أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم أن الله جل وعلا جعل للعبادات أوقاتا زمنية ومكانية وقد احتل القمر جزءا كبيرا من الأوقات الزمانية كالحج في قوله ((الحج أشهر معلومات )) وكالصوم في قوله (( فمن شهد منكم الشهر فليصمه))، وغيرذلكم من الأوقات الزمانية المرهونة بالأهلة ومنازل القمر كالعدد وأيام البيض وغيرها. وأن التوقيت القمري هو ممن أمتن الله به على أمة الإسلام وجعله من خصائصها حيث كانت الأمم السابقة تعتبر ميقاتها وأعوامها بالسنة الشمسية وهي تزيد على القمرية بأحد عشر يوما وكان ميقات العرب قبل الإسلام القمر خلافا لمن سواهم فوافق الإسلام هذا التوقيت ووجهه. وأضاف أن القمر آية من آيات الله يخوف به عباده بخسوفه في الدنيا وخسوفه في الآخرة وأن من العيب الاستهانة به وأن من الانحراف المشين التوقيت والتاريخ بغيره كما أن من الخطأ تنشئة الصغار على التعلق بالرسوم سواء كانت ثابتة أم متحركة والتي يبرزون من خلالها القمر له عينان وأنف ونحو ذلك أم أن له فما أو أنه يضحك ويبكي فهو آية من آيات الله لا يجوز امتهانها ولا الاستخفاف بها. وأن المنجمين والسحرة كانوا قديما وحديثا يقحمون القمر في أمور الناس مشيرا إلى أنه قد يعجب البعض حينما يعلمون أن دراسات نفسية معاصرة لدى غير المسلمين كونوا منها اعتقادا باطلا وهو أن للقمر تأثيرا على مزاج الإنسان وأن الجرائم تزداد عندما يكون بدرا ويعللون لذلك تعسفا منهم أن القمر له علاقة بمد البحار وجزرها فكذلك الإنسان لأن الماء يمثل ثمانين بالمائة من وزنه ويزداد العجب حينما يغتر بعض المسلمين بذلك ويطوع النصوص الشرعية لتوافق اعتقادا خرافيا أبطاله عقلاء أولئك القوم فكان من تطويع بعض المغترين من المسلمين لهذه النصوص أن ربط بين الحكمة من صيام أيام البيض وتأثير القمر على الإنسان حال الإبدار وذلك للإقلال من الجرائم. وتابع: أنه ينبغي لنا بهذه المناسبة أن نؤكد على سعة الصدر فيما يتعلق بالحديث عن الأهلة وألا يكون اختلاف المطالع سببا للتنازع والتدابر وأن يؤخذ الأمر على العفوية والاجتهاد الموصل إلى الهدف المنشود. وفي المدينةالمنورة ناشد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم بتحسس دور الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام ففي ذلك تفريج لكربه ودفع بلاء وإشباع لجائع وفرحة لصغير وإعفاف لأسرة وإغناء عن السؤال والنبي صلى الله عليه وسلم كان أكرم الناس وأجودهم إن أنفق أجزل وإن منح أغدق وإن أعطى عطاء لا يخشى الفاقة وكان يستقبل رمضان بفيض من الجود ويكون أجود بالخير من الريح المرسلة والمال لا يبقيه حرص وشح ولا يذهبه بذل وإنفاق. وفي ختام خطبته خاطب إمام وخطيب المسجد النبوي المرأة، وقال إن المرأة مأمورة بالإكثار من تلاوة القرآن والذكر والاستغفار والإكثار من نوافل العبادات وصلاة التراويح في بيتها أفضل من أدائها في المساجد وعليها بالستر والحياء ومراقبة ربها في غيبة وليها والصالحة منهن موعودة برضا رب العالمين عنها وتمسكها بدينها واعتزازها بحجابها وسترها يعلي شأنها ويعزز مكانها وهي فخر المجتمع وتاج العفاف وجوهرة الحياة.