كلنا نولد متميزين ومحملين بالمواهب ومواطن القوة إلا أن معظم هذه القدرات والمواهب تبدد وتذهب سدى إن لم يتم اكتشافها وتمتينها واستثمارها. أما مواطن الضعف فتنشأ من الإحساس بالنقص وتبدد الطاقة الذهنية والنفسية بسبب التفكير السلبي الذي يصاحبه فقدان الأمل وضياع الهدف والشعور بالإحباط والغضب والعزلة والانطواء. إن الفرد السلبي وغير المنتج هو أرخص ما نملك لأنه بلغة المحاسبة يقع في خانة الخصوم أما الفرد المنتج والأمين والمتين والقوي مكانه الطبيعي في خانة الأصول، فالقوة والمتانة ترتبط دائماً بالرزق والأمانة قال تعالى في سورة الذاريات (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) وقال في سورة القصص: (إن خير من استأجرت القوي الأمين) صدق الله العظيم. والتمتين في اللغة هو (تقوية القوى) أي البناء على ما هو جميل وملهم ومعافى في الأشخاص والمجتمع. والتمتين في الإدارة هو: وضع الشخص المناسب في المكان المناسب لزيادة العائد وتقليل الفاقد في الاستثمار البشري أي أن يتعلم الإنسان ما يريد ويعمل ما يجيد. وتتلخص فكرة هذا الموضوع حول مفهوم التمتين للعنصر البشري وهو من المصطلحات الإدارية الحديثة والتي يقصد بها عملية البحث والكشف عن مواطن القوة والعمل على تعزيزها وتدعيمها وتقويتها وذلك من خلال عدة محاور رئيسية تدور كلها حول إعادة بناء رأس المال البشري ورغم معرفة العالم الغربي بفكرة التمتين وقيامهم بتطبيقه فعلياً في بعض المؤسسات والحكومات ولهم مقولات كثيرة تدور حول هذا الموضوع منها: مقولة (مارلين فوس سافانت): نحقق النجاح بتوسيع مواطن قوتنا لا بإلغاء نقاط ضعفنا، ويقول (وليام إليري تشاتنج): عش على نقاط قوتك وعظمتها، دع نقاط ضعفك تضمحل وتجف حتى تموت من قلة التغذية. ورغم كل ذلك فهم لم ينجحوا في الإتيان بما يعبر عن التمتين بينما استطاع خبير الإدارة العربي السيد/ نسيم الصمادي استخراج هذا المصطلح من القرآن الكريم فهو اسم من أسماء الله الحسنى (المتين) وأستطيع شخصياً أن أطلق لقب (مدير التمتين العربي) على السيد/ نسيم، حيث أنه خير من بحث ودرس وتعمق وأبدع في موضوع التمتين فهو يقول: يعتبر التمتين تصحيحاً لمسارات واتجاهات التدريب والقيادة والاستثمار البشري، فهو إضافة جديدة في التنمية البشرية ستقوى به مخرجات الإدارة وستجعلنا نعيد النظر في تاريخ النجاح ومصادر الإبداع والأهم هو إعادة النظر في مناهج التدريب والتعليم لاستثمار واستنفار مكامن الإبداع داخل كل من المديرين والأبناء والبنات والموظفين والموظفات ولأن الوقت والإنسان هما أثمن مواردنا فعلينا أن نحدد فيما وفيمن نستثمره في حل المشكلات، أما تنمية القدرات هل نمتن الأقوياء أم نقوي الضعفاء. عزيزي القارئ: 1-لكل منا مواهبه وملكاته الفريدة والتي عندما تترسخ في شخصيته لا تزول أبدا ولكنها تحتاج إلى تعظيم (تمتين). 2-تقوية نقاط الضعف تسمى (تقوية) أما تقوية مواطن القوة فتسمى (تمتين). 3-يجب أن نشجع ونحفز نقاط القوة وندير نقاط الضعف. 4-يجب النظر والتركيز على كل ما هو إيجابي وغض النظر قدر الإمكان عن السلبيات. د. مجدي سليمان صفوت - جدة