اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس اعتراف الجانب الفلسطيني بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية على الفور. و شدد نتنياهو خلال خطاب أمام الكنيست على ضرورة التوصل لتفاهم بشأن الترتيبات الأمنية. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن اعتقاده بأن «تسويات أمنية قوية هي ضمان ثبات أي اتفاقية سلام». وقال في لهجة قاطعة: «لست مستعدًا للقبول بسلام على الورق»، في إشارة إلى أهمية الترتيبات الأمنية. وأضاف في الخطاب -الذي قاطعه عدد من أعضاء الكنيست عدة مرات-: إن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل «يجب أن يتم بشكل مسؤول». واتهم الجانب الفلسطيني ب “إهدار” الشهور العشرة الماضية التي تم فيها تجميد البناء في مستوطنات الضفة ثم المطالبة بتمديد هذه الفترة. وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي الجانب الفلسطيني على ما أسماه «عدم التهرب من مسؤولياته» والتركيز على اتخاذ ما وصفه بالقرارات الصعبة والحاسمة في عملية السلام. كما عبر عن أمله في «ألا يطرح الفلسطينيون تجميد الاستيطان كشرط لمواصلة المفاوضات»، معربًا عن اعتقاده بأن هذا الشرط يمكن أن يتخذ ذريعة «للتهرب». وشدد على أنه لن يقبل «بأن تنصب صواريخ على مقربة من إسرائيل»، مضيفًا «نحن دولة صغيرة ومساحتنا الصغيرة تضع علينا مسؤوليات كبيرة». وقال: إنه كانت لدى إسرائيل علاقات بإيران وتركيا «لكن تغيرت الأمور في ليلة واحدة»، مضيفًا: «لا شىء يضمن لنا ألا يحدث هذا مجددًا». وعلى الفور رفضت السلطة الفلسطينية شروط نتنياهو، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات: إن هذا الأمر «ليس له علاقة بعملية السلام ولا بالتزامات إسرائيل التي لم تنفذها وهذا من الجانب الفلسطيني مرفوض جملة وتفصيلا». وأضاف عريقات: «نرفض بشكل قاطع محاولة نتنياهو الربط بين التزاماته التي أقرها القانون الدولي بعدم القيام باجراءات أحادية الجانب وهذا المطلب الذي نرفضه فلسطينيًا». وكان وزير الخارجية الإسرائيلى المثير للجدل افيجدور ليبرمان قد قال: إن الأسرة الدولية تحاول تعويض إخفاقاتها في تسوية نزاعات عديدة في العالم عن طريق فرض اتفاق سلام على الإسرائيليين والفلسطينيين في غضون عام. وأضاف خلال حفل عشاء أقامه الليلة قبل الماضية لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والإسباني ميجيل موراتينوس أنه يتوقع من الدول الأوروبية تسوية مشاكلها أولا قبل ان تسدي النصائح لإسرائيل حول كيفية حل مشاكل الشرق الأوسط، وفقا لما نقلته عنه الإذاعة الإسرائيلية. وقال ليبرمان: أوروبا تخلت عام 1938م عن حليفتها تشيكوسلوفاكيا من أجل استرضاء الزعيم النازي أدولف هيتلر. وإسرائيل لن تكون تشيكوسلوفاكيا نسخة عام ألفين وعشرة .. إسرائيل ستدافع عن مصالحها الحيوية. ورفض الوزيران الأوروبيان تصريحات ليبرمان، وقالا إنه من الأهمية بمكان التوصل إلى تسوية سلمية في الوقت الراهن.