كثيرة هي الكلمات المغناة وغير المغناة التي تتحدث عن لوم الأهل للمحب أو العاشق. ومن قديم الأزل حتى يومنا هذا.. والشعراء يكتبون هذه الملامة والفنانون يغنون.. ومثالًا على هذا الراحل عبدالحليم حافظ الذي قدم إلى الكويت في بداية السبعينيات وارتدى العقال والغترة البيضاء في أستديوهات التلفزيون هناك وغنّى أغنية يا هلي.. يا هلي يكفي ملامي والعتاب.. وقد وُفق فيها تمامًا صوتًا وأداءً.. وهي مسجلة بالأبيض والأسود وكانت وما زالت من أجمل أغنيات المرحلة وحتى اليوم وتقوم كثيرًا من المحطات حتى الإذاعية ببثها.. والجميل أن عبدالحليم عند زيارته للكويت في تلك الحقبة لم يوافق على أداء أغنية خليجية ليس لشيء وإنما ليحفظ اللحن ويتذوق الكلمات ووقع اختياره على هذه الأغنية التي أُعجب بها.. وحتى لا يعرّض نفسه إلى حرج ويفشل في أدائها.. وهي عادة الكبار بالفعل.. وكان ذكيًا في القبول بهذه الأغنية بالذات على عكس فناني اليوم أو البعض منهم الذي يقحم نفسه في شيء لا يعرفه.. حتى إن الكثير منهم فشل كثيرًا في أداء أغانٍ تراثية لمطربين كبار في بلدانهم.. وما البال لأغنيات خارج أقطارهم. أما الأغنية السعودية التي تُعرف بأنها تمرين للمبتدئين وأغنية انتشرت عربيًا وهي أغنية “أبكي على ما جرالي يا هلي” التي كتبها في الرياض الشاعر محمد بن ناصر السويلم رحمه الله وأُعجب بها طارق عبدالحكيم عندما كان هناك.. وبروعة هذا الشاعر الفذ الذي كتب كلمات حديثة في ذلك الوقت وبديعة التصوير والمفردات وأداها طارق قبل سنوات طويلة وحققت انتشارًا عربيًا.. بفضل اللحن الجميل والكلمات.. والكثير من الفنانين أداها والكثير قام يتشويهها بأدائه.