنا.. وأصبحنا أعمق فكرًا.. وأكثر تفتحًا على العالم.. رجعنا إليك وطني وازددنا حبًّا لك.. وتمسكًا بك. * وطني الحبيب كل العلاقات تحتمل التغير والتحويل والمستجد والتحديث إلاّ علاقتنا بك.. فهي كعين الشمس لا تقبل الشك والتغير.. ودمتم أعزاء في عيون وأحضان هذا الوطن مهبط الرسالة، ومقر ومستقر الحرمين الشريفين.