• من حقي أن أحتفي بقارئاتي وقرّائي، ومن حقّهم عليَّ أن أكون معهم كما هم يحبون، لأنهم عندي أكبر وأثمن من كل ما يمكن أن يكون في حسبان أي أحد، ويكفيني أنهم معي، كما يكفيني مسعد الحبيشي هذا القارئ الرشيق الذي يلف حولي نورًا وهالات فرح، وكلهم مسعد، لأن كلهم يحاكيك بأدب جم، وكلهم يناديك وهو يشكرك، ويعتقد أن تواصلك معه تواضع، وهو العكس، حيث أرى أن قمة الرقي أن أكون مع قرّائي ككاتب يتناول هموم الناس، ويتعاطى مع الشأن العام، والناس هم أنا وهم الذين يحتاجوني ليتنفسوا من خلال هذا القلم النحيل، ويقرأوا لي لأنهم يجدون في كلماتي مذاقًا خاصًّا، ويصطفون مني كل ما أقدمه لهم، بشرط أن يروق لهم، وفي هذا منتهى الجمال الذي يستحيل أن يعرفه غير مَن يجرّب الحب الصادق الخالي من عفونة المصالح، وفساد القيم، وكوني أعيش فرحي، فدعوني أعش لحظة فرح بعيدًا عن تعبي وشقائي في عالم المطر الذي أراه يصر على أن يسرق من الناس كل شيء، ويصادر منهم البسمة، وهو بعكس المحبين الرائعين الذين أدين لهم بكثير، وأتمنى منهم أن يتواصلوا معي بكل شفافية، وفي هذا منتهي السعادة. • الجميل في الحكاية كلها أنني أجد في كتابات قرائي لغة آسرة، ومفردات منحوتة من عصافير الرغبة، وحنان الشوق، ومثل هؤلاء هم الذين يفتحون أمامي وزملائي الكُتَّاب مغاليق كثيرة، ويحرضونني على أن أقرأ وأستزيد؛ لكي أكون قادرًا على أن أعطي وأكتب لهم بعض ما يرونه جميلاً، فهل هناك من يباريني على أحاسيسي هذه الفارهة، أحاسيسي التي كنتُ أجمعها في صدري يوم جئت من فرسان، وقبل أن أكون كاتبًا، وقبل أن أغسل جسدي من ملح البحر، وخرائطه الشاحبة، ومثل هذه الفرحة العارمة بقارئاتي وقرّائي هي مشاعر طبيعية، وهي الكنز الثمين الذي أحرص عليه، وتحرص عليه إدارة هذه الجريدة، الحريصة على قرّائها حرصها على نموها وتطورها وتقدمها، وسيرى الجميع كيف تسبق هذه الجريدة توقعات قرّائها، هذه الجريدة التي قالت للقارئ الكريم (صوتك قلمنا)، فصنعت من أصواتهم القلم الذي يكتب لهم الحقيقة لا أكثر. • خاتمة الهمزة.. للوطن في قلوبنا مكانة خاصة، هذا الوطن الذي نحبه، ونموت من أجله، ولكي ننجح في التحليق به عاليًا، فإننا نحتاج للعمل الجاد، ونخلص في أن نقدم له كل ما يُمكّنه أن يتقدم للعالم الأول.. وهي خاتمتي.. ودمتم. [email protected]