صبَّح الإرهاب عامنا الجديد بمأساة تفجير كنيسة الاسكندرية، التي لن يفرح بها إبليس نفسه! ولكن هناك من يَدين اللهَ تعالى بدين «الرحمة المهداة» للعالمين، يعتقد إلى حد تفجير نفسه أنه يتقرب إلى الله! ويوقن تماماً أنه ليس بينه وبين الجنة إلا «ضغطة زر» تنثره أشلاء تسابق «الحورُ» إليها «العِينَ! ومع كل «ضغطة زر» إرهابية ينفجر سؤالٌ تاريخي: كيف تمكن هذا اليقين الملعون في عقلٍ يزعم انتماءه إلى دين «محمد» صلى الله عليه وسلم، والقرآن العظيم يقول: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا... (المائدة/ 32)} في ختام قصة أول جريمة قتل! وما أقل مانستشعر أننا أبناء القاتل/ «قابيل»، وأن المثالية والطيبة ماتتا على يده مع عمنا «الأجودي»/ «هابيل»! ولكن والدنا العزيز يعترف بأن الشيطان «وزَّه»؛ لرغبته العمياء في «أُمِّنا» المزيونة «اللي ماتتسمَّاش» في أكثر الكتب، وليس في «الحور» ولا في «العين»! فمن ورَّثنا هذه البجاحة والافتراء على الله باسم الله؟ من يدرك أن اللغة هي «الفكر منطوقاً»، لابد أن يخلص إلى أن ذلك تسرب إلينا من مصطلح «المسلمين»، ويعني تحديداً: أتباع محمد صلى الله عليه وسلم! ومن يتذكر مقولة: «لامشاحَّة في الاصطلاح»، وقول «المهاجر»: «لا مشاحَّة (إلا) في الاصطلاح»، وأن «الإسلام» ضد الشرك، فلابد أن يدرك خطورة أن يُكَرَّسَ فينا عبر مئات السنين أننا نحن «المسلمون»، ومن عدانا فهم مشركون، أمر الله تعالى بجهادهم والإغلاظ عليهم! ولا تدري متى تسرب إلينا هذا «المصطلح»؛ ولا كيف تواطأ معه المستشرقون أيضاً؟ أما القرآن فقد سمَّانا: «الذين آمنوا»، ولن تجد فيه مجرد إشارة إلى أننا نحن «المسلمون وحدنا»! بل كذَّب الذين قالوا: {لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى}! وآية البقرة(62) ساطعة: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون}، وقد نزلت رداً على تساؤل سيدنا/ «سلمان الفارسي» عن مصير أجداده «الصابئة» الذين كانوا يتصفون بتلك الصفات! ومن يرى أن المقصود هم الموحدون قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، فكيف يفسر ذكر «الذين آمنوا» قبلهم؟ وأعجب من ذلك من يستدل بآية (المائدة/ 48): {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدِّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه...} على نسخ الأديان السابقة! ياأيها العقل: كيف يكون التصديق لمنسوخ؟ وكيف تكون الهيمنة على غير موجود؟ علماً بأن سياق الآية يبدأ من الآية (43) بقوله تعالى: {وكيف يحكِّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله}! وينتهي بقوله: {لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أُمَّةً واحدةً ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئُكم بما كنتم فيه تختلفون}! فماذا لو التزمنا بتسمية الحق تعالى لنا؟ وسألناه أن يهدينا، ويغفر لنا «ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان»؟