قال الضَمِير المُتَكَلّم: كان الحديث أمس عن أبرز الملحوظات والمؤشرات التي رصدها التقرير الذي أصدره مركز البحوث والدراسات الفقهية بموقع الفقه الإسلامي حول أبرز الملحوظات على الفتوى الفضائية خلال أشهر (رجب وشعبان ورمضان)، من خلال دراسة تم تطبيقها على برامج الفتوى في قنوات (المجد، الناس، دليل، الرحمة، الرسالة)، ونواصل اليوم تسليط الضوء على تلك المشاهدات ثم التوصيات: * كان للأسئلة المتعلقة بالصلاة النصيب الأعلى من تلك الفتاوى، بنسبة تتراوح من (7.9% إلى 11.7% )، بمعدل (209 من الأسئلة) في الشهر الواحد، وحَلّت (السعودية) بالمركز الأول، بالنسبة لمَصْدَرِ الأسئلة والفتوى، تلتها (مصر)، ثم (العراق والأردن). والحقيقة أن هذا يؤكد على ضعف الثقافة الدينية لدى عامة المجتمع في أمور هي من أساسيات ومُسلّمَات دينهم، والمفروض أنها تُدْرَك بالضرورة ك(الصلاة) بجميع أحوالها وتفاصيلها؛ فهل هذا سببه عجز المناهج الدراسية، والخطب والمواعظ، وشيخوختها عن توصيل المعلومة بأساليب سهلة ومناسبة، أو أن الناس لا يَعتَدون بمفردات المناهج والخطب ولا يثقون بها، فمصدرهم الوحيد والأكيد، وفقط (شِفَاه بعض المشايخ)، (ربما)؛ والموضوع يحتاج إلى بحث ودراسة!! * التقرير في خاتمته خرج بتوصيات منها: وجوب إعداد كوادر علمية مؤهلة للفتوى عن طريق الكليات والمعاهد والمراكز العلمية المتخصصة، وتنظيم دورات عملية في فقه الفتوى يراعى فيها: (بيان عظم شأن الفتوى، وأهميتها، والتمييز بينها وبين غيرها، وإيضاح كيفية التأصيل النظري لحكم الفتوى، ومراعاة فقه الواقع بالإضافة لفقه النصوص، مع مراعاة فقه الأولويات والمآلات، مع إيراد بعض التطبيقات العملية، ونماذج لبعض الفتاوى. كما أوصى التقرير بأن تقوم المجامع المتخصصة بإصدار كتاب تُجمع فيه الفتاوى التي تمس عموم الأمة، والفتاوى المختلف فيها، مع إبراز فتاوى وقرارات المجامع المتفق عليها، والتي لا زال البعض يخالفها حتى تكون أنموذجًا يحتذى به في الفتوى، فهذا من شأنه منع الفتاوى المرجوحة أو الشاذة. أعتقد أن مثل تلك التقارير والدراسات التي أرقامها ومؤشراتها وتوصياتها لا تكذب يجب أن تكون حاضرة لدى الجهات المعنية، ويستفاد منها في تدريس المناهج الشرعية، وفي تفعيل دور خطب الجمعة والدروس العلمية (التي رغْم كثرتها إلاّ أنها لم تؤتِ أكلها)! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]