يلتقي اليوم أكثر من 130 صاحب متحف يشاركون في الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بمشاركة عدد من الجهات الحكومية بالرياض لتحقيق التواصل بين أصحاب المتاحف الخاصة والهيئة العامة للسياحة والآثار. وأكّد الدكتور عوض الزهراني مدير عام المتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، أن المتاحف الخاصة شريك مهم ضمن المنظومة السياحية في المملكة مشيراً إلى أنها تدخل ضمن الوجهات السياحية في المنطقة التي تقع فيها، ويمكن لأصحاب المتاحف توظيفها اقتصادياً بما يعود عليهم بمردود مادي، خصوصاً في المواسم السياحية والمهرجانات والمناسبات الوطنية. وشدد على حرص الهيئة على تطوير تلك المتاحف من كل النواحي لتكون ذات مستوى متميز، يتناسب مع معايير الجودة التي تنتهجها الهيئة في كل قطاعاتها، معتبراً المتاحف في العصر الحاضر مراكز بحثية ومؤسسات ثقافية مهمة، لأنها بمثابة مرآة الأمم، كما أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع، بالإضافة إلى ارتباطها بالمؤسسات العلمية والثقافية. كما أن المملكة تشهد تطورًا كبيرًا وسريعًا من الناحية الاقتصادية والعمرانية، وقال عبدالله رافع صاحب متحف خاص بالباحة: إن متحفه بدأ في جمع موجوداته الأثرية منذ أربع عشرة سنة، ويحوي مئات القطع الأثرية في شتى مناحي الحياة في منطقة الباحة ومحافظاتها يعود بعضها لأكثر من ثلاثة قرون حتى شكلت رصيدًا يعتز به لخدمة السياحة في المنطقة. وأتمنى أن يكون هناك اهتمام ويشير بن رافع إلى أن الهيئة قامت بترخيص المتحف ويتمنى أن يكون هناك تعاون من الجهات الحكومية في التنسيق من أجل زيارت الوفود والسياح للمتاحف الخاصة والتي تعتبر واجهة للمنطقة كما أتمنى أن يحقق ملتقى أصحاب المتاحف الخاصة أهدافه من أجل حماية التراث والتوسع في انتشار المتاحف الخاصة، ويقول محمد بن مصبح صاحب متحف بن مصبح الخاص: لقد استغرق جمع المتحف أكثر من عشر سنوات جمعت خلالها عشرات القطع الأثرية في مختلف مجالات الحياة، التي تشكلت عبر السنوات التي عاشها أبناء منطقة الباحة فالمعرض يضم أكثر من خمسمائة قطعة أثرية ويتمنى بن مصبح ان ينتقل المتحف على الطريق العام ليكون هناك ازدياد في توافد الزوار الى المتحف وخصوصًا وأن الطريق العام يربط مابين منطقة عسير ومنطقة الباحة وسيكون موقع جذب لجميع الزوار. ويقول محمد سالم صاحب متحف السالم: راودتني فكرة جمع التراث من والدي -رحمه الله-، حتى تطورت الفكرة إلى تأسيس هذا المتحف. ووقد قمت بترتيب هذه المقتنيات وتعليقها في جدران الغرف بشكل عشوائي للحفاظ عليها من التلف، ثم تدرج الأمر إلى تنظيم متحف شخصي يمكن الجلوس فيه ويحتوي المتحف على نحو (2000) قطعة اثرية ومخطوطات موزعة على (50) قسمًا مثل الكتب القديمة وصور للمناطق الاثرية والنادرة والاسلحة القديمة والعملات الورقية والمعدنية، والحجارة النادرة وادوات الصيد البدائية. ومن ناحية ملتقى اصحاب المتاحف الخاصة اوضح السالم ان الملتقى يسعى الى إبراز أهمية المتاحف الخاصة ودورها في بث الوعي بأهمية التراث في السياحة الثقافية وسيكون له مردود إيجابي يخدم أصحاب المتاحف وأكد الدكتور نواف ذويبان الراشد مدير فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون بمنطقة الجوف، وصاحب «متحف نواف الراشد» بالجوف أن الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة، الذي تقيمه الهيئة العامة للسياحة والآثار يعكس اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة على تطوير ودعم المتاحف الخاصة لما لها من أهمية بالغة في حفظ الإرث الحضاري للمملكة، كما يعكس تقدير الهيئة لدور أصحاب المتاحف الخاصة في العناية بالتراث الوطني، واعتبر الدكتور الراشد أن فكرة الملتقى تحمل أهدافًا رائعة، وأن الملتقى سيتيح الفرصة للتواصل بين أصحاب المتاحف الخاصة والهيئة العامة للسياحة والآثار، ليستمع مسؤوليها إلى أفكارنا ومطالبنا ونستمع نحن إلى أفكارهم ونصائحهم، وهو ما سيساعدنا على تطوير المتاحف والمحافظة عليها. وأوضح الدكتور الراشد أن المتاحف الخاصة تلعب دوراً كبيراً في حفظ التراث السعودي، ولا شك في أن المتاحف أحد أجنحة البناء الثقافي ومن خلالها يتم إبراز الهوية الوطنية، والمملكة لها جذور تضرب في أعماق التاريخ وتراثنا ومتاحفنا هي معالم تمثل الأمة وتعزز الثقافة المحلية، وهي جزء من الحراك الثقافي في هذا الوطن الكبير، ورغم ذلك لا يوجد حتى الآن أي جهة تقوم بتمويل احتياجات المتاحف سواء بإعانة أو بقرض، ولذلك فإن أصحاب المتاحف يعتمدون على التمويل الذاتي حسب قدراتهم.