تأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزآل سعود -يحفظه الله- اليوم فعاليات المؤتمر العالمي عن (ظاهرة التكفير.. الأسباب، الآثار، العلاج) بالمدينة المنورة بالتزامن مع الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية بمثابة حلقة جديدة في سلسلة الحلقات التي حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على تقديمها إلى العالم لإيضاح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، ومبادئه العظيمة، ورسالته السامية في السلام والاعتدال والوسطية والحوار، لاسيما بعد أحداث سبتمبر الإرهابية، عندما حاول أعداء الإسلام من صهاينة، ودعاة الكراهية والتطرف والتعصب من الشرق والغرب -على حد سواء- تشويهها؛ بتطرفهم، وأعمالهم المنحرفة، وأفكارهم الضالة التي ترمي إلى زرع بذور الفتنة والكراهية والعداء بين الشعوب بعضها ببعض، وبين أبناء الشعب الواحد. ومعلوم أن آفة التكفير أطلت برأسها منذ عصر صدر الإسلام ، وحيث ظلت تقترن بالفتنة والجهل بأصول الدّين وقواعد الشريعة، لكنها اقترنت في العصر الحديث -إلى جانب ما سبق- بالتفجير، ضمن مفهوم الإرهاب الذي يستهدف بشكل خاص الآمنين من رجال ونساء وأطفال دون تمييز، وتخويفهم وإشاعة أجواء الخوف والرعب بينهم، وهو ما يتناقض كلية مع قول النبي -صلى الله وعليه وسلم-: «لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من أن يُراق دم امرئ مسلم». المؤمل من هذا المؤتمر الذي يتمحور بشكل أساس حول ظاهرة التكفير، ويعنى بتشخيص أسبابها، وإيضاح آثارها الخطيرة على الفرد والمجتمع والأمة وطرق معالجتها، توخي أفضل السبل لدرء مخاطرها، والحد من آثارها السلبية؛ بهدف تحصين المجتمع ضد الوقوع في براثنها، لا سيما بعد انتشارها في العديد من البلدان الإسلامية، والأقطار العربية كنتيجة للجهل، والانصياع وراء الأهواء، واتباع الشباب المضلل بهم للخارجين عن أصول الدين المزيفين لأحكامه. رعاية خادم الحرمين الشريفين المفدى للمؤتمر، وتنظيمه من قبل جائزة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومشاركة باحثين، وعلماء، ومثقفين في فاعلياته من مختلف أنحاء العالم، كل ذلك يشكل عوامل نجاح للمؤتمر في تحقيق الأهداف الخيرة المرجوة من عقده، التي يأتي على رأسها تصحيح صورة الإسلام الصحيح، وتنقيته من الشوائب التي حاول الخوارج أن يشوهوا بها صورته النقية المشرقة.