قضية النقل المدرسي كانت وما زالت تمثل الشغل الشاغل لأولياء أمور الطلاب والطالبات ولمنسوبي التربية والتعليم وبالذات الطالبات والمعلمات في المناطق النائية؛ نتيجة لقطعهن مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهن على متن سيارات في أغلبيتها متهالكة أو يقودها سائقون غير مؤهلين جيدًا وللتدليل على ذلك نجد أن منسوبات مدرسة مركز الشفية للبنات (70كم شرق محافظة بدر) ما زلن في حالة حزن على وفاة إحدى طالبات المدرسة وإصابة 13 من زميلاتها اثنتان منهن حالتهن خطيرة بعد حادث انقلاب السيارة التي كانت تقلهن من قريتهن نحو قرية الشفية مقر المدرسة وهو الحادث الذي فتح ملف النقل المدرسي للطلاب والطالبات في مركز الشفية والقرى المجاورة لها والكثير من قرى مركز القاحة لعدم شمول هذه القرى بالنقل المدرسي من قبل وزارة التربية والتعليم، وهذا ما أكده مكتب التربية والتعليم بالمسيجيد، في نفس الوقت الذي لم يكتمل سفلتة الطريق إلى المركز. “المدينة” زارت قرية الشفية والتقت بعدد من المواطنين وأولياء الامور وخرجت بالتحقيق التالي: سيارات متهالكة يقول سليم سالم الصبحي من سكان بئر بن عمري: الحقيقة أن الشفية وقراها غير مشمولة بالنقل المدرسي ونعتمد في نقل بناتنا على استئجار سيارات خاصة ببعض المواطنين لإيصال بناتنا إلى مدرستهن في قرية الشفية حيث يوجد مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية، وعشنا يوم الأحد الماضي الحادث المفجع الذي تعرضت له طالبات إحدى القرى وهن في طريقهن إلى القرية بعد الانصراف من المدرسة اذ توفيت إحدى الطالبات وأصيبت زميلاتها بإصابات بعضها خطيرة عندما كان عدد الطالبات في السيارة التي وقع لها الحادث كبيرًا جدًا (20 طالبة) فضلًا عن أن موديل السيارة قديم وغير مهيأة لنقل الطالبات فهي عبارة عن وانيت مشرع ويضيف: لدي ابنتان يدرسن في مدرسة الشفية إحداهن في المرحلة الابتدائية والأخرى في المرحلة المتوسطة وكن في سيارة أخرى تسير بالقرب من السيارة التي انقلبت وشاهدن زميلاتهن المتوفاة وتأثرن كثيرًا وإحداهن لم تذهب إلى المدرسة حتى اليوم لتأثرها وخوفها من حادث زميلاتها. تعبيد الطريق وناشد سليم الصبحي المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بسرعة ضم طالبات قرى الشفية إلى النقل المدرسي وإيجاد وسائل نقل مريحة للطالبات مماثلة لتلك التي في المدن والمحافظات، كما طالب وزارة النقل وبلدية المسيجيد والقاحة بسفلتة الطرق المتفرعة من طريق القاحة والمؤدية إلى القرى والهجر حتى يسهل وصول سكانها إلى قراهم. أما الطالب خالد عتيق فيقول: أنا أدرس في ثانوية نهاوند وتبعد عن قريتنا حوالى 5 كم ولا يوجد لنا نقل ولا مكافأة واعتمد في تنقلي على هذه السيارة القديمة ويضيف: كما ترى هؤلاء الطلاب الذين معي من طلاب الابتدائية والمتوسطة ويسكنون في نفس قرية “الحفياء” وتوقفت لإركابهم معي للقرية لعدم وجود النقل مشيرًا إلى أن الكثير من الطلاب يدرسون في مجمع مدارس بئر الغنم ويأتون من قرى تتفاوت في بعدها عن مقر المدرسة آملًا أن يتم توفير النقل المدرسي لهم. قرى القاحة وعلى نفس المنوال قال محمد الصبحي من سكان مركز القاحة: بالنسبة لنقل الطالبات في قرى المركز فهو معهود إلى إحدى الشركات ولكنها لا تنقل إلا طالبات القرى القريبة من الطريق العام أما بقية القرى وبخاصة البعيدة والتي يتم الوصول إليها عبر طرق وعرة فإن أولياء الأمور فيها يعتمدون في نقل بناتهم على سيارات خاصة بمواطنين وحقيقة أن هذه السيارات قديمة ومتهالكة ولا تصلح للنقل فهي عندما تسير على الطريق الصحراوي يكون الوضع طبيعيًا ولكن عندما تصعد على الطريق العام المسفلت فإن توازنها يختل بسبب أن قطعها غير سليمة إضافة إلى كفراتها المستهلكة وهو ما يؤدي للحوادث. غير مؤهلين من ناحيته قال رئيس مركز الشفية أحمد بن زيد: الشفية وقراها تحتاج إلى النقل المدرسي وما نشاهده أن سيارات النقل الحالية ليست مؤهلة لنقل الطالبات فهي قديمة ومعظم سائقيها من كبار السن والبعض الآخر من صغار السن ونأمل أن تدرج القرية في النقل المدرسي. ومن جانبه أوضح مدير مكتب التربية والتعليم للبنات بالمسيجيد الذي تتبع له مدارس القاحة والشفية أن معظم القرى في المركز تم تغطيتها بالنقل المدرسي الذي توفره الوزارة وما تبقى منها سيتم تغطيتها، أما مركز الشفية وقراه فلم يشملها النقل المدرسي حتى الآن وفي حالة زيادة نسبة المقاعد المخصصة من قبل الوزارة سيتم خدمة قرى الشفية. مشيرا إلى أن المكتب يتابع سيارات المتعهدين في القرى المخدومة. أعمال السفلتة: الى ذلك أشار رئيس بلدية المسيجيد والقاحة غازي بن سلامه الرحيلي أن البلدية قامت بسفلتة الكثير من الطرق المؤدية لقرى القاحة بلغت أطوالها حوالى 20 كم وبقية الطرق أدرجت من قبل المجلس البلدي والبلدية ضمن خطة السفلتة القادمة وسوف تنفذ حسب ما يعتمد في الميزانية.