أكّد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان أن الدولة تنتهج خط الإصلاح في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والدنيوية في حدود ما يسمح به الدين الإسلامي ويتوافق مع المجتمع السعودي بأعرافه وتقاليده الأصيلة. جاء ذلك خلال لقاء سموه بقصر الإمارة مساء أمس الأول بمديري الإدارات الحكومية ومحافظي المحافظات ورؤساء المراكز وأعيان ومشايخ وأهالي وطلاب مدارس منطقة جازان. وقال سموه في كلمته: إن هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية أنعم الله عليها بالإسلام فكان ولا زال وسيظل دستورها القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم منذ الدعوة المباركة التي جمعت الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب والدعوة المباركة لجمع شمل الأمة تحت راية التوحيد الخالدة إلى أن توحدت هذه الدولة الأبية على يد موحدها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله غفر الله لهم. وأضاف سموه أن هذه البلاد توحدت بجهود وتضحيات ودماء لا يتصورها أحد وستبقى آثارها خالدة وهي أمانة عظيمة حمل بوفاء الآباء والأجداد حتى تم توحيد البلاد وفق شرع الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم استمرت مسيرة التوحيد والبناء بقيادة أبناء الموحد رحمهم الله إلى أن جاء العهد الزاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي قال ومن أول وهلة في خطابه التاريخي إبان توليه مقاليد الحكم: “الإسلام ديني والقرآن دستوري” ولذلك نحن نحيا ونعمل في بلادنا وفق دستور سماوي مقدس. وتابع سموه: رأينا مظاهر الفرح والاحتفالات والمهرجانات التي عمت أرجاء الوطن ومنها منطقة جازان فرحا بعودة سيدي خادم الحرمين الشريفين وابتهاجا بسلامته يحفظه الله والتي تؤكد عمق التلاحم وصدق المحبة والولاء واللحمة الوطنية الكبيرة التي لن يؤثر عليها هؤلاء الدخلاء الذين يحاربوننا في أعز ما نملك، في ديننا وشبابنا لكن أبناء الوطن الأوفياء لن تؤثر فيهم هذه الدعوات المغرضة. وثمّن سموه مشاعر أبناء منطقة جازان الصادقة والمعروفة تجاه قيادتهم ووطنهم كبقية أبناء هذا الوطن قائلاً: لذلك نحن جميعا موحدين ومتوحدين.. ودربنا واحد واتجاهنا واحد، ونحن نحيا على ثرى هذه الأرض في نعمة كبرى من الأمن والاستقرار التي تفتقده غيرنا من الشعوب ولا يشعر الإنسان به إلا عندما يفتقده. واستعرض سموه القرارات والأنظمة الإصلاحية التي يأمر بها خادم الحرمين الشريفين ومنها القرارات الأخيرة والهادفة جميعها لما فيه خير أبناء الوطن والتي يتم تطبيقها في فترات وجيزة فيما تحتاج بلدان أخرى إلى مئات السنين لتطبيقها. ولفت سموه إلى الحياة الماضية والتي عاشها البعض في بؤس وجوع وسلب ونهب وهجرة وفقر وعدم توفر أساسيات الحياة وفي فترة وجيزة اصبحت تنعم بلادنا بنعمة الإسلام والأمن والاستقرار ورغد العيش مؤكدًا أن علينا جميعا الحرص وحماية هذه البلاد كواجب ديني ووطني. وأضاف: إننا وبتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني نسعى للعمل لما فيه خير المواطن في كافة مجالات الحياة عبر منظومة من الخطط التنموية الطموحة والهائلة سواء منها ما تم تنفيذه أو الأخرى التي في طريقها للتنفيذ والتي ستقفز ببلادنا إلى مصاف دول العالم الأول. ورفع سموه في ختام كلمته باسمه ونيابة عن كافة أهالي منطقة جازان أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين بعودته سالما معافى لأرض الوطن داعيا الله تعالى أن يوفقه وكافة إخوانه وأعضاده لاستمرار مسيرة النماء والتنمية في بلادنا. من جانبه ألقى رئيس محاكم منطقة جازان الشيخ علي بن جده منقري كلمة بيّن خلالها مكانة المملكة العربية السعودية كدولة جمعت أطراف المجد كونها أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وحرم الإسلام مؤكدًا وجوب حفظ أمنها وصون أرضها خاصة وأنها تحت ولاية مسلمة تدين بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي أعناق شعبها بيعة صادقة لولي الأمر. وشدّد على أن اللحمة الوطنية بين قيادة هذا الوطن وأبنائه لا يمكن لكائن من كان أن يخترقها مؤكدًا أن بلادنا المباركة طوال تاريخها قد أثبتت مع ما مر بها من أزمات أنها بنيت على أسس متينة من العقيدة الإسلامية الراسخة ولا يمكن المزايدة على هويتها العربية والإسلامية والتزام قيادتها وشعبها بشرع الله قولا وعملا. وأشار الشيخ منقري إلى أن هذه البلاد المباركة قامت على كتاب الله تعإلى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم منذ بداياتها الأولى فجعلت القرآن والسنة نهج حياة ومصدر إلهام وأوكلت الأمور إلى أهلها لافتا إلى هيئة كبار العلماء ومجلس الشورى وأمراء المناطق الذين يقومون بأدوارهم الكبرى لخدمة أبناء الوطن مبرزا الدور التنموي الكبير الذي يقوم به سمو أمير منطقة جازان في المنطقة التي شهدت مشروعات عملاقة ونقلة تنموية متميزة ولا تزال تشهد يوميًا منجزات حضارية تهدف لخدمة المواطن في منطقة جازان. عقب ذلك ألقى مشايخ شمل وادي جازان والحكامية في فيفا وآل خيرات بصامطة وآل سعيد في الدائر بني مالك وآل حبس في الدائر والحرث والعبادل بالعارضة وشيخ قبائل الحسيني والنجوع كلمات أكدوا خلالها أصالة عن أنفسهم ونيابة عن كافة أبناء القبائل والمحافظات والمراكز والقرى بمنطقة جازان رفضهم التام لكل محاولات إثارة الفتن وزعزعة أمن الوطن ومحاولات النيل من أرض الحرمين الشريفين من قبل دعاة الفرقة والفساد والتظاهر مجددين ولائهم جميعا لقيادة هذا الوطن الغالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.