اليوم ونحن نعيش الفرحة، نستلهم هذا البنيان المتين القائم على القيم الروحية المستمدة من الدستور القائم على كتاب الله تبارك وتعالى، وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويعن لي أن أضيف أن الذكرى السادسة لبيعة حبيب القلوب خادم الحرمين الشريفين أبي متعب هي عزيزة على نفس كل مواطن مخلص في هذا البلد، يشعر فيها ويتحسس استشراف المستقبل الذي تبنيه السواعد القوية، نعم يا خادم الحرمين ونحن نستشرف مرور ستة أعوام من عمرك المديد -إن شاء الله- ونتذكر كلماتك بعد توليك الحكم، والتي تقول فيها: إنني إذ أتولّى المسؤولية بعد الراحل العزيز، وأشعر أن الحمل ثقيل، وأن الأمانة عظيمة، أستمد العون من الله عز وجل، وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنّه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، وأعاهد الله، ثم أعاهدكم أن اتّخذ القرآن دستورًا، والإسلام منهجًَا، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق، وإرساء العدل، وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة.. ثم تقول يا أبا متعب -حفظك الله ورعاك-: ثم أتوجّه إليكم طالبًا منكم أن تشدوا أزري، وأن تعينوني على حمل الأمانة، وأن لا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء. يا أبا متعب: مشاعرنا وأحاسيسنا تبايعك أيُّها الوالد، ونعدك بالوفاء لك، فقد حملتنا جميعًا في قلبك، إن هذه الذكرى تجعلنا نستشرف آفاق المستقبل، ونستعرض تاريخ الأمم والشعوب، فيتراءى لنا العديد من الرجال العظماء الذين بنوا تاريخ بلادهم، وأسهموا بأدوار عظيمة، فحققوا نقلات حضارية، وأنت يا خادم الحرمين في طليعة هؤلاء الرجال.. كيف لا يا خادم الحرمين وقد حققت خلال السنوات الست إنجازات للرقي والتقدم بهذا الوطن، ومشاريع خير وعطاء «اقتصادية واجتماعية وتعليمية وسياسية وصحية وصناعية»، والكثير من المنجزات التي رفعت سمعة هذا البلد المعطاء، وسوف يثبته التاريخ على مداد من نور؛ ليكون شاهدًا على ذلك. اعْلَم يا خادم الحرمين.. يا أبا متعب.. أن هناك علاقة مختلفة بينك وبين شعبك، أحببتهم فأحبوك، أحبّك شعبك؛ لأن عهدك الزاهر عهد الحب والعطاء، عهد الشفافية، وعهد العدل، فاليوم يا ملك القلوب كل جنبات هذا الوطن الغالي، وكل أركانه تهتف بالولاء والوفاء لك قائدًا لمسيرة هذا البلد. وفي هذا العهد الزاهر تعددت إنجازات الشؤون الصحية في الحرس الوطني التي تسعى دائمًا لتذليل كل المعوقات التي تقف في طريق التقدم في جميع المجالات، وكانت الخدمات الصحية ضمن الاهتمامات التي شملت كل القطاعات تحت قيادتكم يا خادم الحرمين من واقع المهام الرئيسة للحرس الوطني المتمثلة في المهمة العسكرية، والمهمة الحضارية، وتلك المتعلقة بحياة المواطنين من منشآت خدمية، وصحية، واجتماعية، وقد شملت افتتاح العديد من المشاريع الصحية بالشؤون الصحية للحرس الوطني، هذه المنظومة التي لا تألو جهدًا لمواكبة مستجدات العصر والتقدم التقني والطبي الحديث الذي تظهر بوادره بصورة متسارعة يومًا بعد يوم، حرصًا منها لإعلاء السمعة الطيبة لهذا الصرح العملاق، ولإضافة المزيد لإسعاد منسوبي الحرس الوطني والمواطنين حتى ينعموا بموفور الصحة والعافية، وكان أن بدأ العمل ونفذت على أرض الواقع تلك المشاريع الطبية الجديدة، والتي وضعتم حجر أساسها حفظكم الله، حتى غدت هذه المنظومة الصحية بالحرس الوطني تحتضن الخدمات الصحية، وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، لتستمر مسيرة التنمية حاملة المزيد من مشاريع الخير لهذا الصرح الطبي، تحت توجيهات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، ومتابعة معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي. نعم يا خادم الحرمين.. إن هذا قد بدأ واضحًا من أول يوم لمبايعتكم، وقد رأت حدقات العين على أرض الواقع ما تحقق للوطن والمواطن، في ظل قيادتكم الرشيدة، وعضدكم الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. يا خادم الحرمين.. يا أبا متعب: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ الله الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ الله قَدْ أَحَبَّ فُلانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ الله قَدْ أَحَبَّ فُلانًا، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ». اسأل الله العلي القدير بعزته وجلاله أن تكون منهم.. اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين. (*) المدير التنفيذي للتشغيل بالشؤون الصحية بالحرس الوطني - القطاع الغربي