مركز صحي حي الشرفية وسط محافظة جدة يصفه كثيرون ب (المركز العجوز) إذ يصل عمره إلى أكثر من 28 سنة، إلا أن العاملين به رغم كل ذلك يبذلون جهودا مضاعفة من أجل تقديم خدمة أفضل لمراجعيه من سكان الحي وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، ولا تقتصر خدماته على العلاج وإنما تمتد إلى الجوانب الوقائية والتطعيم وغيرهما. وبالطبع فإن الكثافة السكانية العالية في الحي مقارنة بالأحياء الأخرى في المحافظة تتطلب مركزا صحيا بمواصفات مختلفة، إلا أن الفاجعة التي أقلقت أهالي الحي تمثلت في ما سمعوه من أنباء عن احتمالات نقل المركز إلى مقر آخر أو إغلاقه والاستغناء عنه، وهم يتساءلون كيف سيكون وضعهم حينها؟. وجهنا هذا السؤال إلى مدير مركز صحي الشرفية إبراهيم عبدالرحمن السحاق الذي أجاب: نما إلى علمنا أن المركز الحالي سيغلق ويتم الانتقال إلى أحد بديلين آخرين هما (الانتقال إلى مبنى جديد، أو الإخلاء في حال لم نجد موقعا جديدا وتحويل المرضى إلى مركز صحي الرويس أو مركز مشرفة). وبين أن إدارته تبحث حاليا عن موقع آخر لنقل المركز إليه بناء على خطاب القطاع الصحي الذي يشرف على المركز منذ عام ونصف العام، “إلا أننا لم نجد الموقع المناسب بمساحة تحتوي على 25 غرفة، ويجري حاليا حصر الأثاث الموجود في المركز استعدادًا لنقله إلى المبنى الجديد”. وكشف السحاق عن وجود نية لبناء مركز صحي نموذجي على أرض ملك لوزارة الصحة بجوار مبنى الدفاع المدني بجدة بعد أن ارتأت لجنة حكومية معنية أن المبنى الحالي قديم وغير صالح لأن يكون مركزا صحيا. وذكر أن عدد العاملين في المركز الحالي 33 عاملا بينهم 4 أطباء و7 فنيين يقدمون الخدمات العلاجية والوقائية إلى (60 - 70) مراجعا بشكل يومي. وأكد أن المركز يقدم العلاج والخدمات الوقائية من الثامنة صباحا وحتى الرابعة مساء، ولا يوجد أي زحام، حيث توفر الخدمات بشكل جيد للمرضى. وبالعودة إلى أهالي حي الشرفية يقول سعيد صالح الحمود: “يقوم المركز بخدمة أحد أكبر أحياء جدة وأكثرها من حيث الكثافة السكانية، حيث يقدم الرعاية الصحية لكبار السن والأطفال والنساء الساكنين قريبا منه بالمجان، بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية للمرضى وسرعة إحالتهم إلى المستشفى في حال احتاجوا إلى ذلك”. وطالب الحمود بتطوير وتوسعة المركز لتوفير فيه أحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وكذلك توفير أفضل الأيدي العاملة المؤهلة من الأطباء وهيئة التمريض بدلًا من إلغائه أو نقله إلى مركز تقليدي، كما طالب بتوفير الأدوية الناقصة مثل دواء السكري “الأنسولين” وأدوية التهابات الأطفال والمسكنات. ويضيف محمد عائض القرني: “المركز قديم ولا يوجد أي تطوير فيه منذ سنوات طوال، ورغم ذلك يقدم خدمات جيدة، ولا يجب إلغاؤه إلا بعد توفير البديل الأفضل، ولا يمكن النقل أو توزيع المرضى إلى مركزي الرويس ومشرفة ليحصلوا على خدمات متدنية وبعيدة عن سكنهم. بدوره يؤكد علي الغامدي ضرورة إيجاد مركز نموذجي لأن فكرة إلغاء المركز الحالي ليست مقبولة على الإطلاق، في ظل وجود كبار في السن وأطفال ونساء يحتاجون إلى خدمات طبية متواصلة.