حرص العديد من المواطنين على كبح جماح ارتفاع الاسعار المواشي الذي شهده سوق المواشي خلال ايام عيد الفطر بشراء مواشي الاضاحي مبكرا وتربيتها وتسمينها للتحفيف من حدة ارتفاع الاسعار حيث تجاوز سعر الذبيحة من نوع الحري اكثر من 1400 ريال خلال عيد الفطر المبارك، خاصة وان التوقعات تشير إلى احتمالية زيادة السعر اثناء عيد الاضحى مما جعل الكثيرين يشترون «احترازيا» لتفادي ارتفاع الاسعار المتوقع، وعمد البعض من سكان مكةالمكرمة على شراء اضحياتهم من الان بأعمار متوسطة حتى يحين موعد الاضحية بعد شهرين وسط توقعات العاملين في اسواق الاغنام، من ارتفاعات تدريجية ما أدى إلى استعجال المواطنين في شراء الاضاحي مبكرا وقال مواطنون : إن موجة زيادة اسعار المواشي في الفترة الاخيرة تشير إلى أن الاسعار مستمرة في الزيادة حتى وصلت إلى ارقام خيالية تتجاوز المعقول لاسيما اصحاب الاسر من ذوي الدخل المحدود. ويقول فهيد العتيبي : تشهد أسواق الماشية ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار خاصة كلما اقتربنا من عيد الاضحى فالأسعار مستمرة في الزيادة بشكل كبير، مشيرا إلى ان الخروف وصل إلى 1200 ريال وهو سعر مرتفع مقارنة باسعار الأشهر الماضية وسط تبريرات التجار بقلة المعروض واختفاء الشعير من السوق. شراء مبكر ويلقي المواطن عبدالله الفهمي باللائمة على وزارة التجارة والرقابة الغائبة عن الاسعار ويرى أن ارتفاع الأسعار في ظل الأعداد الهائلة من الأغنام بسوق الماشية غير مبرر- حسب وصفه- وأن اسباب ارتفاع الاسعار يرجع إلى جشع بعض التجار الذي يستغلون الموسم مطالبا من الجهات المعنية تحديد تسعيرة معينة لكل نوع من الاغنام وفرض غرامات مالية لمن يتلاعب في السعر. واختتم الفهمي حديثه قائلا: قررتُ الشراء قبل الزحام وقبل أن تصل الأسعار إلى أرقام خيالية، لا استطيع معها شراء الأضحية، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع ان تكون الأسعار منخفضة ، ولكن الأسعار مرتفعة مقارنة بالعام الماضي وأتوقع أن تزيد خلال الأيام المقبلة جراء الإقبال الكبير الذي سيشهده السوق فيما يقول سعدي السالمي: إن الأسعار مرتفعة ، ولا تتناسب مع أصحاب الرواتب المحدودة فالأسعار تصل إلى 1400 ريال للرأس الامرالذي جعلني افكر بشراء الاضحية من الان على ان يكون عمرها متوسطا إلى ان يحين موعد الاضحية ، واضاف: بعض التجار يتلاعبون بالاسعار وتحديد الاسعار مرتبط لديهم بالموسم وحجم الاقبال. اما علي الغامدي فيقول انه اشترى خلال عيد الفطر خروفا من نوع الحري بقيمة 1200 ريال بعد أن كان سعره قبل فترة وجيزة لا يتعدى 1000 ريال اي ان السوق لا يخضع لرقابة وتسعيرة تحمي المشتري، مطالبا «التجارة» بالمراقبة ، ووضع حد لجشع بعض التجار، حيث لا يرى مبررا لزيادة الاسعار. المربون يبررون ويرى مربون ان هناك عوامل متعددة هي المتدخلة في تسعير الماشية، منها تكلفة التسمين وارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية، ويقول دحيم الهذلي «تاجر مواشي بالكعكية»:ارتفاع الأسعار له علاقة وارتباط مباشر بارتفاع اسعار النقل والاعلاف وخاصة الشعير ، الذي وصل إلى اكثر من 60 ريالا، وكذلك إيجارات المحال التي تحركت صعودا خلال الأعوام الماضية، ويبرر الهذلي الارتفاع في الاسعار بسبب بعض التجار الموردين للاغنام، وان الزيادة طبيعية وهذا وارد في مختلف السلع التجارية ولكن بحد معقول. وقال: ان طريقة البعض في تربية المواشي التي يحتاجها للمنزل هي طريقة مثالية وفيها من التوفير للمستهلك خاصة اذا توفر المكان حيث ان الاسعار متقلبة ومن الصعب التوقع بما ستصل إليه. فيما يرى التوم محمد «بائع مواشي» ان الارتفاع طبيعي في الاسعار نظرا لكثرة الطلب على انواع بعينها، وقال: نحن نأخذ الأغنام بأسعار مرتفعة عن السابق، ولذلك نبيعها بربح يزيد عما كان عليه سابقا، مشيرا إلى ان انعكاسات ارتفاع الاسعار تشمل الدائرة التجارية بداية من المربّي وحتى المستهلك النهائي، إذ نشتري بأسعار حديثة والاسعار تتنافس فيما بينها وبين الحظائر بحسب الغذاء المقدم لكل حظيرة وما يقدم لهذه المواشي وتسمينها اضافة الى تكلفة العمال والحراسة .