بدأ الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أمس، الاستشارات النيابية الملزمة التي تستمر يومين، لتسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية، وسط انقسام سياسي حاد بين التيارات السياسية بشأن اسم المرشح للرئاسة الثالثة. وفيما أعلن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أن سبعة من أعضاء كتلته يؤيدون تسمية مرشح حزب الله وحلفائه في المشاورات البرلمانية التي بدأت أمس وتستمر حتى اليوم؛ لاختيار رئيس حكومة جديدة خلفًا لحكومة سعد الحريري. اتهم «تيار المستقبل» الذي يقوده الأخير مساء أمس، حزب الله بتنفيذ "انقلاب" هدفه وضع رئاسة الحكومة «تحت وصاية ولاية الفقيه». من جهته، جدد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي التأكيد على أنه “مرشح وفاقي” لرئاسة الحكومة اللبنانية، فيما سارعت “قوى 14 آذار” التي وصل ميقاتي إلى البرلمان في صفوفها، إلى التنديد بها واصفة إياها ب“الترشيح الغادر”. وأكدت اوساط سياسية ومعلومات صحافية أن حزب الله وحلفاءه الذين لم يعلنوا رسميًّا بعد اسم مرشحهم، سيدعمون ميقاتي خلال الاستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة جديد خلفًا لسعد الحريري الذي يمضي من جهته في ترشيحه مدعومًا من “قوى 14 آذار”. وأكد مستشار من فريق نجيب ميقاتي أن «ميقاتي مرشح تأليف حكومة إنقاذ وطني تجنب البلاد الانقسام الحاد وتحمي المؤسسات وتصون الدستور وتلتزم بالطائف». واضاف أنه «مرشح وفاقي، وليس قطعًا مرشح فريق المعارضة»، مضيفًا أنه «أبدى رغبته بالترشح لرئاسة الحكومة بناء على رغبته في أداء هذا الدور». من جانبه قال رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أنه لن يشارك في أي حكومة يترأسها مرشح قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه)، مضيفًا، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، أن تيار المستقبل الذي يترأسه «يعلن من الآن رفض المشاركة في أي حكومة يترأسها مرشح الثامن من آذار»، ومؤكدًا أن «أي كلام عن وجود مرشح توافقي هو محاولة لذر الرماد في العيون». وأضاف «ليس هناك من مرشح توافقي مطروح أمام الاستشارات النيابية، إنما هناك مرشح اسمه الرئيس سعد الحريري، ومرشح آخر لقوى الثامن من آذار، والخيار في هذا المجال واضح لا لبس فيه». واعتبر “تيار المستقبل” أن "الانقلاب الذي يقوده حزب الله" هدفه وضع رئاسة الحكومة "تحت وصاية ولاية الفقيه"، داعيًا إلى تحركات مفتوحة احتجاجًا على ما يعتبره التيار فرضًا لرئيس حكومة سني غير الحريري من جانب الحزب الشيعي. ودعا النائب محمد كبارة المنتمي إلى تيار المستقبل خلال مؤتمر صحافي عقد في طرابلس (شمال) إلى يوم غضب عام في كل لبنان اليوم الثلاثاء استنكارا لما يقوم به الآخرون من تدخل في شؤون لبنان وشؤون اللبنانيين السنة. وقال عضو المكتب السياسي في التيار النائب السابق مصطفى علوش في بيان تلاه خلال المؤتمر: إن الانقلاب الذي يقوم به حزب الله محاولة لوضع رئاسة الوزراء تحت وصاية ولاية الفقيه. وتجمع حوالي 500 شخص في مدينة طرابلس في شمال لبنان بعد ظهر أمس تأييدًا للحريري، منددين بترشح النائب نجيب ميقاتي المرجح تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة وبالأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.