في إطار محاربة الفساد وتجفيف منابعه ، وانطلاقا من الإحساس بواجب التعاون على الخير من أجل بناء وطن عزيز قوي ومواطن حر كريم كان لابد من عرض بعض القضايا التي يمكن اعتبارها مفصلية ولها دور أساس في البناءو التطوير و.التقدم إذا توفرت النية الصادقة والرغبة الحقيقية في الإصلاح ومعالجة القصور لدى الجميع وتم اعتماد خطة عملية وعلمية واعتبار أن لكل مواطن دورا هاما في تحقيق الرغبات التي يشترك كافة المخلصين من أبناء البلاد فيها. التعليم من أهم عوامل البناء والتطوير والتحضر إن وجد اهتماما ورعاية حقيقية من قبل المجتمع بكافة مستوياته ، أما إن كانت ثمة عوائق وأحجار عثرة على طريق التعليم وافتقدت مؤسساته ما تستحقه من المال والجهد والعناية فإن ذلك مؤشر على أن أخطاركبيرة تحيق بالتعليم وأهله ، ولن يكون سوى المواطن والوطن الضحية لذلك، ومؤسسات التعليم الجامعي في مقدمة ما يجب تسليط الضوء عليه خاصة إن كانت معظم جامعاتنا القديم منها والحديث تواجه مشكلات عديدة ، تكاد تضع كل فرد فيها ضمن إطار تحمل المسئولية ، باختلاق المشكلة أو حلها ، ويكاد لا يسلم أي أحد ينتسب إلى إحدى الجامعات من تحمل ولو جزءا يسيرا من المسئولية ، فالطالب والأستاذ والإداري وغيرهم كلهم يمكن وضعهم في قفص الاتهام لما يحدث من خلل أو قصور أو أخطاء بعضها لا يمكن اغتفاره أو حتى تبريره . فعلى مستوى الطلاب يشكو معظم الأساتذة من تهاونهم وإهمالهم للأعباء الدراسية ، وبعضهم يصرح لأساتذته بأنه يريد الدرجات والنجاح ولو لم يبذل أي جهد ، و يشكو كثير من الطلاب والطالبات من عدم جدية بعض الأساتذة في أداء ما يجب عليهم نحو الطلاب ، سواء بالغياب المتكرر دون إخطار الطلاب مسبقا ، أو انخفاض مستوى الأداء بين جدران قاعات الدرس أو التطرف في التعامل مع أبنائهم الطلاب ، كما أن الإدارة بكافة مستوياتها لا تخلو من الاتهام بالتقصير وعدم الحرص على تلبية كثير من احتياجات الطلاب الأكاديمية أو التجهيزات وغيرها ، أو على الأقل القيام بالدور المطلوب منهم في مجال عملهم ، وقد يكون لبعض الأساتذة شكوى من الإدارة العليا أو ما دونها ، كما أن المجتمع المحلي لا يشعر بأن جامعاتنا تقوم بالدور المطلوب منها على الأقل في توفير مقاعد كافية ومناسبة لتوجهات وطموحات أبنائهم . ولمعظم الجامعات عامة شكاوى من ضعف الميزانية والدعم المادي من قبل وزارة التعليم العالي ، وهي لا تخفي ضيقها من عدم أو ضعف تعاون مؤسسات المجتمع المدني أو القطاع الخاص في دعم مسيرتها التي تهدف لتحقيق أمنيات وطموحات المجتمع ، إن الحديث عن الجامعات وما يكتنفها من مشكلات يدل على أهميتها وحساسية موقفها ومسئوليتها في بناء عقول الشباب وتوفير بيئة علمية راقية تعمل على تشكيل صورة المجتمع الحضارية المقبلة.